رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلثاء بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي دان فيها خطف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، إلا أنه انتقد المصالحة بينه وبين حركة «حماس» التي تتهمها إسرائيل بخطف المستوطنين، فيما نفى رئيس المكتب السياسي ل»حماس» خالد مشعل علمه بهوية الخاطفين. وقال نتانياهو في اجتماع مع نظيره الروماني فكتور بونتا في القدس «أقدر للرئيس عباس تصريحاته قبل أيام قليلة في السعودية ورفضه الخطف». وفقد الشبان الثلاثة في 12 الشهر الجاري قرب كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوبالضفة الغربية. واثر ذلك شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طاولت قيادات ونواباً من حركة «حماس» وأسرى محررين. والأسبوع الماضي قال عباس أمام وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة إن «من خطف الفتيان الثلاثة يريد أن يدمرنا وسنحاسبه». وتتهم إسرائيل «حماس» بخطف الشبان الثلاثة، إلا أن الحركة لم تعلن مسؤوليتها عن خطفهم. ووعد عباس بمواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل، وقال: «من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق أمني مع إسرائيل لحمايتنا». واستغلت إسرائيل خطف الشبان الثلاثة لمحاولة تخريب اتفاق المصالحة بين عباس و»حماس» الذي أسفر عن اتفاق الطرفين على تشكيل حكومة وفاق وطني. وقال نتانياهو: «إذا كان عباس يعني ما يقوله حقاً عن الخطف، وإذا كان ملتزماً بحق بالسلام ومكافحة الإرهاب، فالمنطق يقول إن عليه أن ينهي اتفاقه مع حماس». وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك تحالف مع خاطفي الأطفال». وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ذكر في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية أنه لا يملك معلومات عن هوية خاطفي الإسرائيليين الثلاثة في الضفة الغربية. وأضاف: «بكل صراحة ليس لدينا معلومة عن ما جرى». وبحسب موقع القناة، قال مشعل انه إذا ما كان اختفاء المستوطنين الثلاثة هو بالفعل «عملية أسر»، فإنها عملية «منطقية ورد طبيعي على الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال». وأضاف: «نبارك كل عملية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعليه أن يدفع ثمن غطرسته وتفاخره بالقوة». وشدد مشعل على أن مئات آلاف المستوطنين في الضفة الغربيةوالقدس «يمارسون القتل واقتحام البيوت وحرق المساجد وسط صمت من المجتمع الدولي». ورداً على موقف الرئيس الفلسطيني في موضوع التنسيق الأمني مع إسرائيل، قال مشعل انه «غير معقول أن يكافأ الإسرائيلي على جرائمه بالتنسيق الأمني». ومنذ بدء عمليتها اعتقلت إسرائيل 360 فلسطينياً في الضفة الغربية، بينهم 269 ناشطاً من «حماس»، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقتل خلال حملة القمع الإسرائيلية ستة فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية أثناء عمليات الاعتقال. والثلثاء قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الحكومة الإسرائيلية قررت تخفيف حملة الاعتقالات والتركيز على البحث عن المخطوفين الثلاثة.