لم تكن الدنيا تتسع لفرحتهما حين ولد قبل أربع سنوات، فلقد جاء محمد، بعد أربع بنات، وكبر أمام ناظرهما، يلعب كأقرانه، ومع أخواته الأربع. إلا أن الأورام السرطانية التي اكتشفت حرمته من اللعب والفرح منذ نحو أربعة أشهر. ويقول والد محمد: «كان خلال السنوات الأربع الأولى من طفولته سليماً، ولم نلاحظ عليه أية مؤشرات تدل على إصابته بالسرطان، فقد ولد بحسب الفحوصات الأولية للمواليد في المستشفيات، طفلاً سليماً معافى، لا يعاني من أية أمراض». وعن بداية معرفتهم بالإصابة، يوضح: «قبل شهرين اكتشفنا إصابته بالمرض، بعد أن أصبح يشكو من ألم في مؤخرة الرأس، مع عدم قدرته على السير في شكل سليم، فتوجهنا به إلى المستشفى، ليخبرنا الأطباء أنه مصاب بأورام سرطانية متفرقة في منطقة الرأس. وكان التدخل الجراحي هو الخيار الأول للأطباء، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة؛ تبين أن رأس طفلي الصغير يحمل خمسة أورام، وليس واحداً». وقع الخبر كان كالصاعقة على أسرته، التي انتابتها حال من الحيرة والذهول منذ سماعها الخبر، وحتى الآن. ويكمل والده: «لا نملك سوى الدعاء له بدموع لا تتوقف، وهذا هو حالنا في المنزل، فكيف لجسد صغير أن يحتمل التدخل العلاجي. فيما نرى كباراً في السن مصابين بالمرض ذاته، لا يتحملون الأعراض الجانبية للعلاج، فتتقطع قلوبنا ألماً عليه، لكن ما في اليد حيلة». ويصف والد محمد التدخل الجراحي الذي قرره الأطباء لمعالجة محمد ب«الخيار الصعب»، مستدركاً: «إلا أنه لا مفر من القبول به». وبالفعل تم استئصال ورمين من الرأس، فيما عجز الأطباء عن استئصال ثلاثة أخرى، بسبب موقعها في جذر الدماغ والحبل الشوكي. ويؤكد الأطباء أن الوضع الصحي للطفل محمد تستدعي التدخل العلاجي بسبب موقع الأورام الثلاثة، لعدم تمكنهم من استئصالها. وكي لا تنمو، فتشكل خطراً على حياته في شكل أكبر من وضعها الحالي، إلا إن الوضع لم يتغير، حتى بعد إجراء العملية، فثلاثة أورام في جذر الدماغ، أحدهما متمركز في الحبل الشوكي، لا تعد أمراً بسيطاً، أو يستهان به.