«ولا يهمك أنا معك ومع ابنك» هذه العبارة أول ما تذكرته عضوة مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الدكتورة فوزية أخضر، عند سماعها نبأ وفاة الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز، عندما أطلقها الأمير ليعلن وقوفه إلى جانب أخضر إبان معاناة ابنها المعوق الذي أغلقت أمامه جميع الأبواب. وقالت أخضر ل«الحياة»: «بعد سنوات عناء قدم لي دعماً معنوياً أكثر من المادي عندما قال لي «لا تخافي»، ووقف معي خطوة بخطوة حتى عندما تخرج ابني وتوظف بمكتبة المراسم، كما أنه عندما تمت الموافقة لي بالبعثة من وزارة المعارف للخارج، تم نقل زوجي الضابط للملحق العسكري في الدولة نفسها». وأضافت: «يتحدث الناس عن النبلاء في العالم ويفيضون في الحديث عنهم، وتروى سيرهم على الملأ، وتسطر الكتب مآثرهم، ويبقون في الذاكرة، لأنهم جندوا أنفسهم لحب الخير، ولكن عندما يأتي الحديث عن سلطان بن عبدالعزيز، الأمير الإنسان يأتي عذباً نقياً له طعم خاص ومختلف، لأنه ارتبط بالعمل الإنساني نشأة وإيثاراً وسلوكاً ومبدأ، وإنه ليصعب على الكاتب أن يأتي على كل موقف إنساني وقفة سلطان بن عبدالعزيز ويتناوله كل إنسان منفرداً، لأن كل فعل إنساني قام به سلطان يستحق الوقوف عنده، ولا يمكن إحصائها بمجرد صفحة أو صفحتين في هذه المسيرة، ولكني ساقتبس كلمات قالها البروفيسور محمد الطريقي في موسوعته، «عن التنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان» بقوله: «كان الأمير سلطان يكتم بره، وأنا أنشر شكره، وهكذا كل منا قام بواجبه»، وأنا أقول للدكتور محمد الطريقي «صح لسانك على ما ذكرت في حق سلطان». وأشارت إلى أنه كان للأمير معها مواقف إنسانية لا تنسى ولا يمكن حصرها في أسطر قلائل، وقالت: «جسد الأمير الكريم تجاوب القائد مع الشعب في تلبية حاجاتهم وتلمس رغباتهم لقضائها، وقد قضيت لي على يديه حاجات وحاجات قد لا يسمح المجال بتعدادها، ولكني ذكرتها بالتفصيل في مسيرتي، والشاعر العربي يقول: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس