لندن - رويترز - إذا اتبع العالم العادات السكانية لأوروبا - وهذا احتمال بعيد - فإنه بحلول عام 2200، قد يعيش به عدد من السكان، أقل من نصف العدد الحالي، في مساكن بنيت لنحو ثلاثة أمثال هذا العدد. ويقدر أن يتجاوز عدد سكان العالم سبعة بلايين نسمة اليوم، لهذا تدور مخاوف صناع السياسة على المدى القريب حول توفير الموارد لما بين بليونين وثلاثة بلايين شخص يتوقع أن يولدوا في الأعوام الخمسين المقبلة. وتستدعي أرقام بهذا الحجم مناظر مرعبة للنقص والفوضى. لكن التحسن في إنتاج الغذاء والتكنولوجيا سمحا بأن يتواصل نمو السكان من دون عائق وبسلاسة نسبياً. ويتمثل الكابوس المحتمل في الزيادة السريعة في نسبة المسنين بين السكان التي تتزامن مع تراجع معدلات المواليد في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. ويقول الكثير من خبراء السكان وواضعي الخطط الطويلة المدى إن التحدي في القرن المقبل لن يكون التعامل مع أعداد متزايدة من السكان، بقدر ما سيكون التعامل مع النسبة العالية من المسنين، وربما المعولين مع محاولة إيجاد استراتيجيات جديدة لتحقيق الرخاء وتوفير الوظائف والخدمات الأساسية. وساهم هذا الاتجاه في الأزمة المالية العالمية الحالية، إذ زادت تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية وفوضى الإنتاجية. وفي حين ينشغل الساسة بالمخاوف على المدى القصير، فإن خبراء يقولون إنه لا تجرى مناقشة التحديات السكانية على المدى الطويل في شكل كاف. ويقول خبير علم السكان جاك غولدستون: «لن يكون عالماً مثل أي عالم أو سكاناً كأي سكان عاشوا من قبل، كنا نعتقد أن الانفجار السكاني سيجبر الإنسانية على التوسع حتى تصل إلى النجوم. لا يبدو أن هذه هي المشكلة على الإطلاق. وإطار العمل السياسي لا يضع في الاعتبار كيفية التعامل مع هذه المشاكل على المدى الطويل». وما زال الكثير من دول العالم الفقيرة يشهد نمواً قوياً، ولا يزال معدل الخصوبة العالمي، أي عدد الأطفال الذين يولدون لكل زوجين نحو 2.5 وهو ما يكفي ليحل محل كل شخص حي على قيد الحياة حالياً. لكن المعدل انخفض بشدة في الدول الأغنى مثل روسيا وسنغافورة، وطبقت دول متقدمة أخرى سياسات لتحسين الخصوبة لكنها حققت نجاحات متباينة. وتتفاوت التكهنات، لكن معظم التوقعات تشير إلى أن عدد سكان العالم سيبلغ ذروته عندما يصبح نحو تسعة بلايين نسمة عام 2070 تقريباً ثم يبدأ في الهبوط ربما بسرعة شديدة. وسيشهد هذا التاريخ فترة ازدهار المواليد، وسيكون كثر منهم بلا أطفال أو لديهم عدد أطفال أقل إذا استمر الاتجاه الحالي إلى نهاية حياتهم. وفي العالم النامي ستموت أيضاً الأعداد الكبيرة من الشبان التي تقود انتفاضات الشرق الأوسط في الوقت الحالي. ويقول خبير السكان في البنك الدولي دانييل كوتلير: «من المؤكد أن التراجع في الخصوبة ذهب إلى أبعد مدى في العالم المتقدم لكنه ينخفض بسرعة في معظم الدول المتوسطة الدخل».