انتقد امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اساليب المعارضة في بلاده، وحذر من ان «الممارسات والظواهر الغريبة التي يتعرض لها مجتمعنا الكويتي تجاوزت كل الحدود ومست ثوابتنا الوطنية». وقال في كلمة افتتح بها الدورة الجديدة لمجلس الأمة (البرلمان) أمس ان «العصبيات القبلية والطائفية والفئوية البغيضة صارت تقود التوجهات السياسية وأصبح العزف على اوتارها جسراً سريعاً لتحقيق المكاسب الضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين». وبدأ الأمير الجلسة بكلمة تأبين لولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز وغادر فور جلسة الافتتاح الى المطار متوجهاً الى الرياض لحضور التشييع وتقديم العزاء لخادم الحرمين وللأسرة والشعب السعوديين. وشهد القسم الثاني من جلسة الافتتاح بعد مغادرة الأمير والخاص بانتخابات اللجان البرلمانية هرجاً ومرجاً، اذ قاطع 19 نائباً من المعارضة الانتخابات وغادروا القاعة، فيما وقع تلاسن وشتائم غير مسبوقة بين نواب على خلفية مطالبة المعارضة لنواب محالين على النيابة على خلفية «الايداعات المليونية» بالتوقف عن ممارسة صلاحياتهم كنواب الى حين البت قضائياً في شأنهم. ومعلوم ان النيابة تحقق حالياً مع 11 نائباً على الاقل في مصدر تضخم حساباتهم بملايين الدنانير، وهو ما تزعم المعارضة انها رشاوى دفعها رئيس الوزراء لهم. كذلك رفض نواب المعارضة أمس مصافحة رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد في موقف سبق ان قالوا انهم سيتخذونه بعد اتهامهم له بتحويل ما يعادل ربع بليون دولار من المال العام الى حسابات في الخارج بأسلوب غير مشروع. وفي كلمته الافتتاحية التي جاءت اطول من المعتاد أسف الشيخ صباح انه يرى «من يسعى جاهداً لأن تكون مؤسساتنا التعليمية والاجتماعية والرياضية مرتعاً للعصبيات وتغذية الشباب بمفاهيم المدمرة وهم من نعول عليهم في بناء كويت الحاضر والمستقبل». وقال انه يؤلمه «كثيراً ما يعيشه بل ما يعانيه وطننا الحبيب من اجواء التوتر والتأزيم السياسي والنزاع المستمر بين مجلس الامة والحكومة كانهما خصمين لدودين وليسا اخوين شقيقين وذراعين لجسد واحد». وأبدى كذلك اسفه «لانحدار لغة الخطاب السياسي والتراشق والتشكيك بغير دليل او برهان بتهم الرشوة والفساد والخيانة والعمالة الى آخر هذه الالفاظ المقيتة التي كانت الكويت حتى وقت قريب بمأمن منها وبمعزل عنها»، وانتقد «عقد التجمعات في الشوارع والساحات وافتعال الشحن والاثارة بما يعود بالضرر والخسارة على الجميع». ولفت الى ما يجري حول الكويت «من احداث خطيرة واضطرابات شديدة وحروب دامية ومستجدات كبيرة ومشاكل اقتصادية عالمية كبرى لها كلها تأثيرها البالغ على امننا الوطني ومصالحنا العليا». وسأل الأمير النواب «هل انتم واعون لهذه الاخطار وهل انتم مدركون لهذه التحديات وهل انتم مستعدون للتفرغ لها وحماية وطننا واهلنا من شر اخطارها؟». وأكد انه ان يقبل بأي حال من الاحوال «من يطال مصلحة الكويت بسوء ولن نقبل بأي مكابرة او مزايدات في هذا الشأن، فقد تجاوزت الاحوال كل الحدود وتخطت ترف الجدل العقيم». وانتقد قيام بعض وسائل الاعلام «بصب الزيت على نار الفتن لتزيدها اشتعالاً وتنفخ في اتون التأزيم والبغضاء لاهثة وراء الاثارة وتأجيج الصراعات وافتعال العداوات مع الآخرين». وخلال الافتتاح القى كل من رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد ورئيس المجلس جاسم الخرافي كلمتيهما، ولدى البدء بالانتخابات الداخلية للمجلس غادر 19 من نواب المعارضة القاعة مقاطعين الانتخاب ما أدى الى انتخاب اللجان البرلمانية كافة بالتزكية، وهي سابقة في تاريخ البرلمان. وفي الجزء الثالث من الجلسة حصل جدل شديد حول مقترح النواب اقرار كادر خاص من الرواتب لشريحة مدرسي وزارة التربية الذين حضر المئات منهم الجلسة لهذا السبب، ووقعت مساجلات بين الجمهور وبين نواب، ما ادى الى رفع الجلسة مرات عدة واخراج الجمهور.