في الوقت الذي أكد فيه الجيش العراقي استعادة سيطرته على منفذي طريبيل مع الأردن والوليد مع سورية، نفت الحكومة الأردنية أمس علمها بمجريات الوضع داخل الأراضي العراقية المتاخمة لحدودها، مؤكدة أنها لم تحسم بعد قرار غلقها المعبر الوحيد الواصل بين عمانوبغداد. وقال الناطق باسم الحكومة الوزير محمد المومني في تصريحات ل «الحياة»: «لسنا بصورة ما يجري عند الجانب العراقي من الحدود، لكن المعبر الوحيد بيننا وبين الجارة العراقية يشهد أوضاعاً غير طبيعية». وأضاف «ليس لدينا تفاصيل واضحة حتى هذه اللحظة، ومعلوماتنا في خصوص ما يجري على الجانب الآخر غير موثقة». ونفذت قوات الجيش العراقي عمليات عسكرية لاستعادة معابر حدودية مع سورية والأردن كان خسرها منذ يومين لصالح المسلحين، فيما عزز تنظيم «داعش» نفوذه في قضاء تلعفر غرب الموصل. وقال مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» في اتصال مع «الحياة» أمس إن «قوات الجيش التابعة للفرقتين الأولى والسابعة نفذت عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة منفذي طريبيل مع الأردن والوليد مع سورية بعد سيطرة داعش عليهما قبل يومين». وفي شأن المناطق المأهولة بالسكان غرب الأنبار التي سقطت بيد «داعش»، وهي عانة وراوة وحديثة والرطبة، أكد المصدر أن «الهدف الآن المعابر الحدودية وتأمينها بالكامل»، ورجح أن يتم اتخاذ قرارات بالتوجه إلى هذه المدن وطرد المسلحين منها. من جانبه قال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد أمس، إن «القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة وبشكل كامل على منفذي طريبيل والوليد الحدوديين، وتم تعزيز المنفذين بعدد كاف من القوات الأمنية، وأن عشائر الأنبار وقفت موقفاً بطولياً بمساندة القوات الأمنية واستعادة المنفذين بشكل سريع، مبيناً أن «الإدارة المدنية للمنفذين تمارس عملها بشكل طبيعي». ودعا عطا إلى «استنكار وشجب وإدانة الجرائم البشعة التي ارتكبت من قبل تنظيم «داعش» في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، من خلال إعدام المئات من الأبرياء من منتسبي الجيش أو من المواطنين على أسس طائفية». وطالب «رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان وكذلك وزارة الخارجية وممثل العراق في الأممالمتحدة والمنظمات المعنية بفضح هذه الأساليب وشجبها واستنكارها واتخاذ قرارات مهمة وحازمة بشأنها». ورداً على المخاوف من تعرض الأردن لاستهداف «داعش» الذي سيطر بالفعل على مدن عراقية متاخمة، قال الوزير الأردني محمد المومني: «هناك مسافة طويلة تصل إلى نحو 120 كيلومترا بين المعبر وبين اول مدينة عراقية وهي الرطبة، وهذا عامل يضعف ولو مرحلياً من احتمالات وجود خطر يتهدد المملكة». واستطرد: «صحيح أن لدينا شعوراً بأننا مستهدفون من قبل الجماعات الإرهابية، على اعتبار أننا دولة معتدلة، لكننا في المقابل بلد له قدرات أمنية متناهية، أضف إلى ذلك أن يقظة الأجهزة الأمنية ووعي المواطن والسياسات الانفتاحية للحكومة كلها عوامل طاردة للتطرف». إلى ذلك قال مسؤول محلي في مدينة حديثة طلب عدم الإشارة إلى اسمه، ل «الحياة» أمس إن «مسلحين مجهولين يسيطرون على المدينة ولا نعلم شيئاً عنهم»، وأشار إلى أن هناك مخاوف من سيطرتهم على مشاريع حكومية خدمية كبيرة. واضاف ان مدينة حديثة والمدن المجاورة لها تضم مشاريع خدمية كبيرة أبرزها سد حديثة التي تضم محطة كهرباء ومعامل زجاج وأسمنت، ومحطة هيت الحرارية ومشاريع فوسفات وعدداً آخر من المشاريع الاستراتيجية. وأوضح أن «أبرز المخاوف من سيطرة المسلحين على سد حديثة كما حصل في سد الفلوجة». وأشار إلى أن إغلاق السد سيهدد بكارثة إنسانية كبيرة أكبر من الآثار التي خلفها أزمة إغلاق سد الفلوجة قبل أشهر». وفي الموصل عزز تنظيم «داعش» من نفوذه في قضاء تلعفر بعد أيام من المواجهات. ونشر «داعش» على حسابه في «تويتر» أمس صوراً لعدد من عناصره قال إنها من مركز قضاء تلعفر بعد سيطرته بالكامل على القضاء، وأظهرت الصور قيام التنظيم بتمزيق صور لعدد من الشخصيات السياسية والدينية الشيعية في المدينة التي يسكنها التركمان الشيعة، وأظهرت صوراً أخرى من داخل المستشفى العام في القضاء عشرات الجثث قالت إنها لعناصر من الجيش بعد مقتلهم في المعارك التي دارت في المدينة. وفي بابل أفاد مصدر في قيادة عمليات المحافظة أمس بأن قوة تابعة للجيش العراقي شنت عملية أمنية واسعة في مناطق عدة من ناحية جرف الصخر أسفرت عن مقتل 24 عنصراً من تنظيم «داعش».