كشف الرائد عبدالسلام جلّود أن الإمام الخميني طلب منه، في لقائهما بعد أيام من عودة الثاني إلى طهران، توضيحاً حول ملابسات اختفاء الإمام موسى الصدر. وذكر أنه لمّح إلى موضوع الصدر أمام معمّر القذافي الذي اكتفى بالرد قائلاً: «أتتهمني؟». وتوقف الحديث. وكان جلّود يتحدث الى «الحياة» في روما عن رحلته الطويلة مع القذافي منذ تعارفهما في السجن في 1959. وتنشر «الحياة» الحوار على حلقات بدءاً من اليوم. واستبعد جلّود بقاء الصدر على قيد الحياة، مشيراً إلى أن القذافي أعرب قبل الحادثة عن انزعاجه من قيام إيران بإرسال رجال دين وتحوُّلهم أصحاب نفوذ لدى الشيعة العرب. وقال إنه سمع قبل سنوات أن القذافي قلق من احتمال تعرّض ضابط شرطة انتحل صفة الصدر وسافر إلى روما، للخطف وأمّن له حراسة. ويروي جلّود قصة لقائه مع صدام حسين في بداية الحرب العراقية – الإيرانية وكيف رفض الرئيس العراقي نصيحته بالانسحاب من إيران. وأكد أن ليبيا أهدت إيران صواريخ استخدمتها في «حرب المدن» مع العراق واشترت لها السلاح من أوروبا الشرقية، مشيراً الى أن قضية الصدر لم تتحول عائقاً أمام توطيد العلاقات بين البلدين. وكشف حديث جلّود أن «الحلم النووي» راود «ثورة الفاتح من سبتمبر» بعيد انتصارها. وقال إنه طرح هذا الطلب على رئيس الوزراء الصيني الراحل شو إن لاي، الذي رد أن إنتاج السلاح النووي يحتاج الى بنية صناعية وتطور تكنولوجي. واعترف جلّود أن ليبيا موّلت انشقاقاً في الجيش اللبناني في «حرب السنتين». كما موّلت «الانتفاضة» في حركة «فتح» ضد الرئيس ياسر عرفات. وقال إن طرابلس موّلت أيضاً معركة إسقاط اتفاق 17 أيار (مايو) اللبناني – الإسرائيلي وأحزاب «الحركة الوطنية» اللبنانية. وقال إنه عاتب القذافي على عمليات الاغتيال التي استهدفت معارضين في الخارج أُطلقت عليهم تسمية «الكلاب الضالة»، وإن اللقاء انتهى بأن أصدر القذافي تعليمات بوقف الاغتيالات. وعن مذبحة سجن بوسليم التي ذهب ضحيتها 1400 سجين، معظمهم من الإسلاميين، نقل عن القذافي قوله: «لو لم أفعل ذلك لأحرقوا طرابلس وأحرقوك معها». وأشار إلى أن عناصر من قبيلة القذافي خططوا لاغتياله بمساعدة آخرين، فرد بقتلهم وسحْلهم وتعليق جثثهم على الأشجار. واعتبر أن ليبيا عاشت كارثة حقيقية حين انكفأ القذافي الى قبيلته ووزع القوات الأمنية على أبنائه وأدار البلد على هواه متهماً بالخيانة كل من يجرؤ على إبداء ملاحظة ولو بسيطة. وروى ان القذافي طلب منه بعد اندلاع شرارة الثورة أن يطل ويدعم النظام لكنه رفض. وأكد أنه خرج بعدما اعتبر الثوار أن خروجه سيوجّه ضربة الى صورة النظام، وحكى قصة مغادرته بمساعدة الثوار بعدما تعذّر عليه الوصول إلى سفن تابعة ل «الناتو». وأقرّ جلّود بأن تدخل حلف الأطلسي حال دون نجاح القذافي في سحق الانتفاضة في بنغازي.