لندن - «الحياة» - اتهم العاهل الأردني عبدالله الثاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالسعي إلى تقويض المملكة الأردنية الهاشمية وتحويلها إلى وطن بديل للفلسطينيين كونه لا يؤمن بحل الدولتين. كما كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن أجهزة استخبارات غربية تتحدث عن أن العاهل الأردني بات مقتنعاً بأن نتانياهو يعتزم تقويض حكمه بعد وصول رسائل إلى عمان تفيد بأنه بات يتبنى مخطط الوطن البديل. وقال العاهل الأردني في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام، إن حكومة نتانياهو أسقطت خيار الدولتين، ولا يوجد لديها أي خطة سياسية واضحة، وتساءل: «ما هي الخطوة المقبلة لحكومة نتانياهو؟ من الواضح أن هذه الحكومة تسعى إلى إجهاض عملية السلام في المنطقة، ويوجد لدى الكثير من المسؤولين في المملكة مخاوف من أن هذه الحكومة تسعى إلى أن يكون الأردن الوطن البديل للشعب الفلسطيني». ورداً على إمكانية إقدام مصر على إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل وتأثير «الربيع العربي» في إسرائيل، قال العاهل الأردني إنه يجب النظر بعمق إلى الأحداث التي جرت في القاهرة ضد السفارة الإسرائيلية، وكذلك ما يحدث على صعيد العلاقات التركية - الإسرائيلية، إن كل ذلك قد يسمح ويعطي الإمكانية إلى إقدام مصر على إلغاء هذه الاتفاقات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن استمرار سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية سيهدد العلاقات الأردنية - الإسرائيلية، خصوصاً توجهها إلى إسقاط المملكة. ورداً على سؤال عن صفقة شاليت، أكد الملك أن هذه الصفقة عمل سياسي بين «حماس» وإسرائيل، لكن الأهم هو الخطوة المقبلة، وماذا تريد هذه الحكومة، لأن من الواضح أنها تسعى في شكل مقصود ومبرمج لإضعاف السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس «أبو مازن»، وتحاول إضعافه في شكل مقصود للوصول إلى مرحلة تنهار بها السلطة الفلسطينية، وذلك كمقدمة لانهيار عملية السلام في المنطقة والتي تسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططها ليكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين. في هذه الأثناء، كتبت صحيفة «معاريف» أن «الملك عبدالله (الثاني) بدأت يقتنع أخيراً بأن إسرائيل تقوّض في شكل متعمد قوة الرئيس عباس وحكمه من أجل خلق حالة من الفوضى في الضفة واستغلال احتجاج الربيع العربي من اجل إنشاء واقع جديد يتم من خلاله إسقاط حكم العائلة الهاشمية تمهيداً لاستيلاء جهات فلسطينية على الحكم في الأردن ليتحول إلى الوطن البديل للفلسطينيين. وأضافت أن هذا المخطط جاء من مدرسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، لكن وفقاً لجهات استخباراتية غربية، وصلت إلى عمان رسائل ومؤشرات كثيرة تفيد بأن نتانياهو يتبنى هذا المخطط. وتابعت أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» تسبب توتراً في الأردن.