ثمة تجربة علمية لافتة تنهض بها جزيرة أيسلندا الزاخرة بالبراكين، إذ يدأب فريق من العلماء على النبش في أعماق أراضيها، بهدف الحصول على الطاقة من طريق المياه الساخنة المختزنة جوفياً. تبدو مهمة شبه مستحيلة، إذ يجري الحفر في أراض بركانية صلدة، كما يعاني العامِلون من البرد والرياح. كما يتعامل العلماء مع مياه مختزنة على عمق 5 كيلومترات، وهي ليست بخاراً ولا سائلاً. فعلى هذا العمق، تكون المياه في حال غير ثابتة ومحملة بطاقة تفوق تلك التي تُنتج في المحطات البخارية التقليدية المستخدمة لإنتاج الكهرباء في إيسلندا. ويضاف الى ذلك، أن هذا العمل قد يؤدي إلى الاقتراب من تجاويف تحتوي على حمم بركانية، ما يولّد مخاطر جمّة. وتحت سطح القشرة الأرضية لتلك الجزيرة البركانية التي تقع وسط المحيط الأطلسي، تتباعد الصفيحتان التكتونيتان اللتان تحملان قارتي أميركا وأوروبا باستمرار، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الحمم عبر ثورات بركانية لا تتوقف عن التكرار. ليس ببعيد أمر البركان الذي أوقف الطيران فوق 3 قارات في مطالع العام 2010. فمثلاً، نُصب برج للحفريات في منطقة نشطة بركانياً بالقرب من منطقة «كوفرفات»، التي اختيرت بعناية بعد دراسات مُدقّقة. ويواصل العلماء الحفر حتى الوصول إلى الجانب الجليدي لإحدى التجاويف التي تحوي حمماً بركانية. ويتوقعون وجود الماء في حال «السائل ما فوق الحرج» في تلك الصخور الشفّافة. وبصورة مستمرة، تؤخذ عينات من مناطق الحفر، ما يوفر معلومات عن الطبقات الصخرية التي تم الوصول إليها. وقد تحتوي العينات أيضاً على معلومات عن التركيبة الكيماوية للماء أو للسائل ما فوق الحرج. ويتوقع البعض أن تُشكّل الطاقة الناجمة عن «السائل ما فوق الحرج» مصدراً إضافياً لمحطات توليد الطاقة التقليدية، إضافة الى كون هذا السائل مصدر نظيفاً للطاقة مستقبلاً.