أوضحت مصادر قضائية لبنانية أن مع مقتل الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تسقط ملاحقته أمام القضاء اللبناني بقضية إخفاء اإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا عام 1978. وأشارت المصادر إلى أن المجلس العدلي الذي حدد 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل موعداً للحكم في القضية، سيرسل كتاباً إلى المعنيين لإفادته بالطرق الديبلوماسية عبر الوزارات المعنية وفي شكل رسمي أن القذافي توفي بحيث يستتبع ذلك إسقاط الدعوى العامة عنه بسبب الوفاة. إلا أن المجلس العدلي سيمضي في محاكمة المتهمين الستة من معاوني القذافي في القضية بإصدار حكم غيابي بحقهم في الموعد المحدد وهم: المرغني مسعود التومي وأحمد محمد الحطاب وعبدالرحمن محمد غويلة ومحمد خليفة سحيون وعيسى مسعود عبدالله المنصوري. وفي المواقف من مقتل القذافي، أمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تصريح امس أن «تفتح ليبيا صفحة جديدة مشرقة في تاريخها من خلال بناء دولة ديموقراطية عصرية، وان تعود الى الحضن العربي ولعب دورها كاملاً ضمن الجامعة العربية ومع اشقائها على قاعدة التعاون المشترك والاحترام المتبادل». وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اكتفى بالقول ان الله «يمهل ولا يهمل»، واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ان القذافي «اختار نهايته بيده، وهو أعلن الحرب على المعترضين عليه بدل أن يتجاوب من البداية مع المطالب الإصلاحية المتواضعة آنذاك». ودعا ليبيا الى الافادة «من دروس التجربة الليبية السابقة وتجاوز الانطباعات البشعة التي تركتها صور جثث القذافي وأولاده»، مشدداً على «الدولة المدنية». ورأى أن «أولى الدروس التي يجب استخلاصها من هذه التجربة، أن لا حياة لأنظمة تقمع شعبها بالحديد والنار، فقد ذهب زمن الطغيان والاستبداد وبدأ فجر التغيير نحو الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان». وأشار الى أن «الشعب اللبناني يأمل أن يصار إلى إعلان الحقيقة في قضية إخفاء وتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه». وأبرق رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل مهنئاً بمناسبة «الانتصار التاريخي الذي تحقق للشعب الليبي». وقال في البرقية: «اثبتم للعالم اجمع بإصراركم على التمسك بحقكم الطبيعي بالحرية والديموقراطية، وبنضالكم المتواصل من اجل تحقيق اهدافكم الوطنية، انكم قادرون على الدخول في بناء ليبيا الجديدة، وانكم على استعداد تام للأخذ بيد الليبيين جميعاً نحو مستقل واعد». وحيا «ارواح جميع الشهداء الذين سقطوا على درب مسيرة الديموقراطية والخروج من الديكتاتورية المظلمة الى الحرية المشعة، والى جميع الابطال والمجاهدين في سبيل التغيير»، داعياً الليبيين الى «وحدة الصف الداخلي». ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة المجلس الانتقالي، الى «ملاحقة أعمال القذافي فيحققوا في قضية الإمام الصدر ورفيقيه». ولفت الى أن «مصير القذافي هو بفعل ما جنته يداه، فهو ظلم الشعب الذي انتفض ومارس حقه». وطالب اعضاء المجلس الوطني ب«العمل لتجنيب ليبيا الإرهاب والجشع». ووجه خطابه لكل الحكام الظالمين، فقال: «الله بالمرصاد لكل ظالم وباغ ومعتد»، وطالب «الجميع بالعمل لإنقاذ البلاد من زعماء تسلطوا الحكم وعاثوا فساداً في البلاد والعباد فأكلوا أموال الناس ظلماً وعدواناً، فأفقروا الشعب وأذلوه». وهنأ «حزب الله» في بيان «الشعب الليبي بإنجاز طي صفحة نظام الطاغية الذي ظل مُطبقاً بظلمه وطغيانه على البلاد والعباد لما يزيد على أربعة عقود من الزمن». كما حيّا «ثورته المظفرة»، ورأى ان «هذا الشعب أمام فرصة تاريخية ومسؤولية كبرى لإعادة بناء دولته، والحفاظ على ثرواته من أن تنهبها أطماع الدول الكبرى». وأمل ان تثمر جهود القيادة الجديدة لليبيا الى تحديد مكان احتجاز الإمام السيد موسى الصدر، ورفيقيه «وإعادتهم إلى الحرية». ورأى الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن «على النظام السوري أن يتعلم مما حصل في الدول العربية الأخرى، وأن يبدأ بخطوة جريئة تقوم على تحويل المخابرات إلى أجهزة شرطة تحت سقف القانون، والدخول في حوار جدّي مع ممثلي المعارضة السورية في الداخل والخارج للتوصل إلى صيغة جديدة للدستور تمهّد لانتخابات تجري تحت رقابة دولية»، مشدداً على أن «فكرة الرئيس إلى الأبد انتهت في العالم العربي».