باريس - ا ف ب - حقق الفلسطينيون الاثنين انتصارا دبلوماسيا كبيرا بالموافقة على منحهم عضوية كاملة في منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). من جهتها ورأت وزارة الخارجية الفرنسية ان اليونيسكو ليست لمكان ولا التوقيت المناسبين". واضافت ان "كل شيء يجب ان يمر من نيويورك. نامل ان تتحرك الامور لكن ينبغي الاستمرار في الاقناع"، علماً أن فرنسا صوتت مع القرار. الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان حازما في هذا الخصوص اذ اكد الخميس الماضي ان "لا تراجع عن طلب عضوية فلسطين في اليونيسكو والمعركة حول عضوية فلسطين باليونيسكو حامية جدا". واضاف "نحاول ان ندرسها ونرى ابعادها وهذا الموضوع صعب ومعقد، لكن نحاول ان نعالجه باقل الخسائر، وبصراحة دون تراجع عنه لاننا قدمنا الطلب، ولا مبرر للتراجع عنه". ودل تصويت الاوروبيين على انقسامهم حيال هذه القضية. وبقيت الشكوك قائمة حتى اللحظة الاخيرة لان التصويت قد يؤدي الى مواجهة بين اليونسكو والولاياتالمتحدة لا يرغب بها اي من الطرفين، خصوصاً أن قانونين اميركيين اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل وكالة متخصصة في الاممالمتحدة تقبل فلسطين كدولة كاملة العضوية. وتقر مصادر في اليونسكو بانه "ليس هناك اية فرصة ابن يقوم كونغرس يسيطر عليه جمهوريون بتعديل هذا القانون". فهل ستُحرم اليونيسكو من 22% من موازنتها اي نقص تقدر قيمه ب70 مليون دولار اعتبارا من العام 2011. من جهة اخرى، قال بركان ان اسرائيل ستنضم على الارجح الى الولاياتالمتحدة في سحب تمويلها الذي يبلغ نحو ثلاثة بالمائة اخرى من موازنة اليونيسكو. كما ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما محرجة لانها تعتبر اليونيسكو على انها تشكل قسما من المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. وبعدما قاطعتها على مدى عشرين عاما (1984-2003) احتجاجا على سوء ادارتها وعقيدتها، اصبحت الولاياتالمتحدة تشارك بفاعلية في برامج الوكالة وترى فيها وسيلة لنشر بعض قيمها الغربية بدون ان تكون في المقدمة. ولهذه الغاية زارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اليونسكو في نهاية ايار/مايو لكي تدعم مبادرة حول تعليم النساء والفتيات. وللخروج من الطريق المسدود كلفت كلينتون مبعوثها الخاص الى الشرق الاوسط ديفيد هيل التفاوض مع الفلسطينيين والدول العربية. ويقوم مجلس الامن حاليا بدرس طلب عضوية فلسطين الى الاممالمتحدة ويمكن ان يصوت على ذلك في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وكانت الولاياتالمتحدة حذرت من انها ستستخدم حق النقض اذا لزم الامر. ويمكن للفلسطينيين حينئذ ان يلجأوا الى تصويت في الجمعية العامة للحصول على وضع "دولة مراقب غير عضو". وذلك سيتيح للفلسطينيين تقديم طلبات اعتراف في مركز التراث العالمي وبعضها لمواقع في الاراضي التي تحتلها اسرائيل. ولدى رام الله حوالى عشرين ملفا لتقديمها واولها يتعلق بكنيسة المهد في بيت لحم. لكن رغم هذه الضغوطات يرفض الفلسطينيون حتى الان التراجع بخصوص طلب العضوية الكاملة الذي قاموا بتاجيله منذ العام 1989. وقال مصدر في اليونيسكو ان "الانضمام الى الاتفاقيات لن يكون كافيا للفلسطينيين، يجب اضافة شيء ما اليها". واضاف انه من المستحيل تقريبا ايجاد حل لا يثير انقساما في اليونسكو ويحفظ قدراتها على التحرك وياخذ في الاعتبار المطالب الفلسطينية". ويمثل هذا التصويت تحديا بالغ الاهمية للفلسطينيين الذين يعتبرونه اول نجاح محتمل في مسعاهم للحصول على عضوية لدولتهم في الاممالمتحدة. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قدم طلبه بشكل رسمي في 23 ايلول/سبتمبر الماضي في الجمعية العامة. وسيقوم مجلس الامن بدراسة الطلب في 11 من تشرين الثاني/نوفمبر لكن من المتوقع ان يعترضه فيتو اميركي.