أنقرة، طهران، نيويورك – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – تعهدت طهران وانقرة امس، بعد محادثات اجراها وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي الذي زار العاصمة التركية امس، التعاون ل «القضاء على التهديد الإرهابي» الذي يشكّله «حزب العمال الكردستاني»، فيما واصل الجيش التركي لليوم الثالث هجومه ضد مواقع الحزب في جنوب شرقي تركيا وشمال العراق، بعدما قتل «الكردستاني» 24 جندياً وجرح 18 في هجمات على مراكز أمنية حدودية. واعتبر صالحي الذي التقى ايضا الرئيس عبدالله غل ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن «ليس من واجب إيران وتركيا فقط، تحمّل مسؤولية أمن المنطقة، بل على كل دول المنطقة أن تكون نشطة في هذا المجال وتتعاون»، مضيفاً بعد لقائه غل: «إذا استطعنا أن نعرف مَن هي الجهات الرئيسة الداعمة للإرهابيين، ومن أين يحصلون على الأموال والإمكانات والمعلومات والأسلحة، نستطيع أن نتصدى لهم في شكل أفضل». فيما رفض أردوغان اتهامات المعارضة لحكومته بعدم الكفاءة، قائلاً: «هذه المشكلة المعقدة، ليست عسكرية فقط». الى ذلك، أوضح داود أوغلو انه ناقش مع صالحي العلاقات الثنائية وأحداث سورية، إضافة الى اتهام واشنطنطهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنكن عادل الجبير. وأضاف: «نظراً إلى تقاليد الدولة الإيرانية، نعتقد بأن إيران لا يمكنها اعتماد أساليب مشابهة. لكن الولاياتالمتحدة تقول إنها تملك دليلاً». واستدرك: «على الحكومات أن تكون شفافة في مسائل مشابهة. على مَن يعلنون المزاعم، أن يكونوا أيضاً واضحين في شأن ادعاءاتهم، وعلى ايران أن تجيب عنها». وحضّ «جميع الأطراف على أن يتشاركوا ما يملكون (من معلومات)، وأن يوضحوا المسألة من دون إفساح الطريق أمام تصعيد إضافي للتوتر. تركيا مستعدة للمساهمة، إذا كان هناك أي شيء يمكننا فعله، للمساعدة في تخفيف التوتر». أما صالحي فوصف الاتهامات الأميركية بأنها «ضعيفة وفارغة»، قائلاً: «هذه المزاعم الأميركية ليست سوى سيناريو هوليوودي وسخيف، والكلام عنها مضيعة للوقت». وتطرّق داود أوغلو الى الوضع في سورية، معتبراً أن «التطورات في المنطقة أظهرت أن الأنظمة التي تقمع شعبها لا يمكنها الاستمرار. تركيا بذلت جهدها من أجل عملية انتقال ديموقراطي سلمي في سورية، لكن الرئيس بشار الأسد يواصل للأسف سلوك طريقه الخاص، وعلى رغم التحذيرات، شدد النظام السوري ضغطه على شعبه. تركيا ستواصل العمل لتحقيق تغيير ديموقراطي في سورية، والتحدث إلى دول صديقة في المنطقة، إضافة الى المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية». وسُئل داود أوغلو عن مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، فأجاب: «تركيا تأمل بأن تستكمل ليبيا عملية التحول في أقرب وقت ممكن، بما يتفق مع المطالب الديموقراطية لشعبها». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن صالحي ناقش مع أردوغان «المسائل الثنائية والإقليمية والدولية الأكثر أهمية»، فيما نقلت وكالة «مهر» عن غل قوله لصالحي ان العلاقات بين بلديهما «حميمة وودية». في طهران، أشار وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي الى «تناقضات كثيرة» في اتهام إيران بالتخطيط لاغتيال الجبير، معتبراً أن ذلك «يدفع الى عدم تصديق ان حكومة مثل الولاياتالمتحدة تبرر ادعاءات غبية وتتوقع تصديقها». وفي بروكسيل، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه «قرر فرض عقوبات تقييدية على خمسة أشخاص، تستهدف مكافحة الإرهاب»، إذ يعتقد بأنهم على علاقة بالمؤامرة لاغتيال الجبير. وأشار الى أنه «سيجمد حسابات مصرفية» للخمسة الذين لم يعلن أسماءهم وجنسياتهم، مضيفاً: «لن يُسمح لهم بالتصرف في أي مورد مالي».