سبحت فتاة سعودية عكس التيار، بعدما زاحمت الرجال في مهنة ما زالوا يحتكرونها في غالبية بلدان العالم، إذ عملت مدة سنتين في ورشة متخصصة في طلاء السيارات في المنطقة الصناعية في جدة. ولا يبدو أن الحاجة المادية هي التي دفعت خلود الشريف (27 سنة) إلى سلوك هذا الطريق، «إنما هو حبي لفن الإربرش، وهو فن منتشر في العالم الغربي، يُعنى بالرسم على سطح مستو، مثل السيارات والجدران والملابس، وسواها». وتقول خلود: «عملت في الورشة مدة سنتين في وسط كله من الرجال يمثلون جنسيات مختلفة، ألا أن ضغوطاً عائلية وأخرى اجتماعية أجبرتني على التنحي بعد مرور السنتين قضيتهما في رسم الأشكال التي يرغبها الزبائن داخل وخارج سياراتهم». وتضيف: «لم استسلم وحاولت بالتعاون مع رجل أعمال أن ننشئ ورشة نسائية خاصة لدهن السيارات، ألا أن محاولاتنا باءت بالفشل، بعد رفض الجهات الرسمية ذات العلاقة منحنا التصريح اللازم». وتتابع: «كان رفض منحي التصريح صدمة، على رغم أنني كنت أتوقعه، إذ جرت العادة أن لا تتم الموافقة على الاستثمار في المجالات الغريبة خصوصاً تلك التي تقوم عليها نساء». وتوضح الشريف: «أمام هذا لم أتوقف بل بدأت في نشر هذا الفن بين الفتيات السعوديات، اللواتي وجدت منهن إقبالاً كبيراً على تعلم الإربرش». وتزيد: «عقدت دورتين بالتعاون مع أحد المراكز الخاصة، وشارك في الدورة الأولى عشر فتيات، وحرصت على أن تركز الدورة على الجانب التطبيقي على حساب النظري، لتكون الفائدة التي تجنيها المشاركات أكبر». وتضيف: «أننا عقدنا دورة ثانية الشهر الماضي شاركت فيها 10 فتيات أيضاً، ركزت على خمسة من فنون الإربرش». وتلفت إلى أنها «بحثت عن مواقع على شبكة الإنترنت حول هذا الفن، ألا أنني لم أجد سوى مواقع باللغة الإنكليزية، لذا أسسنا موقعاً حول الإربرش بالعربية». وتوضح ان المواقع تحتوي برامج تدريبية، ودروساً تشرح كيفية تعلم هذا الفن، إضافة إلى منتدى عام يشارك فيه الأعضاء في مناقشة هوايتهم التي تجمعهم. وترفض الشريف ما يقال من انها حصرت تعليم هذا الفن بالفتيات، وتقول: «أعمل حالياً على استقطاب مجموعة شبان سعوديين من هواة تعديل السيارات، إضافة إلى فنانات تشكيليات لتعريفهم بالإربرش، خصوصاً أنني أعتقد أن هذين الفريقين يستفيدان من الفن الذي أطمح إلى نشره في شكل غير مباشر، من خلال عملهم». وتعود الشريف الى الحديث عن قصة تعلقها بفن «الإربرش» بقولها: « منذ طفولتي كانت هوايتي الرسم، وكنت أعمل على تقليد الرسومات التي أراها في اللوحات والطوابع، واستخدمت كل الألوان إلى أن وصلت لاستخدام «البخاخات»، ومضيت في ذلك إلى أن بدأت قبل تسع سنوات باستخدام أدوات الإربرش التي كان يستعملها أخي وهو فنان تشكيلي».