كان ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز من أبرز الداعمين لجهود وبرامج ومشاريع الآثار والتراث الوطني، وكانت له إسهاماته الواضحة في هذا المجال، فكان مسانداً لخادم الحرمين الشريفين في تبني ودعم مبادرة البعد الحضاري للمملكة التي تعد الهيئة العامة للسياحة والآثار لإطلاقها قريباً. وفي أكثر من مناسبة أكد الأمير الراحل اهتمامه بقضايا الآثار والتراث الوطني ودعمه الكامل لكل الجهود المتعلقة بالحفاظ على الآثار والتراث وعدم التعدي عليها، ويأتي في هذا الإطار التعاميم والتوجيهات الكريمة منه رحمه الله، بالتأكيد على ضرورة التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار قبل إزالة مباني التراث العمراني، كما بادر بتسليم الهيئة عدداً من المواقع الأثرية والتبرع بها للهيئة للعناية بها، وأصدر قبل أكثر من عام أمره بتسليم قصر السقاف التاريخي بمكةالمكرمة إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار لترميمه والعناية بتطويره وفتحه للزوار بالشكل الذي يتلاءم والقيمة التاريخية لهذا القصر. كما أعلن تبرعه بمبلغ مليوني ريال من ماله الخاص لبدء أعمال ترميم المبنى وتجهيزه للاستخدام الأمثل، وقد رفع حينها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز شكره وتقديره لولي العهد على هذه البادرة الكريمة، التي تأتي امتداداً لسلسلة من مواقف الدعم التي يقدمها سموه للعناية بالتراث الوطني، مشيراً إلى الأهمية التي يكتسبها ضم هذا المعلم البارز في التاريخ السعودي للمواقع التراثية التي تعمل الهيئة على تأهيلها، إذ كان قصر السقاف مقراً للدولة ومركزاً للحكم في عهد الملك عبدالعزيز، وفي عهد الملك سعود، ويمثل نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في مكةالمكرمة. كما وجّه الأمير سلطان في جمادى الآخرة عام 1429ه بتسليم الهيئة العامة للسياحة والآثار ثلاث قلاع أثرية عائدة لوزارة الدفاع والطيران في منطقة المدينةالمنورة، هي: قلعة الحفيرة وتقع على طريق تبوك وتبعد عن المدينةالمنورة مسافة 25 كم تقريباً، وقلعة المسيجيد وتقع على طريق المدينةالمنورة ينبع وتبعد عن المدينةالمنورة مسافة 80 كم تقريباً، وقلعة الخيف التي تقع على طريق المدينةالمنورة ينبع وتبعد عن المدينةالمنورة مسافة 100كم تقريباًَ. وكان الأمير سلطان بن سلمان أوضح في تصريح صحفي أن هذه القلاع الأثرية الثلاث التي وجّه ولي العهد بتسليمها للهيئة ستكون إضافة مهمة للمعالم والمباني الأثرية التي قامت الهيئة بتسلمها والإشراف عليها، وأنه في هذا المجال وجّه أيضاً بأن تعمل الهيئة على المحافظة على جبل الأصغرين أحد المعالم التاريخية بالمدينةالمنورة، لافتاً إلى دعم ولي العهد وتشجيعه لأنشطة التراث، وتبرعه بمليوني ريال لدعم جوائز مسابقات سوق عكاظ التاريخي، كما أوضح ذلك وقتها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز خلال رعايته افتتاح مهرجان سوق عكاظ التاريخي الثقافي بمحافظة الطائف بدورته الثانية.