أفرجت مصر أمس عن إسرائيلي - أميركي متهم بالتجسس مساء أمس مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 25 سجيناً مصرياً، بينهم ثلاثة أطفال. وفي حين رفضت القاهرة تأكيد أو نفي تقارير صحافية إسرائيلية عن أن الصفقة تضمنت تزويد مصر أسلحة أميركية، بينها طائرات «اف 16»، كانت تل أبيب تعترض عليها، أكد مسؤول أميركي رفيع ل «الحياة» في واشنطن أن هذه التقارير «غير صحيحة تماماً». وبدأت عملية التبادل مساء أمس بمغادرة المتهم الإسرائيلي إيلان غرابيل مطار القاهرة على متن طائرة إسرائيلية، تزامناً مع وصول السجناء المصريين إلى معبر طابا الحدودي في سيناء، لتقلهم بعدها إلى ذويهم حافلة كانت في انتظارهم. وعزا مصدر أمني رفيع عدم نقل غرابيل عبر طابا إلى «الظروف الأمنية التي تشهدها سيناء». وقال ل «الحياة» إن أجهزة الأمن «تخوفت من مهاجمة الموكب الذي يقل غرابيل من قبل غاضبين من نتائج الصفقة، لذا اتخذنا قراراً بنقله إلى تل أبيب عبر طائرة من القاهرة». وشهدت مناطق عدة في سيناء تظاهرات لأسر سجناء في إسرائيل لم تشملهم الصفقة. وأبدى هؤلاء غضبهم من عدم الإفراج عن كل السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية والبالغ عددهم 81، كلهم من بدو سيناء، فيما انتقد إسلاميون عدم تضمين الصفقة الإفراج عن الأب الروحي للجماعات الإسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون في أميركا. وفي حين قلل خبير الشؤون الإسرائيلية في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية» الدكتور عماد جاد من نتائج الصفقة. ورأى أن «مصر كان من الممكن أن تستفيد منها في شكل أكبر من ذلك»، هاجم عبدالله عمر عبدالرحمن «عدم استغلال المسؤولين المصريين وجود الجاسوس غرابيل للضغط على واشنطن» من أجل إطلاق سراح والده»، وهو الاعتراض الذي أبدته قيادات إسلامية أبرزها المرشح المحتمل للرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل.