كان السادس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) موعداً لانطلاق فعاليات مهرجان سينما الشباب الدولي في كل من رام الله وغزة، على أن تتواصل فعاليات المهرجان الذي يستضيف سبعة وعشرين فيلماً في المحافظات الفلسطينية، حتى الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر). ويحتضن المهرجان إضافة إلى الأفلام الفلسطينية، وعددها تسعة، أفلاماً عربية وأجنبية، أصحابها بالضرورة مخرجون ومخرجات شباب. ويشارك في المهرجان عدد من الدول العربية من بينها مصر وسورية ولبنان، ودول أخرى كفرنسا وألمانيا وهولندا وتركيا وبريطانيا. وكان المهرجان انطلق بعرض ستة أفلام منها فيلمان فلسطينيان، الأول بعنوان «بدي أعيش» للمخرج الشاب أحمد حمد، في حين حمل الفيلم الثاني وهو من إخراج الشابة إسراء عودة، عنوان «شلة العلكة وأنا». ويرصد الفيلم الأول يوميات شاب من باعة الكعك يعاني من قصر قامته وسوء ظروفه المعيشية والاقتصادية، تتلخص أحلامه البسيطة بشراء ملابس جديدة والنوم لفترة أطول، في حين رصد الفيلم الثاني يوميات المخرجة مع باعة «العلكة» من الأطفال، عند شارات المرور في مدينة رام الله، حيث خرجت بالفيلم بعد فشلها في تعليمهم فن التصوير السينمائي. وفي وقت عرضت أفلام «قهوة فرنسية» للمخرج الفرنسي الشاب فابريس جوبرت، والفيلم السوري «روح القمح» للمخرج هفال قاسو، واللبناني «زرقا» للمخرج ربيع ناصر، استطاع الفيلم التركي «الحذاء» لعدد من المخرجين الشباب الأتراك انتزاع إعجاب جماهير حفل الافتتاح، وهو ما عبر عنه الحضور بالتصفيق الحار مع المشهد الأخير. ويروي الفيلم حكاية عصابة من الأطفال متخصصة في سرقة أحذية المصلين من أحد المساجد وبيعها في متجر للأحذية المستعملة. والطريف في هذا الفيلم هو ذلك الإصرار الذي تحلى به الأطفال في مواجهة كل إجراءات المصلين لمنع تكرار سرقة أحذيتهم، من نقلها إلى أرفف مخصصة لحفظ الأحذية بداية، فوضع الأسلاك الشائكة لتغطية الرفوف، وأخيراً وضع الأحذية في خزانة محكمة الإغلاق، وهو ما لم يحل دون سرقتها، في فانتازيا مدهشة نقل المخرج من خلالها رسائل عبر عن قدرات فنية متميزة. وحول المهرجان الذي تنظمه جمعية السينمائيين الفلسطينيين الشباب، قال مديره أنيس البرغوثي: «هذا المهرجان يعد الأول من نوعه في فلسطين والجمعية تطمح بأن يكون المهرجان حدثاً فنياً وثقافياً مميزاً في المشهد الثقافي الفلسطيني». وأشار البرغوثي إلى أن المهرجان يهدف للمساهمة في شكل كبير في «دعم الشباب الفلسطيني في محاولتهم التعبير عن أنفسهم، من خلال عمل الأفلام وتزويدهم بمنتدى يستطيعون من خلاله عرض أفلامهم ومناقشتها والاطلاع على أفلام غيرهم من الشباب محلياً وعالمياً». وأضاف: «إن المهرجان يساعد شباب فلسطين، وبخاصة صناع السينما منهم، للاطلاع على أفلام عربية وعالمية، ما يفيدهم في تطوير واقع سينما الشباب في فلسطين في شكل كبير، لتنافس السينما العربية والدولية». وقال: «وصلنا كمّ كبير من الأفلام التي صنعت من قبل الشباب، بلغ عددها 85 فيلماً، اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان من بينها 27 فيلماً لعرضها، ولم يكن لدينا دعم مالي كافي لتشكيل لجنة فنية لتقييم الأفلام التي وصلتنا جميعاً، فقررنا أن نقوم نحن في الجمعية باختيار 40 فيلماً منها، ومن ثم شكلنا لجنة لاختيار 27 فيلماً». وشدد البرغوثي أخيراً على أن فعاليات المهرجان لم تكن لتنطلق وترى النور لولا الدعم والتشجيع الكبير من القائمين والداعمين للشباب ليخرجوا وينتجوا مثل هذه الأفلام، مثمّناً دور كل الداعمين والراعين للمهرجان من مختلف المؤسسات المحلية والدولية.