غيّب الموت فجر السبت ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر يناهز 80 عاماً. ونعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهده في بيان أصدره الديوان الملكي وجاء فيه «إن الفقيد الكبير انتقل إلى رحمة الله تعالى في الخارج، وسيصلى على جثمانه بعد صلاة عصر الثلثاء في جامع الأمير تركي بن عبدالله في العاصمة السعودية الرياض، ثم يشيع إلى مثواه الأخير. وتلقى خادم الحرمين الشريفين، الذي كان غادر المستشفى أمس، بعد إجرائه عملية جراحية في إحدى فقرات الظهر تكللت بالنجاح، ليكمل علاجه في عيادة خاصة في قصره، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، اتصالات من عدد من الملوك والرؤساء والزعماء للتعزية بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأجمعت وسائل الإعلام ومتابعو الشؤون السعودية والعربية على أن غياب الأمير سلطان يمثل خسارة كبيرة للسعودية والعالم العربي والإسلامي، خصوصاً أنه كرس حياته لخدمة الدين والوطن والأمة والإنسانية قاطبة. وذكر بيان الديوان الملكي السعودي أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران توفي إلى رحمة مولاه خارج المملكة إثر مرض عانى منه. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين ينعى ولي عهده ببالغ الأسى والحزن. وقدم البيان التعازي إلى الشعب السعودي في الفقيد. وكان الأمير سلطان عوناً لإخوانه الملوك وملازماً لهم، تسلم عدداً من الملفات السياسية المهمة وأنجزها بنجاح، إذ أشرف بشكل مباشر على ملف التنسيق السعودي - اليمني، وهو الملف الذي انتهى بتوقيع اتفاق الحدود بين البلدين. كما كان له الدور المحوري في حرب تحرير الكويت وملف العلاقات السعودية - القطرية. وساهم بصداقاته المتعددة في تعزيز علاقات بلاده بأكثر من دولة في العالم. وفي واشنطن، اعتبر الرئيس باراك أوباما أمس أن الولاياتالمتحدة خسرت «صديقاً غالياً» بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال، في بيان، إن ولي العهد السعودي «دعم بقوة الشراكة العميقة والدائمة بين بلدينا»، مقدماً «تعازيه الحارة إلى الملك عبدالله والأسرة الملكية والشعب السعودي». وأضاف: «بصفته وزيراً للدفاع والطيران طوال أكثر من خمسين عاماً، فإن ولي العهد الأمير سلطان كرّس نفسه لسلامة شعبه وبلده، كان صديقاً غالياً للولايات المتحدة». وتلقى خادم الحرمين الشريفين التعازي أمس من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أعلن حداداً رسمياً وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي سفارات الكويت في الخارج، ومن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ومن الرئيس التركي عبدالله غل. وأعرب ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز عن حزنه على وفاة الأمير سلطان. وقال قصر «كلارنس هاوس»: إن تشارلز بعث برسالة شخصية إلى خادم الحرمين الشريفين يعبر فيها عن «حزنه العميق». وتلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي أبلغه تعازيه وبلاده في الفقيد. وقال العاهل الأردني إن الأردن شعر بالصدمة لوفاة الأمير سلطان الذي يكن له الأردن كل المودة والاحترام تقديراً للجهود التي بذلها في خدمة المملكة وخدمة القضايا العربية والإسلامية. ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة في جمهورية مصر العربية للأمة العربية والإسلامية وللشعب السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأعلنت أنها ألغت احتفالاً كانت تزمع إقامته اليوم (الأحد) في الحي الديبلوماسي في الرياض لمناسبة ذكرى انتصارات تشرين الأول (أكتوبر) 1973 بسبب وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وبعث القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ببرقية عزاء إلى خادم الحرمين الشريفين عبَّر فيها عن تعازيه ومواساته في وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال طنطاوي «أشاطركم الأحزان في المصاب الأليم، وأدعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الكريم بالرحمة والرضوان، وأن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون». كما تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أعرب فيه عن تعازيه ومواساته للملك عبدالله في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وتلقى خادم الحرمين الشريفين التعازي من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان أمس، «شعرت بالحزن العميق إثر سماع نبأ وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز». وأضاف: «حظي الأمير سلطان بثلة كبيرة من الأصدقاء في بريطانيا، وكان لهم شرف الاستفادة من حكمته وحنكته في الشؤون الدولية والتي اكتسبها على مدى السنوات الطويلة التي أمضاها في خدمة المملكة العربية السعودية. أود أن أتقدم بخالص عزائي ومواساتي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى شعب المملكة العربية السعودية في هذه الظروف العصيبة». وأعرب وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ، في بيان أصدرته وزارة الخارجية في لندن أمس، عن حزنه الشديد لوفاة ولي العهد السعودي. وقال هيغ: «لقد خدم الأمير سلطان بن عبدالعزيز بلاده المملكة العربية السعودية سنوات طويلة بتفان وإخلاص». وأضاف إن إسهامات الأمير سلطان بن عبدالعزيز في «ازدهار المملكة وتنميتها ستظل موجودة في الذاكرة لفترة طويلة». وأعرب الوزير البريطاني عن تعازيه الصادقة للمملكة وشعبها في هذه الأوقات الحزينة. وفي بيروت، أعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن تعازيه الحارة لخادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وأفراد الأسرة المالكة وشعب المملكة في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي أمس، إن السعودية تخسر بغياب الأمير سلطان بن عبدالعزيز «ركناً من أركانها الذين عملوا على نهضتها وتقدمها وتطورها. كما يخسر الشعب السعودي الشقيق راعياً من رعاته المخلصين الذين سهروا طوال سنوات إلى جانب إخوانه على توفير كل ما يؤمّن له الرفعة والتقدم والهناء». وأكد أن «لبنان يفتقد فيه أخاً وصديقاً أَوْلَى شؤونه اهتماماً دائماً، وكانت له وقفات كريمة إلى جانب اللبنانيين خلال السنوات الصعبة التي مر بها وطنهم». وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن تعازيها باسم الشعب الأميركي والرئيس الأميركي باراك أوباما. وقالت في تصريح أدلت به في طاجكستان حيث تقوم بزيارة «إن ولي العهد (السعودي) كان زعيماً قوياً وصديقاً عزيزاً للولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة، كما كان بطلاً لا يكل في العمل من أجل بلاده. وسنفتقده». وأضافت: «إن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية قوية ودائمة ونتطلع إلى العمل مع القيادة (السعودية) لسنوات عدة مقبلة». وفي عمّان، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي أمس إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على ولي العهد السعودي. وقال: «إن الأردن ينعى بوفاة الأمير سلطان رجل دولة مميزاً وأحد المدافعين بقوة عن القضايا العربية والإسلامية». وتلقى خادم الحرمين الشريفين برقية تعزية من الرئيس العراقي جلال طالباني. وقدمت رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي تعازيهما في الفقيد الكبير. وبعث الرئيس السوري بشار الأسد ببرقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين. وفي باريس اشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالراحل الامير سلطان الذي «اضطلع بدور رئيسي في تحديث المملكة السعودية» وكان «صديقا وفيا» لفرنسا. وقال في رسالة تعزية الى خادم الحرمين نشرها الاليزيه ان «الامير سلطان اضطلع بدور رئيسي في تحديث المملكة السعودية، خصوصا في مجال الدفاع، ان وفاته خسارة كبيرة لبلادكم». واضاف الرئيس الفرنسي ان ولي العهد السعودي «اقام مع فرنسا علاقات ثقة وصداقة واعطى شراكتنا التي اظل متمسكا بها، بعداً جديداً». وتابع «بغيابه، تخسر فرنسا صديقاً وفياً وصادقا».