الصفحة: 4 - السياسية اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان تخفيف الحصار عن قطاع غزة كان"افضل قرار يمكن ان تتخذه اسرائيل"وذلك غداة الاعلان عن رفع الحظر عن السلع"ذات الاستخدام المدني"الموجهة للقطاع. وأثار انتقادات من الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء، فالرئيس محمود عباس طالب برفع كامل للحصار واعتبرته حركة"حماس""فارغ المضمون"، فيما أبدى الاسرائيليون خشيتهم من ان يؤدي الى تعزيز سلطة"حماس"في القطاع. لكن الحكومات الغربية وفي طليعتها الولاياتالمتحدة رحبت بالقرار باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال نتانياهو في مداخلة امام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الاسرائيلية أمس ان"قرار الحكومة الامنية رفع الحصار المدني عن قطاع غزة وتعزيز الحصار الامني اتخذ بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة وممثل اللجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بلير ورؤساء حكومة آخرين". واضاف"انه افضل قرار يمكن ان تتخذه اسرائيل لأنه يسحب من حماس حجتها الدعائية الرئيسية، ويتيح لنا وكذلك لأصدقائنا في العالم، ان نتفق حول مطالبنا المبررة في مجال الأمن". وعن مشاريع تسيير سفن مساعدات انسانية من ايران ولبنان الى غزة، قال نتانياهو"انها محاولات من ايران وحزب الله اللبناني لكسر الحصار البحري والأمني عن حماس". وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي القول"لذلك ان قرار الحكومة الأمنية مهم ايضاً، انه يعطينا سبباً مشروعاً في نظر اصدقائنا في العالم لتعزيز الحصار الأمني مع رفع الحصار المدني". وجاء قرار اسرائيل إثر ضغوط دولية مكثفة بعد مقتل 9 اتراك خلال هجوم شنته البحرية الاسرائيلية في 31 ايار مايو على اسطول للمساعدة الدولية كان متوجهاً الى قطاع غزة لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض منذ اربع سنوات. لكن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي اعلن بوضوح انه يعارض اي تخفيف للحصار. وقال فيلناي للاذاعة العامة"ليس هناك ادنى شك بأن قرار السماح بدخول المزيد من البضائع الى غزة سيساعد في شكل غير مباشر حماس على تعزيز سلطتها". واضاف"الحقيقة هي ان كل ما يدخل غزة يمر تحت سيطرة حماس التي تقوم بعد ذلك بتوزيع البضائع كما يحلو لها". من جهة أخرى، اعتبر وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان، القريب من رئيس الوزراء، ان الحصار الذي فرض بعد اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران يونيو 2006 وعزز إثر تولي"حماس"السيطرة على القطاع بعد سنة لم يأت بنتائج جيدة على اسرائيل. وقال اردان ان"الحصار سبب اضراراً بالنسبة الينا: لم يتح زعزعة سلطة حماس او تسريع الافراج عن شاليط". واضاف"يجب عدم التمسك بمبادئ لا تأتي بأي نتيجة ويجب دفع ثمن مقابلها". وتابع ان"قضية الاسطول والضغوط الدولية سرعت القرارات المتعلقة بالحصار"في اشارة الى الهجوم الذي نفذته فرقة كوماندوس اسرائيلية في 31 ايار على الاسطول الانساني الدولي. وشددت مجموعة حقوق الانسان الاسرائيلية"جيشا"على انه يجب على الحكومة ان تسمح"بمرور المواد الاولية الى غزة وتصدير بضائع جاهزة"وكذلك بالسفر لأسباب انسانية او اسباب تتعلق بالعمل والدراسة والعائلة. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط توني بلير في رام الله أمس،"برفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بشكل كامل والالتزام بالقرارات الدولية لرفعه نهائياً". وأشار الى أن"التخفيف أو ادخال كميات محددة من البضائع والمساعدات ليس هو الحل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وكان نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ذكر ان عباس"يطالب برفع الحصار عن غزة بشكل كامل"، مضيفاً ان"هذه الخطوات وحدها لا تكفي ولا بد من بذل كل الجهود لرفع المعاناة عن المواطنين في غزة"، ومؤكداً وجوب"انهاء الحصار الشامل لأن هذا هو الهدف والمطلب الفلسطيني والعربي والدولي". من جهتها اعتبرت حركة"حماس"القرار الاسرائيلي بأنه"فارغ المضمون"داعية الى رفع كامل للحصار بكل اشكاله. وقال الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري أمس ان"القرار الاسرائيلي بزيادة اصناف البضائع التى تدخل الى قطاع غزة هو قرار فارغ المضمون ولا يمثل اي تغير في حقيقة الموقف الاسرائيلي الرافض لرفع الحصار عن غزة". واوضح ابو زهري" ما نريده نحن ليس زيادة كمية البضائع التي تدخل الى غزة، ولكن نريد رفعاً حقيقياً وشاملا لكل اشكال الحصار، بما في ذلك فتح جميع المعابر وضمان حركة تنقل السكان وادخال جميع البضائع خصوصاً مواد الصناعة والبناء وامداد غزة بكل احتياجاتها من الوقود والكهرباء ورفع القيود عن التعاملات المصرفية". ورحبت حكومات غربية بإعلان اسرائيل تخفيف الحصار، وطالبت في الوقت نفسه تل ابيب بضرورة بذل المزيد من الجهود. وقدم البيت الابيض دعمه التام لقرار اسرائيل السماح بدخول"منتجات لأغراض مدنية"الى قطاع غزة، معتبراً ان ذلك سيسمح بتحسين ظروف عيش الفلسطينيين فيه. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس في بيان"ان تطبيق الاجراءات التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية ستحسن ظروف عيش سكان غزة، وسنستمر في دعم هذا التحرك". بدورها رحبت بريطانيا بالقرار"باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح"فيما اعتبرته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بأنه"تحسن كبير". ولفتت آشتون في بيان الى ان"الوضع في غزة لا يحتمل. والحصار يأتي بنتيجة عكسية لأنه يغذي التطرف". نشر في العدد: 17245 ت.م: 22-06-2010 ص: 13 ط: الرياض