شدد عدد من القادة الأمنيين على أن رحيل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي وافته المنية فجر أمس (السبت) خلّف أثراً وفراغاً كبيرين، وجراحاً لن تندمل في سهولة عطفاً على جهوده السياسية والعسكرية التي أرسى لها قواعد وأسساً غير مسبوقة. ووصفوا ل«الحياة» مماته ب«الفاجعة والمصاب الجلل»، «ليس على الأسرة المالكة أو رجال الأمن وحسب، بل على الوطن والمواطنين والأمة الإسلامية»، في إشارة إلى أن فقده ترك فراغاً على المستويين السياسي والقيادي في الداخل، إذ لا يمكن أن يذكر سلطان إلا ويتذكر الجميع أياديه البيضاء ومساعدته لكل محتاج داخل البلاد المملكة أو خارجها مستحقاً بذلك لقب «سلطان الخير». وأعرب المدير العام للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل الزمزمي عن فائق حزنه وآلامه لفقد قائد وسياسي من الطراز الأول، وأضاف في حديثه إلى «الحياة» أن شخصية فقيد الوطن والأمة الإسلامية تعد نموذجاً يحتذى به في عمل الخير على المستويين الشخصي والرسمي. وتابع: «إن الأمير سلطان يشكل مجملاً من الإنسانية والقيادة، إذ عمل جاهداً في نصرة الأمة الإسلامية ولم تؤثر مهماته الجسام على مناقبه الحسنة وأعماله الخيرية واهتمامه بشؤون المحتاج حتى كانت مفردة «الخير» تمام المعنى لأعماله وزرعه الابتسامة التي كانت ترتسم على محياه أمام كل من يعرفه». واعتبر مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي الغامدي وفاة ولي العهد مصاباً عظيماً على المملكة حكومة وشعباً وعلى الأمتين الاسلامية والعربية، مشيراً في إفاداته ل«الحياة» إلى أن مناقب سلطان الخير وأعماله الإنسانية وحنكته السياسية تسبقه، فهو قائد له جهود كبيرة في كل إنجاز تحقق لهذا البلد، وأردف: «إن كل قائم على خدمة هذه البلاد وكل من يعرف شخصية سلطان سيكون بلاشك استفاد من خبرته وتوجيهه»، وزاد: «حينما يذكر الأمير سلطان تذكر أياديه البيضاء وعطاؤه السخي لكل من يخدم المواطن، بل تعدت إنسانيته وأعماله الحدود إلى خارج البلاد، وحينما يذكر الأمير سلطان يذكر الجيش وقيادته لوزارة الدفاع والطيران وما وصلت إليه من تطور في مجال التقنيات العسكرية أو مجال الضباط والأفراد»، لافتاً إلى أن اللسان يعجز عن حصر جهود وصفات ولي العهد التي تسجل بالذهب «فهو رجل إنسان، رجل عطاء، رجل دولة». بدوره، لم يخف المدير العام لإدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء محمد عبدالرحمن الغامدي حزنه لفقدان قائد وإنسان ورجل دولة له مواقف كثيرة لا يمكن حصرها من خلال كلمات بسيطة، مضيفاً في تصريح إلى «الحياة» أن الراحل وضع أسساً ستبقى مرجعاً في العمل الإنساني والخيري، يُعد بها نموذجاً لرجل الدولة من الطراز الأول، مؤكداً أن الفقيد امتلك حنكة سياسية وقيادية شهدت بها الكثير من المحافل الدولية التي مثّل خلالها خادم الحرمين الشريفين فكان خير ممثل لقيادته وبلاده، وأردف: «ما تشهده السعودية من تطور سياسي واقتصادي واجتماعي كان لسلطان فيه دور كبير ومهم في صنعه ورسم سياسته، علاوة على التطور في المجال العسكري وما شهده قطاع الجيش من تطور كبير على المستوى البشري والتقنيات العسكرية الحديثة»، وأشار إلى أن الفقيد استحق لقب «سلطان الخير» نظير أعماله الإنسانية التي لم تقتصر على أبنائه وبناته المواطنين، بل تخطت الحدود لتبقى شاهدة على عصر سلطان الإنسان وسلطان القائد وسلطان الأب، مبدياً تعازيه للقيادة وللأسرة الحاكمة والشعب السعودي قاطبة، داعياً للمتوفى بالرحمة والمغفرة وللشعب المكلوم بالصبر على فراقه.