ما أن تطأ قدماك أي مطار عربي مروراً بدائرة الجمارك وصالة القدوم، ثم موقف سيارات الأجرة فالأسواق، انتهاءً بالفندق، وبعد أن يعلم الطرف الآخر إن جنسيتك عراقية، يوجه إليك السؤال الآتي: إنت سني أو شيعي؟ وغالباً ما يصاغ السؤال بالطريقة التالية: إنت مسلم أو شيعي؟ فقد وضعوا المذهب الشيعي ضمن خانات الديانات الأخرى، أي شبّهوه بالديانة المسيحية أو اليهودية وحتى البوذية، مع الإحترام والتقدير لكل الديانات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ومن الطبيعي أن هذا السؤال المثير للجدل الذي اعتدنا عليه أثناء زيارتنا أي دولة عربية سيغضبنا كثيراً. بالنسبة إلي أرد عليهم: أنا مسلم. يكرر السؤال مرة أخرى،"أعلم إنك عراقي، ولكن هل أنت سني أم شيعي؟". تعلمت سؤالاً أوجهه إليه بطريقة الجواب بحسب البلد الذي أزوره، مثلاً إن كنت في الأردن أبادره وهل أنت فلسطيني أم أردني؟ يثور بوجهي ويقول:"شووووو يا زلمة ليش عم بتفرق؟"، فأعرف أنه فلسطيني. أما إذا كنت في فلسطين فتسأل صاحب السؤال: أنت فتحاوي أو حمساوي؟ وفي مصر تسأله: أنت إخواني أم جمهوري مثلاً، أو أنت زملكاوي أو أهلاوي، وكذلك في كل الدول العربية حتى في الدول الغربية هناك قوميات ومذاهب وأعراق، فلماذا إذاً في العراق بالتحديد؟ في السنة الماضية كنت في السعودية وأثناء تجوالي في الأسواق للتبضع، وبعد التعارف مع البائع علم أني عراقي وعلمت أنه يمني، فسألني:"أنت سني أو شيعي"، فأجبته بالحرف الواحد، أنا مسلم عراقي، إبتسم وحياني وقال:"أتشرف بك أخي المسلم"واحتضنني وقبلني. كم واحد في المليون كهذا الأخ العربي الأصيل؟ عبدالسلام الخالدي - بريد الكتروني