أكدت الاختصاصية النفسية في مستشفى جدة دعاء الحذيفي، أن الأم «مريضة نفسية». وقالت ل«الحياة»: «إن ما قامت به يستحيل أن يكون تصرفاً في حضور العقل، فهي تعاني من أمراض نفسية عدة، لأن الله جبل الأمهات على الحب والحنان، بل ان الأم قد تعرض نفسها إلى الخطر من اجل ابنها، بسبب تركيبتها الفسيولوجية، وحتى الحيوانات تفدي وليدها بنفسها إن اقتضى الأمر. وعندما يقع خلاف ذلك فهو دلالة واضحة على أن الأم تعاني من مشكلات نفسية خطرة، وأقربها الاكتئاب الشديد، لأنه إن كان في أشد حالاته يغيب العقل تماماً، فيتصرف الشخص من دون إدراك أو وعي منه، فقد تضحك الآن، وتبكي بعد قليل، وبعدها قد تنتحر، وقد تتخلص الأم من جنينها إذا كانت مصابة بالاكتئاب الشديد، وهو الأرجح في حالة كهذه». وأضافت الحذيفي، أن «كثيراً من الأمهات اللاتي يراجعن مستشفيات المملكة، بعد الولادة، يصبن بحالات اكتئاب، لذا نشدد على الأهل أن ينتبهوا إلى الأم بعد ولادتها، وبخاصة في حال المولود البكر، خشية وقوع مثل هذه الحوادث»، موضحة ان «اكتئاب ما بعد الولادة» طبيعي، ويصيب الكثير من الأمهات، غير أنه وقتي، لكن اكتئاب الولادة الخطر يستمر من شهرين حتى خمسة أشهر، وفي بعض حالاته تتولد عند الأم حالة كراهية إلى الطفل، وحنقاً مصحوباً بحالة حزن شديدة. وأخشى أن تكون هذه الأم أصيبت به، بيد أن استيضاح حالتها بشكل خاص يحتاج إلى معاينة ودراسة للحالة، لذا لا يمكن الجزم، لكن ما حصل ينطبق على أعراض الاكتئاب الشديد». وأشارت إلى ما أسمته «جهل المجتمع بأهمية دور الطب النفسي». وقالت: «إن الثقافة التي تربط الصحة النفسية بالجنون قد تتسبب في خسارة الكثير من الأرواح البريئة، وكان بالإمكان تداركها لو أدرك المجتمع أهمية العلاج النفسي كصنو للجسدي»، مطالبة الجهات المختصة ب»إقامة حملات توعوية مكثفة، تتجاوز ما هو معمول به حالياً، للتعريف بشكل صحيح على العلاج النفسي، الذي يكون علاجه يسيراً، لكن نتائج إهماله وخيمة جداً».