قال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو مساء أول من أمس، خلال جلسة حوار في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، إن عدد التونسيين الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإسلامية في سوريا يبلغ 2400 فرد، فيما تواصلت ردود أفعال الأحزاب السياسية حول مبادرة حركة «النهضة» الإسلامية بالتوافق حول مرشح رئاسي واحد. وشدد بن جدو، خلال الجلسة التي جمعت النواب بوزراء الداخلية والعدل والدفاع، على أن السلطات الأمنية منعت 8800 شاب تونسي من السفر إلى سورية للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إضافةً الى توقيف أكثر من 250 عنصراً متورطاً في شبكات تسفير الشباب الى سورية. وتوجه آلاف الشبان التونسيين منذ اندلاع الأزمة إلى سورية للقتال ضد النظام، وانضم غالبيتهم إلى تنظيمات جهادية على غرار «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التي تولوا فيها مواقع قيادية. وأضاف وزير الداخلية إن 80 في المئة من التونسيين هناك يقاتلون «داعش». وحذرت السلطات وخبراء وأحزاب من عودة المقاتلين التونسيين من سورية وتأثيراتها سلبية في الأمن القومي بخاصة أن عدداً منهم عاد إلى البلاد متسللاً عبر الحدود الجنوبية وانضم إلى خلايا مسلحة محلية. في سياق متصل، أعلن بن جدو أن وحدات الأمن والجيش «تسهر على التصدي لعمليات تسلل الإرهابيين الى تونس عبر الحدود البرية» (الحدود المشتركة مع ليبيا والجزائر)، لافتاً إلى أن المجموعات المسلحة التي تتحصن في الجبال الغربية التونسية المحاذية للحدود الجزائرية تنتمي إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأعلن بن جدو، الذي تعرض منزله في محافظة القصرين (غرب) لهجوم قبل أقل من شهر، أن وزارته قررت إرسال وحدات تدخل سريع مختصة في مكافحة الإرهاب وملاحقة الخلايا المسلحة التي تتحصن في المنطقة الممتدة على طول الحدود الغربية المشتركة بين تونس والجزائر. في غضون ذلك، تواصلت ردود أفعال الأحزاب السياسية حول مقترح حركة «النهضة» الإسلامية (الكتلة الأكبر في البرلمان) بشأن التوافق حول ترشيح شخصية وطنية للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها قبل نهاية العام الجاري، فيما تواصلت عملية تسجيل الناخبين. ورغم رفض أحزاب وشخصيات معنية بالترشح للرئاسة مقترح «النهضة» بالتوافق، معتبرةً أن هذا يفرغ العملية الانتخابية من مضمونها، إلا أن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر عبّر عن سعادته بأن يكون المرشح التوافقي للرئاسة.