فور انتشار الأخبار التي أشارت إلى وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة عزاء عامة يتبادل حضورها عبارات تصف حزن المواطنين والمقيمين وعظم مصابهم إذ تشارك جميع روادها لغة الحزن وسط غياب تام للمواضيع الأخرى كافة على الأقل بين الصفحات السعودية والخليجية، وتغيرت محاور النقاش لتظهر الحوارات أكثر هدوءاً وحزناً. فالمستخدمون الذين تبادلوا طوال الأيام الماضية التعليقات السياسية والرياضية انشغلوا بشكل كامل بتبادل مقاطع مصورة لعدد من المواقف التاريخية الإنسانية والسياسية لولي العهد رحمه الله، وتبادلوا التعليقات حولها معبرين عن مصابهم. الإعلامي السعودي عبدالله أبو حيمد علق في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على خبر وفاة ولي العهد بالقول: «يتحدثون عن المناصب التي تقلدها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أكبر منصب تقلده منذ ولادته هو تربعه على قلب كل مواطن رحمك الله»، بينما كتب عبر الموقع ذاته الدكتور الإعلامي حافظ المدلج: «أحسن الله عزاء الجميع في سلطان الخير الذي أنفق في وجوه الخير فشمل القاصي والداني جعل الله مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية شافعاً له»، بينما كتب الإعلامي تركي الدخيل: «لازمت الابتسامة وجه ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز «وتبسمك في وجه أخيك صدقة». سنفتقد بسمتك». الممثل السعودي فايز المالكي حاول كثيراً عبر «تويتر» مطالبة متابعيه بالتثبت من الخبر قبل أن يعلن الخبر بشكل رسمي ليعلق: «رحمة الله عليك يا أبا خالد، اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك وجميع موتى المسلمين»، بينما كتب الشاعر فهد المساعد: «اللهم ارحم سلطان بن عبدالعزيز وأكرم نزله، إنّا لله وإنّا إليه راجعون»، وكتب الدكتور تركي الحمد: «أشعر اليوم بأسى عميق لوفاة الأمير سلطان رحمه الله وغفر له فقد كان إنساناً فاضلاً». فيما كتب الدكتور الشيخ سلمان العودة: «اللهم تغمد سلطان بن عبدالعزيز برحمتك وعفوك وتجاوز عنا وعنه وعن جميع المسلمين»، بينما كتب رفيقه الشيخ خالد القفاري: «تغمد الله سلطان بن عبدالعزيز برحمته، زرته برفقة الشيخ سلمان العودة قبل سنتين في مكتبه بجدة، وقبل ذهابه إلى أميركا للعلاج وأهديته مجموعة من كتب الشيخ سلمان فتصفح كتاب «شكراً أيها الأعداء»، وكان يقرأ أبيات الشعر في الكتاب بصوت رفيع والشيخ يواصل معه، قال للشيخ سلمان: «أتابع برنامجك وأهل بيتي، وكنت أوصي بناتي «لو سمعتن كلام الشيخ ملكتن قلوب أزواجكن»، غفر الله لنا وله وللمسلمين». ولم تقتصر عبارات التعازي على الإعلاميين، إذ تبادلها كافة المستخدمين واختار بعضهم طرقاً أبلغ في التعبير عن عظم المصاب، إذ كتب المدون فهد الدوسري هذه الأبيات: «وين الأمل والصبح أشرق بالأحزان، وش لايمة والموت أرخى سدوله، الله يعظم أجرنا مات سلطان، ما مات واحد مات شعب ودولة»، وهي الطريقة ذاتها التي كتب بها المدون محمد القحطاني: «للي ملك في طيبته كل الأوطان، لا مات كل قلوب هالناس تفجع، لو البكا يرجع من الموت سلطان، نبكي لين الروح للروح ترجع». بينما دشنت وبشكل سريع صفحة على التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باسم «صفحة تعازي الفقيد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله». انضم إليها عدد كبير من المستخدمين مع الساعات الأولى لإنشائها، إذ تفاعل من خلالها أشخاص من مختلف الدول العربية، إذ تقول جالا من الإمارات: «عظم الله أجركم في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز». وشارك العشرات بالصور التي صمموها بعد إعلان خبر وفاة ولي العهد، تناولوا فيها مشاهد مختلفة من حياة الأمير الراحل تظهره إحداها وهو يبتهل بالدعاء، بينما يظهر في الأخرى باللباس الغربي وهو في شبابه، أما الأكثر انتشاراً فكانت صورة لولي العهد وهو يحمل طفلاً معاقاً، وكتب عليها عبارات مثل: «رحمك الله يا سلطان الخير»، و«إلى جنان الخلد يا أبا خالد»، و«أبو اليتامى والأرامل في ذمة الله». ولم تخلُ عبارات العزاء والحزن المختلفة من أشعار كتبت خصيصاً لهذه المناسبة الحزينة. كما تداول زوار «فيسبوك» أمس مقطع فيديو بعنوان الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مشهد لا يوصف، يداعب فيه أحد الأطفال المعاقين. وكتبت أريج سمكري على صفحة التعازي عبارة: «رحمك الله يا أميراً انتصر على البخل». ولم يوفر صغار السن ممّن لديهم حسابات في موقع التواصل الاجتماعي الفرصة للدعاء للأمير سلطان، يقول محمد حجر تعليقاً على صورة وضعت للأمير الراحل:» الله يرحمك يا سلطان الخير، اللهم أدخله فسيح جناتك». منتديات الأندية تعلن الحداد