باتايا (تايلاند) - أ ف ب – رفعت مساء أمس حال الطوارئ التي فرضت في منتجع باتايا التايلاندي، بعد اقتحام أنصار رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا فندق «رويال كليف»، ما منع انعقاد قمة رابطة دول شرق آسيا والمحيط الهادئ (آسيان). وأعلن رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فياجيفا ان فرض حال الطوارئ بات غير ضروري، بعدما غادر القادة الآسيويون سالمين مكان انعقاد القمة. لكن كونغكيرت هيرانياكيغ، رئيس مجلس السياحة في البلاد، اعلن ان الغاء القمة بسبب الاضطراب السياسي سيلحق خسائر ضخمة بالقطاع السياحي «لن تقل عن تلك التي نتجت من اغلاق المتظاهرين المطارين الرئيسيين في بانكوك نهاية العام الماضي، وبلغت 3.7 بلايين دولار». ووصفت المعارضة التايلاندية تعطيلها القمة بأنه «انتصار»، داعية أنصارها إلى الانسحاب من باتايا والانضمام الى عشرات آلاف المحتجين امام مقر الحكومة في العاصمة بانكوك منذ 26 آذار (مارس) الماضي. ويعزز الغاء القمة الشكوك في قدرة حكومة ابهيسيت التي تسلمت السلطة في 15 كانون الاول (ديسمبر) الماضي على الصمود، خصوصاً ان اربعة رؤساء حكومات فشلوا خلال الشهور ال15 الماضية في تسوية الخلافات السياسية العميقة في تايلاند. وردد آلاف المتظاهرين الذين ارتدوا قمصاناً حمراً «اخرج ابهيسيت»، ووصفوا حكومته بأنها «مناهضة للفقراء»، داعين الى انتخابات مبكرة. وبقي تحركهم سلمياً حتى وصول مجموعة من المحتجين المؤيدين للحكومة ارتدوا قمصاناً زرقاً الى المكان. واشتبك انصار المعارضة مع رجال الشرطة مستخدمين قنابل «مولوتوف» وعصياً، قبل ان يقتحموا المركز الاعلامي للقمة، حيث تجمع الصحافيون لإجراء مقابلات معهم. وأشارت وسائل اعلام الى جرح حوالى 13 متظاهراً. وأوضح سوثيب توغسوبان، نائب رئيس الوزراء، ان رجال الأمن بذلوا ما في امكانهم لحماية أعمال القمة، «لكنهم كانوا عزّلاً لا يحملون سوى دروع وهراوات، كما التزموا قرار الحكومة تجنب الحاق أذى بالمتظاهرين أو معاملتهم بقسوة». وكانت مجموعة منهم اجتازت حواجز للشرطة وصولاً إلى فندق «رويال كليف» اول من امس، وسلمت رسالة إلى المشاركين في القمة حول عدم شرعية الحكومة المضيفة. وأسف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإلغاء القمة، معلناً تفهمه الظروف التي دفعت الحكومة التايلاندية الى اتخاذ قرارها الصعب، علماً انه كان تقرر عقد القمة في كانون الاول الماضي، لكنها أرجئت بسبب الأزمة السياسية في البلاد. وأمل الأمين العام بعودة الاوضاع الطبيعية في تايلاند وتسوية الخلافات «عبر الحوار والوسائل السلمية».