نيقوسيا، دمشق، عمان - «الحياة»، أ ف ب - أ ب - قال ناشطون وشهود إن مئات من سكان ريف دمشق فروا من منازلهم على مدار اليومين الماضيين بسبب اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه، فيما قتل وجرح العشرات أمس في حماة وأدلب وريف دمشق ودير الزور في مواجهات مع قوى الامن. كما تجددت عمليات خطف الكفاءات في حمص، إذ اختطف مسلحون عميد كلية الهندسة الكيميائية والبترولية. في موازاة ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في سورية إن 18 قتيلاً سقطوا أول من أمس في عدة مناطق من البلاد، فيما قال السيناتور الاميركي جون ماكين خلال مشاركته في المنتدي الاقتصادي العالمي في الاردن، إن على حلف شمال الاطلسي بحث الخيار العسكري في سورية لحماية المدنيين بعد انتهاء عمليات الحلف في ليبيا. وقال ماكين إن الرئيس السوري بشار الأسد مثل العقيد الليبي السابق معمر القذافي يرتكب جرائم «قتل جماعي» ضد المدنيين في بلاده، محذراً من ان الرئيس السوري «لن يفلت من العقاب». وافاد ماكين ان النظام السوري «أراق الكثير من الدماء، وأيامه معدودة». يُذكر ان الإدارة الاميركية قالت عدة مرات إنها لا تعتزم التدخل العسكري في سورية وتفضل العقوبات والضغط الدبلوماسي. وعن التطورات الميدانية، قالت لجان التنسيق المحلية في سورية، إن بلدات ريف دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى فرار المئات من سكان تلك المناطق. وأوضحت اللجان أن 18 قتيلاً سقطوا أول من أمس في عدة مناطق من البلاد، في وقت تواصلت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، مشيرة إلى ان 11 شخصاً قتلوا في حمص، وثلاثة في مضايا وكفربتنا بريف دمشق، وقتيلين بسرمين ومعرحرمة بإدلب، وقتيلين بإبطع وجاسم بدرعا. من ناحية أخرى، لفت «المرصد السوري لحقوق الانسان» إلى أن أكثر من خمسة آلاف عنصر من القوات المسلحة السورية وقوات الأمن داهمت فجر أمس قرى زملكا وحمورية وكفربتنا وسقبا وعربين وحرستا في ريف دمشق، واعتقلت عشرات من السكان. كما أوضح المرصد أنه تمَّ تسليم ذوي شابين جثماني ابنيهم المعتقل احدهما في حمص والآخر في داريا بريف دمشق، بعدما «توفيا تحت التعذيب» بحسب ما اعلن المرصد. وفي القابون بريف دمشق، خرجت تظاهرة تطالب بالإفراج عن ثلاث مواطنات تم اعتقالهن يوم الخميس الماضي، بينما احتج المشاركون في تظاهرة خرجت من مساجد حرستا على اقتحام الغوطة الشرقية. وذكر «المرصد» أيضاً، ان مدنيين قتلا فجر أمس في بلدة قلعة المضيق الواقعة في ريف حماة، مشيراً الى ان جنازتهما تحولت الى «تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام»، كما أوضح ان «رجال الامن كانوا عند حاجز تفتيش نُصب على مدخل مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور في شرق البلاد، اطلقوا النار على سيارة رفضت التوقف، ما اسفر عن مقتل مواطن وجرح اثنين آخرين». وفي حمص، أكد المرصد «خطف عميد كلية الهندسة الكيميائية والبترولية محمد خضور من قبل مسلحين مجهولين قتلوا ضابطاً حاول حماية العميد من المسلحين». وفي السياق نفسه، ذكر المرصد أن مسلحين قتلوا ضابطاً وعنصرين من حفظ النظام، كما قتل مساعد أول بالمخابرات العسكرية من حي باب الدريب في حمص قال الأهالي إن الأمن اعتقله اول من أمس وسلم جثمانه أمس. وأشار المرصد إلى أن 114 مدنياً قتلوا خلال الشهر الحالي في مدينة حمص، بينما اعتقل 2100 من سكان المدينة. وبث ناشطون على الإنترنت صوراً لتظاهرات مسائية خرجت الليلة الماضية في كل من البياضة والحولة وجورة الشياح والوعر وباب هود في محافظة حمص، هتفت للحرية وإسقاط النظام. إلى ذلك، اشار المرصد إلى وفاة ثلاثة اشخاص أمس «احدهم متأثراً بجروح اصيب بها السبت عندما اطلق رجال الامن النار عليه من حاجز تفتيش في قرية سيدون التابعة لريف إدلب» شمال غرب البلاد. فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن المدرعات اقتحمت قرية الرامي بإدلب ونفذت قصفاً عشوائياً تسبب في تهديم عدد من المنازل، في وقت سمع فيه دوي انفجارات قوية بحيي البياضة وباب السباع بحمص، وسط إطلاق نار كثيف من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الثقيلة.