دمشق، نيقوسيا، برن - «الحياة»، ا ف ب - كرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعوة الرئيس السوري إلى وقف عمليات قتل المدنيين فورا والقبول بتحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الانسان. وصرح: «لقد قلت للاسد توقف قبل ان يفوت الاوان»، مشيرا الى ان ثلاثة الاف شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام السوري. وشدد بان على انه «من غير المقبول ان يقتل 3000 شخص» خلال الشهور الماضية من حركة الاحتجاج في سورية. وفي ردود الفعل الاولى على دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب الى بدء حوار بين النظام والمعارضة، لمح معارضون من المجلس الوطني السوري إلى رفض الحوار مع السلطات «من حيث المبدأ» بعد العدد الكبير من القتلى في صفوف المدنيين، فيما اعتبر آخرون أن بيان الجامعة يمكن ان يعزل النظام، على أساس ان السلطات السورية لن تنفذ مطالب الجامعة وعلى رأسها وقف العنف ضد المدنيين وسحب الجيش من الشوارع وتطبيق إصلاحات سياسية حقيقية. وأعتبرت المعارضة السورية في القاهرة قرار الجامعة بتشكيل لجنة وزارية للاتصال بالقيادة السورية لإطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة لحل الأزمة «قرارا ميتا»، مؤكدة رفضها له جملة وتفصيلا . اما على الصعيد الميداني فقد اخذ يتسع نطاق المواجهات بين قوات الجيش السوري وجنود منشقين. وشملت هذه المواجهات أمس مدينة القصير في ريف حمص وأدلب ومنطقة جبل الزاوية على الحدود مع تركيا. ونقل عن شهود وناشطين في الداخل ان 11 على الاقل بين ضباط وجنود قتلوا، فيما أعلنت السلطات السورية من ناحيتها مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح اثنين آخرين في مكمن نصبته «مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الجراجمة في حماة. بينما سقط 5 مدنيين واصيب العشرات في مصادمات مع قوى الامن بينهم ثلاثة في حمص، وشخص في أدلب، فيما تسلم ذوو معتقل من مدينة حماة جثمان ابنهم الذي اعتقلته الاجهزة الامنية قبل 17 يوما في مدينة الرستن في ريف حمص. وتحدث ناشطون ليلاً عن ارتفاع عدد القتلى أمس إلى 36 بينهم 21 في حمص وحدها. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود إلى ان الاجهزة الامنية قامت بحملة اعتقالات واسعة «اسفرت عن اعتقال اكثر من 25 شخصا في حي باب السباع» في حمص، لافتا الى ان «مدينة حمص شهدت تعزيزات امنية وعسكرية». وفي اطار التصعيد الامني في ملاحقة الناشطين في الانتفاضة سجل مركز توثيق انتهاكات حقوق الانسان في سورية نحو 250 حالة اعتقال لأطباء وصيادلة منذ بداية حركة الاحتجاجات، بينهم 25 خلال الأسابيع القليلة الماضية، فضلا عن اقتحام مستشفيات، بينها مشفى الفاتح في كفربطنا ومشفى الرجاء في عربين (ريف دمشق). واشارت «لجان التنسيق المحلية للثورة السورية» إلى ان «قوات الامن صعدت مؤخرا من حملاتها ضد الأطباء والمشافي والعيادات الخاصة التي يشتبه أنها تقوم بعلاج المصابين». ولفتت إلى ان هذه الجهات تمتنع عن تنفيذ «تعاميم امنية تقضي بالتبليغ الفوري عن وصول المصاب، وهو ما يعني اعتقاله مباشرة من قبل الأجهزة الأمنية بغض النظر عن خطورة اصابته وحاجته الفورية للعلاج». وقال ناشطون إن غالبية مستشفيات حمص تحت الرقابة الامنية وان العديد منها تعرض للمداهمات وجرى اعتقال اطباء عالجوا مصابين. كما تعرضت مستشفيات في درعا ودير الزور وحماة أيضا الى مداهمات واعتقالات.