سرت (ليبيا)، لندن - أ ف ب، أ ب - تنتشر في منطقة سرت آلاف الأطنان من الذخائر بين أنقاض المدينة المهدمة التي كانت آخر مخبأ للزعيم الليبي معمر القذافي أو في مخازن ضخمة خارجة عن أي مراقبة في الصحراء المجاورة. وقال مسؤول عسكري بريطاني أمس إن بريطانيا تأخذ على محمل الجد التهديد الذي يشكّله انتشار السلاح في ليبيا وإنها تعمل على ضمان أن لا تنتهي الأسلحة التي كان يخزنها نظام القذافي في أيدي جهات سيئة. وقال رئيس هيئة العمليات المشتركة البريطانية الماريشال الجوي ستيوارت بيتش إن المعروف على نطاق واسع أن القذافي استثمر في شكل كبير في اقتناء صواريخ محمولة على الكتف، لكنه لا يعرف العدد الدقيق للصواريخ التي اختفت خلال الحرب في ليبيا. وأوضح للصحافيين أن بريطانيا تعمل على حصر الصواريخ التي ما زالت موجودة وتلك التي اختفت، مؤكداً ضرورة أن لا تنتهي هذه الصواريخ في «الأيدي الخطأ». وأعلنت بريطانيا قبل أيام أنها أرسلت فريقاً إلى ليبيا للمساعدة في حل مسألة صواريخ الأرض - جو المحمولة على الكتف وأسلحة أخرى اختفت من مخازن السلاح الليبية. والخطر الآني الأول مصدره مخازن الذخائر الصغيرة التي خبأها أنصار القذافي وآلاف القذائف والصواريخ التي لم تنفجر. وهو يهدد سكان سرت (360 كلم شرق طرابلس) حيث قتل الزعيم الليبي السابق في 20 تشرين الأول (أكتوبر). ويمكن مشاهدة قذائف من عيار مئة ملم لم تنفجر في وسط شارع الفاتح من سبتمبر فيما يعبر سكان بين الأنقاض المحيطة بها. وحذر غي مارو اختصاصي المتفجرات في الصليب الأحمر من «تلوث كثيف بالذخائر غير المنفجرة» في سرت. وقال «كنت أتوقع الأسوأ غير أن العديد من الذخائر انفجرت، ورغم ذلك هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه». ويعطي الصليب الأحمر بشكل متكرر تعليمات للسكان بعدم لمس المتفجرات لكن مارو أوضح انه «سيكون هناك حتماً ضحايا بين الذين سينقلون الذخائر». وإزاء هذه الأخطار، رصدت الحكومة الأميركية أربعين مليون دولار وأرسلت عشرات الخبراء باشر بعضهم العمل في وسط المدينة. وعلى المدى البعيد، فإن القواعد العسكرية المنتشرة حول سرت تهدد استقرار منطقة الساحل برمتها، مع بقاء كميات هائلة من الأسلحة بما فيها صواريخ من الجيل الجديد فائقة الأداء خارج أي مراقبة، ما يفسح لاستخدامها في العديد من الحروب الأفريقية. وأعرب مسؤولون في الأممالمتحدة أخيراً عن مخاوفهم من أن تكون بعض هذه الأسلحة وصلت إلى أيدي متمردي دارفور، المنطقة المحاذية لليبيا، أو عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وعثر مفتشون من هيومن رايتس ووتش في منشأة بضواحي سرت على «ما لا يقل عن 14 صندوقاً فارغاً كانت تحتوي في السابق على ما مجموعه 28 صاروخاً من طراز أس إيه-24»، وهي صواريخ ارض جو روسية فائقة التطور قادرة على إسقاط طائرة مدنية في الجو، فضلاً عن صواريخ ارض جو أس إيه-7 غير مستخدمة. وعلى مسافة في الصحراء، يقبع مخزن أسلحة اكبر بكثير وسط الرمال على مسافة 120 كلم جنوب سرت، يقدر خبير في هيومن رايتس ووتش محتواه ب «عشرات آلاف الأطنان من الذخائر». والمنشأة الواقعة في منطقة معزولة محاطة بكثبان ولم يشاهد فيها أي حارس خلال الأيام الماضية، تضم حوالى 80 موقعاً إسمنتياً محصناً تحتوي على ذخائر روسية وفرنسية بشكل أساسي. وبين الأسلحة التي تحويها قذائف مدفعية من جميع العيارات وذخائر للمدفعيات المضادة للطائرات وصواريخ حرارية أو ذات رؤوس متفجرة من السمتكس وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف غراد انشطارية وقنابل جوية ثقيلة من عيار 250 و500 و900 كلغ، وأنابيب ضخمة تحتوي على الأرجح على عناصر نظام من صواريخ اس300 الروسية الانشطارية البالغ مداها 120 كلم، وقطع تبديل لصواريخ ثقيلة وغيرها.