في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، تصطف طائرات دول العالم في مدرجاته هبوطاً وإقلاعاً من أجل المكان والزمان المحددين بأوامر سماوية، إذ يجتمع المسلمون جميعاً بمختلف لغاتهم وأجناسهم وسحناتهم ليسيروا معاً ويلتقوا في المؤتمر السنوي العظيم لأداء فريضة الحج. ووسط مدرج المنفذ الجوي في المحافظة الساحلية، تصبح الطائرات الضخمة هناك كسرب الجراد، تتزاحم بألوان بلدانها المختلفة وأشكال أعلام دولها التي لاتكاد ترى بعضها على خريطة الكرة الأرضية، فزائر صالة الحجاج في المطار يختصر على نفسه الكثير من رحلات السفر لرؤية شعوب العالم والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، إذ تقرب المشاهد صورة العالم وتقدم لك زبدة ثقافاته، لكن دائماً ما يبرز الشعبان الإندونيسي والماليزي بزيهما الموحد وحركتهما الجماعية المنظمة وحقائبهما ذات الألوان المميزة، ويلحظ ذلك خصوصاً في مسارات وكاونترات الجوازات والشحن. ويجد حجاج بيت الله إرشاداً وتوجيهاً من جانب العاملين في وزارة الشؤون الإسلامية مستعينين بالكتب الإرشادية المترجمة بغالبية اللغات، إضافة إلى وجود مترجمين معتمدين من الوزارة يتحدثون مختلف اللغات ويعتبرون قناة تواصل مع الحجاج. وأكد الداعية الإسلامي أحمد الحريقي ل «الحياة» أن العمل هناك متواصل على مدار ال24 ساعة «نحن نعمل هنا طوال اليوم وذلك بالتناوب مع الدعاة فنعكف على إلقاء المحاضرات والكلمات الترحيبية، كما نستعين بالكتب الإرشادية والأفلام المرئية»، وأضاف: «لقد وجدنا مجموعة ضمن البعثة البنغلاديشية معلقين تمائم في أيديهم، قدمنا لهم النصح وفق توجيهات الكتاب والسنة فتخلصوا منها عن قناعة». ودخلت صالة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة المنافسة العالمية بقوة بنيلها لقب رابع أكبر صالة للركاب في العالم بعد صالات مطار هونج كونج في الصين وصالة مطار كوريا وبانكوك في تايلاند وصالة الوصول، إذ تبلغ مساحتها 465 متراً مربعاً، حصلت على جائزة ال25 عاماً من المعهد الأميركي للمهندسين المعماريين «AIA» العام الماضي، وقد علق المعهد على تصميم الصالة الذي يمثل -وفقاً للمعهد- مدينة للحجاج تمنح الإحساس بالمكان مع مراعاة الحفاظ على البيئة الاقتصادية في استخدام المصادر وعكس البيئة الثقافية من خلال الثقافة والبيئة المحلية. وتعتبر الصالة نفسها فريدة من نوعها، فهي مصممة على شكل خيام خمس تتكون كل واحدة منها من 15 قبة، أما بالنسبة لأسطحها فقد غطيت بمادة الألياف الزجاجية الممزوجة بمادة «التفلون»، كما هيئت لاستقبال وخدمة ما يقارب ال5 آلاف حاج ومعتمر يومياً، بينما يستقبل المطار الذي يضم «الصالة» حوالى 146365 طائرة في العام ويستخدمه أكثر من 17 مليون راكب سنوياً.