بكين، لندن - «الحياة»، رويترز - في تحرك يوضح الأهمية التي تعطيها الصين للاجتماع المقرر اليوم في دمشق بين السلطات ووفد وزاري من الجامعة العربية بهدف وضع حد لإراقة الدماء في سورية والاتفاق على إصلاحات سياسية ترضي المتظاهرين الذين دخلت احتجاجاتهم شهرها الثامن، دعت الصين امس إلى وضع «مصالح البلاد والشعب السوري أولاً»، معلنة في الوقت نفسه أنها سترسل مبعوثاً إلى دمشق لبحث آخر تطورات الأزمة هناك مع المسوؤلين السوريين. وبعد رفضها التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يعزز الضغوط على السلطات السورية، ضغطت الصين على دمشق امس لتلبي مطالب الشعب وتنفذ وعوداً بالإصلاح قبيل زيارة مبعوث بكين الخاص للشرق الأوسط إلى دمشق. وقالت جيانغ يو، الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية: «نتعشم ان تتمكن كل الاطراف في سورية من وضع مصالح البلاد والشعب أولاً، وان تنبذ العنف وتتفادى اراقة الدماء والاشتباكات، وان تحل خلافاتها عبر حوار يجرى بطريقة سلمية». وأضافت في إفادة صحفية يومية: «نرى انه يتعين على الحكومة السورية ان تسارع بتنفيذ وعودها بالحرية، وان تستجيب لمطالب الشعب المعقولة». ومضت قائلة إن مبعوث الصين الخاص للشرق الاوسط وو سيكه سيزور سورية ومصر من 26 الى 30 تشرين الاول (أكتوبر)، من دون ان تدلي بمزيد من التفاصيل. ولم تلعب الصين دوراً بارزاً في انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لكنها تحركت سريعاً لتطبيع علاقاتها مع حكومات أطاحت بها تلك الانتفاضات مثلما جرى في ليبيا. وقاومت الصين وروسيا في الآونة الأخيرة مسعى غربياً لاستصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين حملة الحكومة السورية على المحتجين المؤيدين للإصلاح، والتي بدأت منذ ستة أشهر. ويقول البلدان إن مشروع القرار «لم يكن متوازناً»، وأغفل ان متظاهرين يحملون السلاح ويلجأون إلى العنف، ما يعرض سورية إلى حالة حرب أهلية. وأعرب مسؤولون روس وصينيون عدة مرات عن اعتقادهم ان الحل الافضل للأزمة السورية هو ان تجلس المعارضة مع السلطات لإيجاد مخرج سياسي للوضع الراهن، محذّرين من ان المعارضين السوريين يأملون في تدخل دولي على غرار ليبيا، وان هذا يحرضهم على عدم الجلوس مع السلطات. يذكر ان الاتحاد الاوروبي وأميركا فرضا عقوبات أحادية الجانب على دمشق، كما دعَوَا الرئيس السوري بشار الاسد للتنحي.