القاهرة ، دمشق، لندن - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - عشية الجمعة التي اطلق عليها الناشطون السوريون جمعة «شهداء المهلة العربية»، تبلغت جامعة الدول العربية من الحكومة السورية موافقتها على استقبال اللجنة الوزارية العربية في 25 الشهر الجاري، اي الثلثاء المقبل. وكان مجلس الجامعة قرر في اجتماعه الاخير الدعوة الى مؤتمر حوار وطني في مقر الجامعة في القاهرة خلال 15 يوماً يضم الحكومة السورية واطراف المعارضة. ويرأس اللجنة رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وتضم وزراء خارجية مصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة نبيل العربي. وصرح رئيس مكتب الأمين العام للجامعة السفير وجيه حنفي بأن العربي أجرى اتصالات مع المسؤولين في دمشق وابلغهم بمضمون قرار مجلس الجامعة وطلب منهم الرد على ما يتضمنه هذا القرار. وأكد حنفي أن الرد السوري جاء «إيجابياً ومرحباً باستقبال اللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر في دمشق». واكد ان الغرض من الزيارة «تنفيذ ما جاء في قرار المجلس الوزاري الذي ينص على تنظيم مؤتمر للحوار بين الحكومة وأطياف المعارضة في الداخل والخارج»، مشيرا الى ان الجامعة بدأت اتصالات مع المعارضة السورية للاعداد لمؤتمر الحوار. في موازة ذلك، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان التحضيرات جارية لعقد «مؤتمر الحوار الوطني الشامل». فيما اعلن معاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة ان دمشق ترحب ب»اي جهد عربي مخلص» في الحوار الوطني الذي سيجري في سورية بين جميع مكونات الشعب واتجاهاته». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله، خلال لقائه وفدا اعلاميا روسيا، ان سورية «تواجه مجموعات إرهابية مسلحة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، وهي تتلقى الدعم والتمويل من تنظيمات مماثلة في الدول المجاورة. وان بعض عناصر هذه المجموعات تسللوا إلى سورية عبر الحدود وهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وتنظيمات متطرفة مماثلة». وعن برنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد، أكد المعلم أن «القيادة السورية مصممة على مواصلة إنجاز هذا البرنامج»، وان الرئيس الأسد «حدد جدولاً زمنياً لتنفيذ هذه الإصلاحات خلال مدة لا تتعدى الستة أشهر». وافادت «سانا» بان مجلس الشعب ناقش الموعد المحدد لانتخابات المجالس المحلية في 12 كانون الاول (ديسمبر) المقبل و»التمس بأغلبية أعضائه من رئيس الجمهورية النظر في تأجيل موعد الانتخابات إلى موعد لاحق ليتسنى ترسيخ الإصلاحات النافذة وانتظار مقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل». على الصعيد الامني، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان اشتباكات عنيفة جرت امس بين جنود وعناصر مسلحة يعتقد بانهم جنود منشقون في قرية البرهانية المجاورة لمدينة القصير في ريف حمص اسفرت عن مقتل وجرح الكثير من الجنود بالاضافة الى تدمير آليتين عسكريتين للجيش. واكد عبد الرحمن ان اكثر من مئتي جندي قضوا خلال هذه الاشتباكات منذ بداية ايلول (سبتمبر). فيما نقلت الوكالة عن معارض ان هذه الاشتباكات اصبحت «امرا واقعا في سورية».