لم يعد السعوديون يحتسون الشاي لضبط «مزاجهم» فقط، بل تعدى الأمر إلى اكتشاف الجديد في عالم الشاي، من خلال البحث عن شاي الرشاقة والشاي الصحي، الذي يساعد في شفاء كثير من الأمراض. ويقول متخصصون في تجارة الشاي، إن ولع السعوديين بالشاي، دفع بعضهم إلى احتساء أنواع قد يتجاوز سعر الكيلو منها 50 ألف ريال، إذ يوجد نوع من الشاي تضاف إليه بودرتا الذهب والفضة، ويساعد في الشفاء من مرض السرطان. وأوضحوا في حديثهم ل«الحياة»، أن هناك أنواعاً من الشاي تتراوح أسعارها بين 20 و50 ألف ريال، مشيرين إلى أن السعودية تستورد سنوياً أكثر من 11 ألف طن من الشاي. وأظهرت دراسة حديثة أجرتها إحدى شركات الشاي العالمية، أن السعوديين يستهلكون 7 بلايين كوب من الشاي سنوياً، ما يعني أكثر من 19 مليون كوب يومياً، بكلفة تصل إلى 650 مليون ريال، وتأتي المملكة في المرتبة الثانية بعد مصر عربياً في استهلاك الشاي. ويوجد في السعودية 6 مصانع لتجفيف وتعبئة الشاي. وأوضح مدير التشغيل في شركة «وولين هوبت» الألمانية لبيع الشاي الدكتور أحمد طيب، أن السعودية تستورد أكثر من 11 ألف طن من الشاي سنوياً، وأن أنواع الشاي المرغوبة هي الشاي الأسود والأحمر والأخضر والأبيض، وتتراوح أسعار الشاي الأبيض ما بين 300 ريال و 8 آلاف ريال للكيلو، في حين يتراوح سعر الشاي الأخضر بين 200 ريال و20 ألف ريال للكيلو بحسب النوعية. وقال الطيب ل«الحياة»: «إن هناك أنواعاً من الشاي تضاف إليه بودرتا الذهب والفضة بنسبة 30 إلى 40 غراماً للكيلو، ويبلغ سعر الكيلو 47 ألف ريال، ويعود ارتفاع سعره إلى الفوائد الصحية لبودرتي الذهب والفضة في الشفاء من الأمراض مثل السرطان». وأضاف أن الطلب على هذا النوع من الشاي قليل جداً، ويتركز على الطبقة الغنية فقط، وهناك أنواع من الشاي تستخدم لنضارة البشرة، وأخرى يضاف إليها الرز للرجيم. وبيّن أن الشاي المصنوع يدوياً يعد من أغلى أنواع الشاي سعراً، والسعوديون اتجهوا حالياً إلى الشاي الأبيض والأخضر، بحثاً عن الصحة والرشاقة، ويتم استيراد الشاي من عدد من دول شرق آسيا، مثل الصين واليابان وسيلان والهند وجنوب أفريقيا، إضافة إلى دول أخرى. وعن ارتفاع أسعار الشاي الأخضر والأبيض، قال إنه ناتج من الطعم والفوائد الصحية، وكلما ارتفعت أماكن زراعة الشاي، زاد سعره. وأشار إلى أن ارتفاع الرطوبة والإضاءة يقلل من عمر الشاي، وتبلغ مدة الصلاحية من سنة إلى سنتين، ويعتبر الشاي الأبيض من أندر وأفخر أنواع الشاي، إذ انه يُجمع خلال 48 ساعة من وقت اكتمال نضج البراعم الأولى ووقت تفتحها، وتغطيها شعيرات حريرية بيضاء، إذ يتم تجفيفه عبر تعريضه لأشعة الشمس الطبيعية. من جهته، أوضح المختص في مبيعات الشاي الأخضر يوسف بن يعقوب، أن أنواع الشاي تصل إلى المئات، وارتفاع بعض الأنواع من الشاي يعود إلى طريقة الزراعة، وكمية المعروض منه. وأضاف يعقوب أن هناك أنواعاً من الشاي تصل أسعارها إلى 50 ألف ريال للكيلو الواحد، وأن الاتجاه للشاي الأخضر بدأ قبل 10 سنوات، مشيراً إلى أن الشاي يتأثر بالضوء، ما قد يفسده، ويجب حفظ الشاي في مواد تمنع تفاعل الشاي معها، وأنسب المواد التي يحفظ فيها الشاي هي الزجاج المعتم والاستانلس ستيل الجيد. أما المختص في بيع الشاي خالد عبدالقادر، فأوضح أن هناك اتجاهاً من السعوديين لشراء الشاي المخلوط بالأعشاب والشاي الأخضر بشكل لافت، وذلك للطعم الذي يتميز به هذان النوعان، ما جعل هناك اتجاهاً لزيادة الإقبال على الشاي بمختلف أنواعه، مثل شاي التخسيس والشاي المنزوع الكافيين، وبالتالي الأمر تعدى احتساء الشاي إلى البحث عن الفوائد الصحية في الشاي. وأضاف عبدالقادر أن شرب الشاي الأخضر المخلوط بالأعشاب يحتاج إلى أوان يعد فيها، مثل الفخار الذي يعطي الشاي مذاقاً آخر، وتصل أسعار هذه الأواني إلى ألف ريال للواحدة.