شدد رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور أحمد الطامي على ألا أسباب خفية دعته لأن لايرشح نفسه لعضوية مجلس إدارة النادي من جديد، والذي ستجري انتخاباته مساء اليوم (الأحد). وبيّن في حوار مع «الحياة» أن إيمانه بضرورة التجديد في القيادات وإتاحة الفرصة لوجوه جديدة ليستمر الإبداع وتتوالى الإنجازات والنجاحات، دعته إلى عدم ترشيح نفسه، مشيراً إلى أن أصوات البعض في المشهد الثقافي بالقصيم غير مسموعة، معتبراً أن إدخال النساء في النادي من أبرز إنجازاته. وأوضح أنه لا علم له بوجود تكتلات أو محسوبيات للفوز بمجلس الإدارة الجديد، لأنه منذ قرر عدم الترشح لم يتابع ما يدور بين المرشحين. إلى تفاصيل الحوار: قبل مغادرتك النادي، نود أن نعرف منك اتجاه الحراك الثقافي في القصيم إلى أين؟ - الحراك الثقافي في القصيم متنوع ومتعدد، ويصعب تحديد اتجاه واحد له. فلو تتبعت جلسات جماعات الشعر والسرد والفكر بالنادي لتبين لك هذا التنوع والتعدد. هل فعلاً المشهد الثقافي في القصيم صعب ومليء بالصراعات الفكرية والأدبية، أم لا يزال دون المأمول؟ - المشهد الثقافي في القصيم ليس صعباً ولكنه متنوع تنوعاً خصباً. المشكلة أن هناك أصواتاً كثيرة غير مسموعة ولا يتجرأ أصحابها لرفع أصواتهم لإسماع الآخرين. عندما تحضر بعض الجلسات الفكرية الخاصة تذهل من هذا التنوع والاختلاف والتعدد والتمايز. أما الصراعات الفكرية فإن القصيم لا يختلف عن أي منطقة أخرى ستجد فيها كل الاتجاهات. القصيم أنجبت عبدالله القصيمي وإبراهيم البليهي وسلمان العودة وتركي الحمد ويوسف المحيميد ومحمد المزيني وأحمد الصالح وغيرهم كثير ممن يشاركون في تشكيل فسيفسائنا الثقافية. يقال إن هناك أسباباً أخرى خفية وغير معلنة وراء عدم ترشحك لعضوية مجلس الإدارة في النادي في الدورة المقبلة، ماذا تقول؟ - هناك سببان رئيسان: الأول، هو استشعار مني لأهداف الانتخابات وأهمها ضخ دماء جديدة وباستمرار في مجالس إدارات الأندية، وإيماناً مني بضرورة التجديد في القيادات و إتاحة الفرصة لوجوه جديدة ودماء جديدة ليستمر الإبداع وتتوالى الإنجازات والنجاحات، فقد رأيت عدم الترشح لانتخابات مجلس الإدارة القادم، مؤكداً في الوقت نفسه انتمائي الدائم للنادي ودعمه. الثاني، أعتقد أن خمس سنوات ونصف كافية لأي رئيس نادٍ لتنفيذ برامجه. وأعتقد أني تمكنت بفضل الله ثم بتعاون زملائي أعضاء مجلس الإدارة من تحقيق معظم ما كنت أرغب في تحقيقه، ومن أبرز ما تحقق: أولاً: إدخال العنصر النسائي بصفته شريكاً فاعلاً في أنشطة النادي، وتكوين لجنة نسائية نشطة نظمت العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصصية وغيرها. ثانياً: فتح مكتبة النادي للسيدات وإتاحة الفرصة لهن للاستفادة من خدمات المكتبة وبخاصة الإعارة. ثالثاً: تطوير مكتبة النادي وتزويدها بالحديث والجديد من الإصدارات فتضاعفت بذلك أعداد الكتب. رابعاً: إنشاء مبنى القسم النسائي بمرافقه كافة من صالة كبرى للمحاضرات وقاعة عرض ومكاتب. خامساً: إنشاء موقع إلكتروني فاعل يعكس أنشطة النادي. سادساً: إنشاء دورية أدبية ثقافية وهي «أبعاد» التي حققت بحمد الله سمعة طيبة، واستقطبت عدداً كبيراً من الكتاب من أرجاء الوطن العربي. سابعاً: إقامة الملتقيات العلمية السنوية التي يشارك فيها العديد من الباحثين والباحثات، بدأناها بملتقى عن جماليات القصيدة الحديثة في المملكة، ثم ملتقى خاص بالقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، ثم ملتقى عنترة بن شداد، وآخرها ملتقى امرئ القيس. ثامناً: استكمال مخططات مشروع مبنى النادي وقد وقّع عقد إنشائه مساء أمس السبت. وسيكون بإذن الله معلماً ثقافياً مميزاً في المنطقة. تاسعاً: تأسيس جماعات الشعر والسرد والفكر، التي أقامت العديد من الفعاليات وشجعت المواهب الإبداعية والبحثية لشباب المنطقة واستضافت العديد من المبدعين والمبدعات، ويجري الآن تكوين جماعة المسرح. عاشراً: إنشاء فرع للنادي بمحافظة المذنب، ونأمل أن يتمكن النادي من فتح فروع له في باقي محافظات المنطقة. الحادي عشر: واصل النادي إصدار الكتب الأدبية والثقافية والإبداعية في مختلف الفنون لباحثين من المنطقة وخارجها. الثاني عشر: يعكف النادي الآن على إصدار معجم شعراء القصيم، الذي تولى إعداده الباحث الدكتور إبراهيم المطوع، وشكلت لجنة لاستقصاء جميع شعراء وشاعرات المنطقة في هذا المعجم وبناء عليه. فليس هناك أي أسباب خفية وراء عدم ترشحي لمجلس الإدارة الجديد، لقد اتخذت قراري بمحض إرادتي. الانتخابات الأدبية خطوة لاشك أنها إيجابية، ولكن لا يزال الخوف من سيطرة المحسوبيات والتكتلات قائماً، ما تعليقك؟ - أتمنى أن تسود مصلحة النادي وخدمة الأدب والثقافة في انتخابات النادي. ولا علم لي بوجود تكتلات أو محسوبيات لأني منذ قررت عدم الترشح فلم أتابع ما يدور بين المرشحين. ما رسالتك للمقترعين اليوم؟ - أقول لجميع أعضاء الجمعية العمومية إن دور الجمعية العمومية لا ينتهي بالانتخابات، بل يبدأ دورها بعد الانتخابات، وهو توجيه النادي لتحقيق أهدافه ومتابعة عمل مجلس الإدارة، والتفاعل معها ودعمها لتحقيق الأهداف المشتركة.