باريس - أ ف ب - شهد مشروع «الاتحاد من اجل المتوسط» بعض الانتعاش، أول من أمس في باريس، بعد تعثر مستمر منذ ستة أشهر، مع انعقاد أول اجتماع وزاري له جلس فيه الإسرائيليون والفلسطينيون إلى طاولة واحدة، وخصص لدرس مشاريع المياه والبيئة ومصادر الطاقة المتجددة.وأطلق الوزراء الذين بحثوا أكثر من 200 مشروع، مشاريع «نموذجية»، مثل بناء محطة لتوليد الكهرباء الضوئية في المغرب، أو محطات لضخ المياه تعمل على الطاقة الكهرضوئية في تونس، وشددوا في صورة خاصة على إبداء ارتياحهم لانطلاق ديناميكية جديدة. واعتبر وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو اللقاء «تحريكاً لعملية» الاتحاد من اجل المتوسط. واعتبر وزير الصناعة المصري رشيد محمد رشيد، الذي رأس اللقاء إلى جانب بورلو «ان الاجتماع يعطي دفعا مهماً (...) ويسمح لنا بالانتقال من إطار سياسي عام إلى التطبيق الفعلي». ودعا المستشار الخاص لقصر الرئاسة الفرنسي هنري غينو إلى جعل مشروع لجر المياه ومعالجتها في قطاع غزة إحدى «أولويات» الاتحاد «خلال الشهور المقبلة». وأشار إلى « انفتاح الجميع على هذا المشروع»، معتبراً ان انعقاد الاجتماع الوزاري «دليل على أننا نتخطى مأساة غزة ولو كان ذلك صعباً»، فيما أوضح بورلو انه سيلبي «نحو 20 في المئة» من حاجات الأراضي الفلسطينية إلى المياه، معلناً عن زيارة خلال الأسابيع المقبلة «لإقرار البرنامج نهائياً باسم الاتحاد من اجل المتوسط». واعتبر وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اردان ان الاجتماع يشكل «خطوة مهمة جداً إلى الأمام»، مضيفً «إننا نعمل على حل مشكلات في مجال المياه والطاقة والنقل. وقد يتيح ذلك فرصة حقيقية لإحراز تقدم». وتندرج مشاريع درست الخميس في إطار «الخطة الشمسية المتوسطية»، وهي تشمل مجمل مصادر الطاقة المتجددة ومسائل الفاعلية في مجال الطاقة والترابط بين مختلف البلدان. ومن الحلول قيد الدرس في مجال الطاقة، إنشاء محطات ضخمة للطاقة الشمسية في منطقة الصحراء، تسمح بإمداد الضفة الجنوبية للبحر المتوسط بالطاقة، وأوروبا عبر كابلات تحت البحر. وكانت مسألة التنمية المستدامة للمدن في صلب المناقشات، في ضوء التوقعات بتزايد عدد سكان مدن جنوب المتوسط بحلول سنة 2025 بنحو 100 مليون شخص عن عام 2000. ومقرر عقد اجتماع لوزراء البيئة منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في دوبروفنيك جنوب كرواتيا، واجتماعين وزاريين بحلول نهاية السنة الحالية في مصر واليونان، لدرس مسألتي النقل والطاقة على التوالي. واعتبر وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية غونتر غلوزر ان اجتماع باريس اثبت بوضوح ان مشروع الاتحاد من اجل المتوسط «لم يمت». ويهدف «الاتحاد من اجل المتوسط» الذي أطلق قبل نحو عام في باريس بمشاركة 43 عضواً، إلى تحريك عملية الحوار الأوروبي - المتوسطي المعروف ب «حوار برشلونة» والذي بقي حبراً على ورق منذ 1995.