رحب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بقرار مجلس الأمن الرقم 2014 المتعلق بالأزمة اليمنية ودعا أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» إلى معاودة الحوار فوراً مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم حول آلية تنفيذ المبادرة الخليجية في أسرع وقت ممكن، وصولاً إلى توقيعها بالتزامن مع التوقيع النهائي على مبادرة دول مجلس التعاون. جاء ذلك في تصريح للرئيس صالح نقلته «وكالة الأنباء اليمنية» حول القرار الذي صدر الجمعة الماضي وتضمن دعوته إلى توقيع المبادرة التي تنص على تنحيه وتسليم السلطة في غضون 30 يوماً. وقال صالح انه يرحب بقرار المجلس الذي أعاد تأكيد «تأييده للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 12 أيلول (سبتمبر) الماضي والرامي إلى إيجاد اتفاق سياسي مقبول لدى كل الأطراف وضمان نقل السلطة بطريقة سلمية وديموقراطية، بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة». ورغم أن الحكومة اليمنية كانت سارعت إلى الترحيب بالقرار بعد ساعات من صدوره وأكدت استعدادها التعامل معه بإيجابية، إلا أنها تشعر بتزايد الضغوط الدولية والإقليمية على الرئيس صالح لجهة مطالبته بتسليم السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية التي باتت بعد قرار مجلس الأمن ملزمة للخروج باليمن من أزمته، بالإضافة إلى الانعكاسات السلبية للأزمة على الداخل اليمني في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية. وفي هذا السياق علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في صنعاء أن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر سيعود خلال أيام إلى العاصمة اليمنية لاستئناف دوره مع جميع الأطراف السياسية في السلطة والمعارضة، والسعي إلى تقريب وجهات النظر بينها من أجل التوافق على خطوات عملية لتنفيذ القرار ولجم العنف. وقالت المصادر إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قد يزور صنعاء مجدداً الأسبوع المقبل لبحث التطورات مع مختلف الأطراف في ضوء قرار مجلس الأمن، وبما يؤدي إلى توقيع المبادرة الخليجية من قبل الرئيس صالح أو نائبه. إلى ذلك استمرت المواجهات المسلحة في حي الحصبة ومحيطه شمال صنعاء، بين القوات الحكومية والمسلحين من قبائل الشيخ صادق الأحمر وقوات الفرقة الأولى المدرعة. ورغم أن هذه الاشتباكات التي بدأت الأربعاء الماضي خفت ضراوتها أمس إلا أن دوي الانفجارات والرشقات الرشاشة استمر خلال الليل. واتهمت مصادر في القوات المناوئة للنظام قوات الحرس الجمهوري بقصف مقر قيادة الفرقة الأولى ومواقعها. وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت ليل الأحد - الاثنين أن الأحياء المجاورة لجولة كنتاكي في شارع الزبيري وسط العاصمة أصبحت آمنة تماماً، ودعت السكان الذين نزحوا من منازلهم إلى العودة إليها. واتهمت الوزارة «ميليشيات أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمهم الإخوان المسلمون وحلفاؤهم» بقصف عدد من الأحياء الآهلة بالسكان في العاصمة مساء الأحد ما أدى إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية.