دعا سفير بريطانيا السابق في أفغانستان وليام باتي الى "تشريع وتنظيم المخدرات في بريطانيا"، بعد إقراره بفشل الجهود التي تقودها الحكومة البريطانية على مدى السنوات ال10 الماضية للقضاء على محاصيل نبتة الخشخاش. ويعدّ باتي أحد الديبلوماسيين الأكثر خبرة في جيله والحائز على سلسلة من التعيينات في الخارج، تشمل العراق والسودان وأفغانستان، ويعتبر من ارفع الشخصيات في بريطانيا التي تدعم سياسة تقنين وتنظيم الأدوية المخدرة. وفي مقال له نشر في صحيفة "غارديان" البريطانية، كتب باتي: "إذا لم نتمكن من التعامل بفاعلية مع قضية المخدرات، سيكون البديل الوحيد للحد من الطلب غير المشروع عليه من خلال جعله مشرّعاً وتنظيمه قانونياً في السوق". وتابع: "عندما تكون الحكومة هي المسيطرة في الدولة، تستطيع ان تسيطر على تجارة المخدرات من خلال التنظيم القانوني وإزالة الحوافز والمناطق غير الآمنة لإنتاج المخدرات والاتجار بها. ويمكن السماح للأطباء والصيادلة في المساعدة من خلال دفعهم للسيطرة على سوق العرض داخل المملكة المتحدة وضبطه، وبذلك سيتم إنقاذ الأرواح وتتحسن الصحة العامة وسنحد من الجريمة". وقال رئيس الشؤون الخارجية داني كاشليك معلقاً على نشاط باتي، إن أهمية دعمه للإصلاح لا يمكن الإستهانة به، فمع غياب مشاركة حقيقية في مسألة فشل سياسة المخدرات من الحزبين السياسيين الرئيسيين في بريطانيا يحتّم على أمثاله "ملأ الفراغ". وكان ديبلوماسي بريطاني آخر يدعى كيث موريس سبق باتي في الطرح نفسه. اذ كان شاهداً على حرب المخدرات في كولومبيا منذ كان سفيراً في بوغوتا في 1990. وفي العام 2001، نشرت صحيفة "غارديان" مقالاً له، قال فيه ان "حرب المخدرات لا يمكن الفوز بها، ولا بد من الاتجاه نحو إضفاء الصفة القانونية على استخدام المخدرات". واستنادا إلى أرقام الأممالمتحدة، يقدر التقرير الاخير أن بريطانيا كانت تنتج تقريباً ما قيمته 1.7 جنيه استرليني من الأفيون والهيروين ومشتقات المورفين في العام 2013. وقال باتي في حديث للصحيفة ان آرائه لم تكن قوية بشأن سياسة المخدرات قبل توليه منصبه في أفغانستان في العام 2010، ولو لم يذهب الى افغانستان، لربما كانت وجهة نظره مختلفة. وبينما كان يغادر أفغانستان في العام 2012، اعترف ان الجهد الذي امتد على 10 سنوات لوقف تدفق الهيروين فشل. وقال:" بالرغم من اننا كرسنا جميع الموارد سيعود إنتاج الخشخاش بالوتيرة نفسها او سيزداد"، مضيفاً "أنا مقتنع ان هناك طريقة أفضل للحل". وختم: "فشل الحظر، ونحن لا زالنا نعاني من مشكلة المخدرات الكبيرة في بريطانيا. فالمخدرات تتدفق من أفغانستان، ونحن نجرّم جيل الشباب ونملأ سجوننا"، مضيفاً "يمكننا تقنين وتنظيم استخدام المخدرات. ويمكننا السيطرة على تجارتها".