باشر الأكاديمي الليبي عبدالرحيم الكيب أمس مشاوراته لتشكيل أول حكومة انتقالية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وسط توقعات بأن يعلن أسماء وزرائه خلال أسبوعين. لكن يمكن تمديد هذه المهلة إلى شهر في حال واجه صعوبات في إرضاء كافة أطياف المجلس الوطني الانتقالي الذي مثّل الثوار في كفاحهم لإنهاء 42 سنة من حكم القذافي. وأعلن الكيب بعد تكليفه، مساء الإثنين، إنه سيعمل على نزع أسلحة الثوار وإنعاش الاقتصاد الليبي. وشكّل فوز الكيب بمنصب رئيس الحكومة الانتقالية نوعاً من المفاجأة، كون اسمه لم يكن من الأسماء المطروحة بقوة. لكنه فاز بأصوات 26 من أصل 51 ناخباً هم أعضاء المجلس الانتقالي. والكيب أكاديمي من طرابلس عاش معظم حياته المهنية خارج ليبيا، خصوصاً في الولاياتالمتحدة والإمارات وقطر. وليس واضحاً ما إذا كان اختياره لرئاسة الحكومة يهدف إلى إرضاء العاصمة الليبية، مسقط رأسه، والتي يتردد أن تمثيلها مهمش في قيادة الثوار. وستعمل حكومة الكيب على تحضير ليبيا لانتخاب مجلس تأسيسي (مؤتمر عام) يختار دستوراً جديداً للبلاد، ويحل محل المجلس الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل الذي بدا أمس زيارة للقاهرة هي الأولى منذ مقتل العقيد القذافي خلال معركة سرت الشهر الماضي. وأجرى عبدالجليل محادثات وُصفت بأنها «مهمة» مع القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي بحضور نائبه رئيس الأركان الفريق سامي عنان ومدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء مراد موافي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وقال مصدر مصري مسؤول ل «الحياة» إن اللقاء «تناول سبل دفع التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والصحية والاجتماعية وتفعيل زيادة الاستثمارات بين الجانبين، وتشكيل اللجان المتخصصة في كافة المجالات لتحديد آليات التعاون خلال المرحلة المقبلة وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين». وأكد المصدر أن المحادثات «أظهرت حرص عبدالجليل واعتزام النظام الليبي الجديد على إقامة علاقات جديدة بين القاهرةوطرابلس، ودعم العلاقات الثنائية، والاستعانة بمصر في إعادة إعمار ليبيا». وفي باريس (أ ف ب)، رحب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان بانتخاب عبدالرحيم الكيب رئيسا للحكومة الانتقالية الليبية. وقال: «مع تسلم رئيس الوزراء الكيب مهماته أوجّه إليه باسم فرنسا أصدق تمنياتنا الودية واعرب عن ثقة فرنسا ودعمها للشعب الليبي في مسيرته إلى الديموقراطية».