يفتح «إعلان التحرير»، المفترض أن يُصدره رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل اليوم الأحد، بعد تأخير دام يوماً، الباب أمام دخول ليبيا «مرحلة انتقالية» تدوم ما لا يقل عن ثمانية شهور وتُسفر عن قيام نظام منتخب شعبياً يطوي 42 سنة من نظام العقيد معمر القذافي، الذي بقي ونجله المعتصم مسجيين في براد لحوم في مدينة مصراتة لليوم الثاني وسط خلافات في شأن طريقة دفنهما. ومع مطالبة قبيلة القذاذفة بتسلم جثته لدفنها، أفتى الشيخ البارز صادق الغرياني بأن «أفعال» القذافي تشير إلى أنه كان كافراً ولا يجوز أن يصلّي عليه العلماء «الصالحون». لكنه سمح بغسل جثمانه ودفنه في مكان غير معروف، كي لا يصير قبره محجاً لمناصريه. ويُخشى أن يثير التعامل مع جثة القذافي حساسيات قبلية، خصوصاً إذا ما شعر القذاذفة بأن ثوار مصراتة يسيئون لابنهم بعدما أسروه حياً قبل قتله في ظروف لم تتضح حتى الآن. ومن المتوقع أن تكون طريقة التعامل مع الجثتين قد حُسمت ليل أمس على هامش زيارة رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبدالحكيم بلحاج لمدينة مصراتة. ويُفترض أن يصدر المستشار عبدالجليل اليوم «إعلان تحرير ليبيا» خلال احتفال في مدينة بنغازي، بعدما كان الاحتفال مقرراً أمس السبت. وتفقد عبدالجليل أمس جرحى من الثوار في مستشفى ببنغازي، وهنأ المصابين بانتصارهم على النظام السابق. ومن المتوقع أن يُعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل استقالته اليوم الأحد، مفسحاً في المجال أمام تشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد خلال الشهور الثمانية المقبلة وتُعد لانتخاب «مؤتمر وطني عام» يختار بدوره رئيساً للوزراء وحكومة انتقالية وسلطة دستورية تصوغ دستوراً خلال 60 يوماً قبل عرضه على استفتاء شعبي. وفي حال نال الدستور الجديد موافقة الشعب، تتم الدعوة إلى انتخابات نيابية خلال ستة شهور تدخل إثرها البلاد نظاماً ديموقراطياً يخلف «النظام الجماهري» الذي كان ينص على أن الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال مؤتمرات شعبية، على رغم أن السلطة الحقيقية كانت في الواقع في يد العقيد الراحل وأبنائه. ونقلت وكالة «سيفن دايز نيوز» بياناً لحركة «اللجان الثورية» أمس نعت فيه القذافي وابنه المعتصم ووزير دفاع النظام السابق أبو بكر يونس جابر، ووصفت قتلهم ب «جريمة حرب ضد الإنسانية». وأعلنت تعهدها «الثأر لقائدها وللشهداء الأبرار ... طال الزمن أم قصر». وفي عمان (أ ف ب)، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني السبت الشعب الليبي إلى «فتح صفحة جديدة»، بعد مقتل معمر القذافي. وقال الملك عبد الله خلال استقباله محمود جبريل في الشونة على شاطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان) على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن «المرحلة الحالية تستدعي فتح صفحة جديدة عنوانها تماسك ووحدة الشعب الليبي لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً». وقال جبريل رداً على سؤال عن انتشار السلاح في ليبيا: «السلاح كان موجوداً من أجل تحرير الوطن، والآن أنجز التحرير وبدأت قضية إعادة الإعمار وبناء الوطن الذي يبنى بالمهارات والمعارف»، مشيراً إلى أن «السلاح إما أن يعود إلى الجيش أو يذهب إلى الشرطة».