يعقد في مدينة أنابوليس الأميركية اجتماع يرمي الى احياء تسوية النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني وتجديدها. وأصر الجانب الفلسطيني في أثناء اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية في اطار التحضير لاجتماع أنابوليس، على ان يتعهد الجانبان في أنابوليس تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي طرحتها اللجنة الرباعية - الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة - تحت اسم"خريطة الطريق". ولم يبدأ السير على طريق"الخريطة"الى اليوم، لهذا السبب أو ذاك. وخلصت من لقاءاتي وقادة اسرائيل الى ان الطرف الاسرائيلي يريد ان يعلن بأنابوليس قيام دولة فلسطينية بلا حدود، ومن غير تحديد عاصمتها ولا حل مشكلة اللاجئين. ويرفض الفلسطينيون القفز فوق المرحلة الأولى من"خارطة الطريق". ولكن نجاح لقاء أنابوليس لن يعتمد على التحرك المرجو على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني وحده. فالتسوية على هذا المسار خارج سياق تسوية الصراع الاسرائيلي - العربي عامة، غير ممكنة. وعليه، تبرز أهمية الاتفاق الروسي - الاميركي على ان يكون لاجتماع أنابوليس تتمة في اجتماع تحتضنه موسكو وترعاه. وفيما يعود الى مشاركة الوفد السوري في اجتماع أنابوليس، اشترط الرئيس السوري، بشار الاسد، محقاً، إدراج قضية الجولان على جدول الاعمال. وفهمت من اللقاء مع الرئيس مبارك ان مصر تؤيد الموقف السوري، وتميل الى ذلك، بحسب قوله، الولاياتالمتحدة كذلك. وفي ما يخص روسيا، لا بد من القول إنها بذلت ما في وسعها لانجاح اجتماع أنابوليس. وهي كانت طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي لتسوية نزاع الشرق الأوسط. ولا تسعى روسيا، بخلاف الدول الغربية، الى تسليط الضوء على دورها في عملية السلام في الشرق الأوسط. ولكن لإعداد لاجتماع أنابوليس أظهر أنه يستحيل صوغ حل ايجابي لنزاع طال أمده في المنطقة من دون مساعدة روسيا. ويكفي شاهداً على ذلك ان يجري الرئيس بوتين، ووزير الخارجية لافروف، اتصالات كثيرة بقادة الدول الاخرى المعنية في الوقت الذي سبق عقد اللقاء المزمع. عن يفغيني بريماكوف وزير خارجية ورئيس وزراء سابقاً "موسكوفسكييه نوفوستي" الروسية، 23/11/2007