تموج المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام في مكةالمكرمة بضيوف الرحمن الذين جاؤوا لأداء فريضة الحج. وتشير التقديرات إلى أن زهاء 1.5 مليون حاج توافدوا الى مكة حتى الآن هذا العام، كما ينتظر وصول آلاف آخرين في اليومين المقبلين. تتزايد تكاليف الحج سنوياً بإطراد. ويمضي بعض الحجاج سنوات طويلة في الادخار لجمع مبلغ يكفي للسفر لأداء الفريضة، إذ تتراوح تكاليف السفر للحج هذا العام بين 5000 و9500 دولار للفرد القادم من خارج السعودية. «السفر يكلف أربعة آلاف دولار، ما عدا 1000 دولار نخصّصها لمصروف الجيب والبيت والأكل والشرب»، يقول حاج مغربي يدعى الحيان. وذكر المصري رجب أحمد أنه أمضى أعواماً طويلة يعمل ويدخر لجمع تكاليف أداء الفريضة، مضيفاً: «من 28 سنة وأنا أعمل بجهد. تعبت في الدنيا الحمد لله، ويجب أن أحج». لكن، بعض الحجاج ينفقون مبالغ إضافية كبيرة في رحلة الحج، لضمان الحصول على كل وسائل الراحة أثناء أداء الفريضة. ويؤكد المصري حسن جلال أن أقل مبلغ يحمله الحاج الخارج من مصر 5000 دولار، وقد يصل الى 8000 و10 آلاف و 11 ألف دولار. ويضيف: «هناك رحلة تسمى «من البيت الى البيت» تصل تكاليفها الى 26800 دولار». ويؤدي بعض الحجاج الفريضة على نفقة أفراد متبرعين أو جمعيات خيرية. وفي بعض الدول مثل مصر تدعم الدولة تكلفة الحج سنوياً لآلاف الراغبين في أداء الفريضة تيسيراً على المواطنين. وتنتعش الأعمال التجارية في السعودية خلال موسم الحج وخصوصاً في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ومن العادات الاجتماعية الراسخة أن يعود الحاج من رحلته الى المملكة بكمية من الهدايا للأهل والأصدقاء. بل إن التقليد السائد في كثير من المجتمعات هو أن يعود الحاج بهدايا من الحلي الذهبية أياً كانت التكلفة. وعلى رغم الارتفاع الكبير لأسعار الذهب، يقول تجار الحلي الذهبية في مكة إن العمل مزدهر. ويؤكد التاجر عبدالله المالكي: «الحجاج يشترون الهدايا من هنا لأنها أرخص وأجمل، خصوصاً أن لا ضرائب عليها كما في بلدان أخرى. والاقتصاد هنا متين والمبيعات جيدة». ويصرّ الحاج المصري مغاوري الباشا على شراء الذهب تحديداً من مكة: «يجب أن نذهب وفي يدنا ذهب، حتى ولو كان الغرام بألف ريال».