علي مهدوي فنان إيراني، ولد في طهران عام 1974، وتعلّم في مدرسة فرنسية، ما جعله يختار باريس في ما بعد للإقامة، وأيضاً لدراسة الفنون الجميلة، ومن بعدها تصميم الأزياء. ولا يعني حبّه لباريس وللغة الفرنسية أنه لا يبالي بجذوره الشرقية، بل على العكس، فهو لا يكفّ عن إدخال العنصر الشرقي في كل مبادرة فنية يتخذها مثل الموديلات التي ظل يبتكرها لحساب دار أزياء تييري موغلر، قبل أن يقرر التوجّه إلى لندن، ثم إلى سان فرانسيسكو، من أجل إتمام تعليمه في مجال الفنون الجميلة والرسم في شكل خاص. ولدى عودته إلى باريس، لم يفتش عن عمل له علاقة بالرسم الذي تعلّمه، ولا بمجال ابتكار الموضة كما فعل من قبل، لكنه فضّل فن التصوير الفوتوغرافي، وتخصص في التقاط صور النجوم، لا سيما عارضات الأزياء «توب موديل» من طراز ناومي كامبل وكلوديا شيفر وسيندي كروفورد وكيت موس وغيرهن. كلهن وقفن أمام عدسته في أوضاع طريفة، بل فكاهية أحياناً، مرتديات أزياء اختارها الفنان لتبث الروح الشرقية بألوانها الزاهية ولتكسر القاعدة المفروضة في هذا الميدان، والتي غالباً ما تظهر نجمات الموضة في صورة جادّة لا تقبل المزاح أو في صورة الجرأة العارية. وكوّن مهدوي لنفسه سمعة ممتازة في حقل التصوير الفني، أدّت به إلى المشاركة بصوره الغريبة التي يصفها دائماً بأنها «شرقية»، في أكبر المعارض الدولية من باريس إلى برلين مروراً بلندن ونيويورك. وهكذا أعطى الموضة الراقية صورة مختلفة، وهذا هو العنصر الذي أدى بمهدوي إلى النجاح الدولي كمصور. وبما أن الرجل يعشق التغيير ومفاجأة جمهوره، اتجه في عام 2009 نحو نشاط لا علاقة له بالتصوير بتاتاً، على الأقل ظاهرياً، وإن كان يمسّ الفن بعامة واللعب بالألوان في شكل خاص. وهذا النشاط هو الإدارة الفنية لمسرح «كريزي هورس» الباريسي العريق والذي يفد إليه السياح من أرجاء العالم، لمشاهدة عروضه الراقصة التي تقدمها أجمل الفنانات. وعندما يواجه مهدوي السؤال حول قبوله هذه المهمة، يرد بأن الفنان فيليب ديكوفليه، أحد أشهر المخرجين المختصين في إدارة رقص الباليه عالمياً، وافق على تولي مهمة إخراج الاستعراض الجديد لفرقة «كريزي هورس»، كاسراً صورة المكان الخفيفة، ليستبدلها بهوية فنية جادّة. ويقول إن ديكوفليه عرض عليه تولي مسؤولية الإدارة الفنية للعرض، معتبراً أن هذا ما لا يقوى على رفضه بتاتاً. هكذا وجد مهدوي نفسه مهتماً بتصميم الديكور ومتدخلاً في ابتكار ملابس الفرقة ومتابعة الإضاءة والصوت، تاركاً لديكوفليه الإخراج وإدارة الراقصات. ويستمر مهدوي في التصوير لحساب أكبر مجلات الموضة في العالم، كما يصوّر الحملات الإعلانية الخاصة بأكبر علامات العطور الدولية. ويصر على أن القاسم المشترك بين نشاطاته هو العنصر الشرقي الموجود دائماً في شكل أو في آخر، والناتج عن هويته الإيرانية. وسيظهر مهدوي في فيلم تسجيلي عن مسرح «كريزي هورس»، أخرجه فريديريك وايزمن، ويشرح خلاله عمله كمدير فني إلى جوار المخرج ديكوفليه، معتمداً الأسلوب المرح في إنجاز مهماته الفنية المختلفة أمام الكاميرا.