ألغيت قمة رابطة دول شرق آسيا والمحيط الهادئ آسيان في مدينة باتايا جنوبتايلاند أمس، بعدما اخترق مئات من أنصار رئيس الوزراء السابق المخلوع تاكسين شيناواترا المناهضين للحكومة اجراءات الأمن، واقتحموا المركز الاعلامي المجاور لموقع القمة في فندق"رويال كليف". وفرض رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا حال الطوارئ في باتايا واقليم شونبوري، حيث اجلت مروحية حوالى نصف زعماء الدول ال16 المشاركين في القمة الى قاعدة جوية عسكرية قريبة، تمهيداً لعودتهم الى بلادهم. ومثل الالغاء احراجاً كبيراً لحكومة ابهيسيت التي وصلت الى السلطة في 15 كانون الاول ديسمبر الماضي، بعد انشقاقات في البرلمان زعمت المعارضة ان الجيش دبرها. ويحتمل ان تثير الاحداث تساؤلات في شأن قدرة الحكومة على الصمود، خصوصاً ان اربعة رؤساء وزراء فشلوا خلال الشهور ال15 الماضية في حل الخلافات السياسية العميقة في تايلاند. وردد المتظاهرون الذين ارتدوا قمصاناً حمراً"اخرج ابهيسيت"ووصفوا حكومته بأنها"مناهضة للفقراء"داعين الى اجراء انتخابات مبكرة، واشتبكوا مع الشرطة باستخدام قنابل مولوتوف وعصي الذين لم يستطيعوا منعهم من دخول المركز الاعلامي للقمة، قبل ان يتجمع الصحافيون حولهم لاجراء مقابلات معهم. وأشارت الصحيفة الى جرح حوالى 13 متظاهراً. كذلك عرقل المحتجون الذين ينتمون الى"الجبهة الموحّدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية"، توقيع زعماء"آسيان"اتفاق استثمار مع الصين، بعدما منعوا وصول رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الى الفندق، علماً انهم اعتزموا تنظيم احتجاج سلمي، لكنهم غضبوا لدى وصول مجموعة من المحتجين المؤيدين للحكومة ارتدوا قمصاناً زرقاً الى المكان. وكانت مجموعة من المتظاهرين اجتازت حواجز الشرطة وصولاً إلى فندق"رويال كليف"اول من امس، وسلمت رسالة إلى المشاركين في القمة حول عدم شرعية الحكومة المضيفة، قبل أن تتفرق. ومنذ 26 آذار مارس الماضي، تعتصم حركة"القمصان الحمر"حول مقر الحكومة في بانكوك. وشددت الضغط الاربعاء على ابهيسيت عبر جمع اكثر من مئة الف شخص في شوارع العاصمة. وأسف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لالغاء القمة، معلناً تفهمه للظروف التي دفعت الحكومة التايلاندية الى اتخاذ القرار الصعب، علماً انه كان تقرر عقدها في كانون الاول ديسمبر الماضي، لكنها ارجئت بسبب الازمة السياسية في تايلاند. وأمل بعودة الاوضاع الطبيعية في تايلاند وتسوية الخلافات عبر الحوار والوسائل السلمية. وأعلن كونغكيرت هيرانياكيغ، رئيس مجلس السياحة التايلاندي، ان الغاء قمة"آسيان"بسبب الاضطراب السياسي واعلان حال الطوارئ سيجلب خسائر مادية كبيرة، خصوصاً ان مدينة باتايا تضم منتجعات سياحية، مؤكداً ان هذه الخسائر لن تقل عن تلك التي سببها اغلاق المطارين الرئيسيين في بانكوك نهاية العام الماضي والتي بلغت 3.7 مليون دولار. وقال:"الاكيد ان مواطني دول آسيان سيتساءلون اذا كانت تايلاند آمنة بالنسبة لهم، في اعقاب الاجراءات الامنية الضعيفة لقادتهم". نشر في العدد: 16809 ت.م: 12-04-2009 ص: 18 ط: الرياض