في ظل التصاعد الذي يعزّ نظيره تاريخياً لأسعار النفط مع قلق هائل حول استقرار إمداداته، ومع تزايد التعطش للطاقة عالمياً، ألتقط جمع من صُنّاع السياسة والعلماء الخيط ليلفتوا الأنظار مُجدداً إلى الطاقة النووية، باعتبارها بديلاً قوياً للنفط. والأرجح ان الأزمة التي نجمت عن إعلان إيران سعيها الى امتلاك الطاقة النووية وتقنياتها، زاد من حدّة ذلك النقاش. فقبل بضعة أسابيع، أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تأييده خطة استراتيجية ترمي الى بناء 26 مفاعلاً نووياً. وفي إعلانه، استند إلى سيل من تقارير حديثة لخبراء نوويين وصفت ذلك النوع من الطاقة بأنه يمثّل مستقبل بريطانيا في مجال الطاقة. وفي زمن متقارب، تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش عن أمر مُشابه بالنسبة الى الخطط الاستراتيجية للطاقة في الولاياتالمتحدة. وقبل ان تذوي أصداء تلك التصريحات القوية، لفتت روسيا أنظار العالم إليها، بإعلانها بناء مفاعل نووي عائم، يُعتبر أولاً من نوعه. مفاعل للطاقة النووية يجوب البحار؟ صحيح ان البارجة الاميركية الاستراتيجية"نيمتز"تعمل بالطاقة النووية، لكنها تحتوي على مفاعل"صغير"يكفي لتشغيلها. ولم تغب عن الأذهان كثيراً كارثة الغواصة النووية"كورسك"، التي قضى بحارتها أثر انفجار محركها الذري. وفي المقابل، فإن الصورة التي يرسمها المفاعل النووي العائم مختلفة، وتضرب في عمق أزمة الطاقة عالمياً. يعطي الأمر قدرة لروسيا على خلق سوق لنوع جديد من الطاقة، بحيث تبيع تلك الطاقة، من دون نقل التكنولوجيا المتصلة بها إلى أي دولة. وبمعنى آخر، يفتح المفاعل العائم الباب أمام دول النادي النووي، وخصوصاً الدول الكبرى فيه، لبيع طاقة المفاعلات النووية، من دون الوصول إلى الحدّ المتلاعب بين الاستخدامين السلمي والحربي لتلك المفاعلات. هل يُصبح الأمر أفقاً جديداً في مجال الطاقة عموماً، وخصوصاً النووية؟ وهل يساهم في الاحتفاظ بالتكنولوجيات النووية بما في ذلك المتصلة بالاستعمال السلمي للذرة ضمن نادي الأقوياء؟ وهل بات الأمر ممكناً، في ظل الانتشار المتواصل للمعارف، بما فيها النووية، وأيضاً في ظل التوسع الفعلي لعدد من يعرف أسرار الذرة في العالم؟ ومن وجهة البيئة، كيف يمكن وصف سفينة تحمل مفاعلاً نووياً؟ إذا ساعدت على خفض استهلاك النفط، عندها تساهم في خفض نسب التلوث بالعوادم الناجمة من حرق ذلك الوقود، والتي يميل الخبراء لتحميلها مسؤولية ظاهرة الارتفاع المستمر في حرارة الأرض. والمعلوم ان تلك الحرارة تؤثر سلباً، عبر طرق عدّة، في البيئة البحرية. وفي المقابل، فان احتمال حدوث تلوث بحري واسع، يضرب عمق الحياة المائية وكائناتها وتوازناتها، يظل مؤرقاً. هل يمثّل المفاعل الذري العائم إذاً أملاً للبيئة في الخلاص من التلوث والحرارة وأضرارهما، أم انه يضيف خطراً أمرّ وأدهى؟ المقال الآتي يخوض نقاشاً في الموضوع. منذ وقوع كارثة تشرنوبيل في العام 1986، لم يهدأ الجدل في العالم حول مخاطر استخدام الطاقة النووية. وتحفل العديد من الدراسات التحذيرية التي صدرت خلال السنوات الاخيرة بسيناريوات مخيفة لما يمكن ان يحدث في حال وقوع اخطاء فنية او بشرية في المواقع النووية. وفي روسيا، تزيد من تلك المخاوف التقارير المتواترة التي تتحدث باستمرار عن تصدّع البنى الصناعية التحتية بعدما شاخت ولم تعد تخضع لعمليات تحديث وإعادة بناء استراتيجية، في الحقبة التي التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، الذي كان دولة عظمى. ودرج الخبراء الروس على دق ناقوس الخطر، خصوصاً في اعقاب الحوادث المأسوية التي تنجم من وقوع أعطال فنية وتقنية في المواقع والمنشآت الحيوية. وفي موسكو، درجت الإشارة إلى تلك الحال باسم"مشكلة 2003"لأن توقعات الخبراء رجحت، منذ تفكك الاتحاد السوفياتي ان تبلغ المشكلة ذروتها في ذلك العام، وكذلك ان تستمر بضع سنوات. وقد اظهرت الفترة الماضية صحة هذه الدراسات التحذيرية. اذ لا يكاد يمر شهر من دون الاعلان عن وقوع حادث من هذا النوع، بل ان بعضها طاول منشآت حساسة مثل بعض القواعد العسكرية او المراكز البيولوجية او الكيماوية. واسفرت غالبية الحوادث عن ضحايا بشرية، إضافة إلى مجموعة من المشكلات البيئية وتوابعها الخطرة. وتؤكد الغالبية الساحقة من الاختصاصيين الروس ان المواقع النووية في روسيا بمأمن من الأخطار الجدّية، وان"الحصن النووي"الباقي لروسيا من امجاد الدولة العظمى، يُشكّل"خطاً احمر"لا يمكن ان تعرضه لأي نوع من التراخي او الإهمال. أمجاد عظمى... غابرة وتزامن الإعلان عن انشاء جيل جديد من المفاعلات الذرية في روسيا مع احياء الذكرى العشرين لكارثة تشرنوبيل، ليحمل دلالات مقصودة. وبدا ان موسكو تعمدت اطلاق ثورة في مجال التكنولوجيات النووية، تمثلت في الاعلان عن عزمها بناء محطات نووية عائمة هي الأولى من نوعها، في هذا التوقيت بالذات. وزاد من سخونة الجدال ترافق هذا الاعلان مع تصاعد حملات غربية رأت ان روسيا لا تمتلك الموارد ولا الاستعدادات الكافية للمحافظة على ترسانتها النووية، فكيف الحال ببناء نوع جديد من التكنولوجيا الذريّة؟ والأرجح ان التطرق إلى الملف النووي الروسي يُعدّ من المسائل"شبه المحظورة"في روسيا. اذ تفرض السلطات تعتيماً قوياً حوله، ما دفع الخبراء في هذا المجال إلى تجنب اي حديث يمكن ان يسفر عن تعرضهم لملاحقات قانونية، خصوصاً ان بعض من أدلى بتصريحات علنية حول هذا الموضوع لوحق قضائياً في الفترة الأخيرة. وفي مثال ملفت، حُكم على أحد العلماء بالسجن قبل شهور، لأنه أدلى بتصريحات صحافية رأت فيها السلطات المختصة"كشفاً لبعض اسرار الدولة". واتُّهم بالخيانة، على رغم إعلان محاميه ان كل ما صرح به يمثّل معلومات معروفة علمياً ومنشوره عالمياً على شبكة الانترنت في المواقع المتخصصة. والأرجح ان تلك الأجواء هي ما دفع عدداً ممن سعت"الحياة"إلى استطلاع آرائهم حول التكنولوجيات الجديدة، إلى الاعتذار بهدوء وتقديم مبررات مثل السفر المفاجئ او حلول موعد الإجازة التي"انتظرتها طويلاً"! جاء الإعلان عن مشروع القرن كما وصفه بعضهم في موسكو اخيراً، بعد توقيع اتفاق بين وزارة الطاقة النووية الروسية وشركة"سيفماتش"المتخصصة بالطاقة نفسها، وُصف بانه اتفاق"تاريخي"، عن بناء اول محطة نووية عائمة في العالم. وقد وصفها خبراء بانها ستكون"اعجوبة"في مجال التكنولوجيات النووية، خصوصا انها تُشكل"ثورة"بحسب تعبير احد الخبراء، الذي اشار إلى ان الغرب لم يلتفت إلى هذا المجال حتى الآن. ولفت إلى ان المفاعل العائم يمنح الخبراء الروس ريادة تفتح على آفاق جديدة في مجال تقنيات الاستخدام المدني للطاقة النووية. يمكن القول ان المشروع الذي بدأ الاعداد لتنفيذه، انطلق من فكرة بسيطة، تتمثّل في تزويد مدينة سان بطرسبورغ عاصمة الشمال الروسي وضواحيها، بالطاقة الكهربائية عبر استخدام مفاعل يعمل بالذرة. الجديد في الموضوع انه سيكون على ظهر باخرة او سفينة ما يسهل تحركه ونقله إلى اي موقع جديد بحسب الحاجة. ويشير أحد الخبراء إلى ان هذه الباخرة يمكن ان تتحرك بسهولة لترسو في ميناء اي دولة توقع عقداً مع روسيا لاستخدام هذه التقنيات، على انُ يسبق ذلك القيام بدراسة موسعة للمحيط الذي سترسو فيه المحطة العائمة. وفي خطوة تالية، تُجرى الاستعدادات التقليدية لتشغيل المفاعل الموجود على متن الباخرة، والذي يعمل بطاقة 70 ميغا فولت الميغا يساوي مليون وهو قادر على تأمين طاقة كافية لسد حاجة مدينة يصل تعداد سكانها إلى زهاء مليون نسمة. ولا يستبعد الخبراء امكان تطوير الفكرة في مراحل لاحقة. واضافة إلى وظيفته الاساسية في تأمين الطاقة، يمكن استعمال المفاعل العائم لوظائف اخرى عدة، مثل تنقية مياه الشرب في البحار. ويرى خبراء يعملون في المشروع ان هذا مطلب ملح لعدد من الدول مثل الهند والقارة الأفريقية وجنوب شرقي آسيا واستراليا، وهي مناطق تعاني من نقص في مياه الشرب. وبحسب تقدير الخبراء الروس فإن مثل تلك المحطات يمكن ان تصبح جاهزة للتشغيل مع بداية العام 2010، بقدرة انتاجية تصل إلى تنقية نحو 200 الف متر مكعب من المياه في اليوم. والمثير ان المحطات العائمة مجهزة لپ"تعيش"عمراً طويلاً نسبياً، يزيد على أربعين عاماً بحسب قول خبير تحدث إلى"الحياة"أخيراً. واضاف ان الاستعدادات تسير نحو بناء 20 محطة مماثلة خلال الفترة المقبلة. وبحسب بعض التقديرات، فإن المحطات العائمة قادرة خلال عشرة اعوام على على ايجاد حل دائم لمشكلة العطش في العالم والنقص الحاد في الطاقة الكهربائية. عن الأمان النووي وأوهامه الكثيرة وفي ظل الجدل القائم حول إجراءات الأمان في المنشآت النووية، بدا طبيعياً ان يثير المشروع الروسي تساؤلات عدة، خصوصاً مع ظهور"هواجس تشيرنوبلية"بحسب تعبير احد الاختصاصيين. ويؤكد كثير من الخبراء في روسيا ان المشروع"مثالي". وفي هذا السياق، يرى العلماء الروس ان احتمال تجدد"تشرنوبيل عائم"شبه مستحيل، وهو ما دفع المسؤول في"وكالة الطاقة الذرية الروسية"سيرغي اوزروف إلى وصف المفاعلات العائمة بانها"آمنة مثل بندقية الكلاشنكوف"التي يفاخر الروس بأنها اثبتت قدرات اسطورية على مدار اربعين سنة، وكانت مثالاً للأمان بين منافساتها من البنادق الآلية. وكذلك يشير المدير العام للوكالة عينها سيرغي كيريينكو، إلى تمتع المحطات العائمة"بالضمان الذي توفره خبرة سنوات طويلة لروسيا في مجال التقنيات النووية". ويورد مثالاً عن الأمر، عبر اشارته إلى كاسحات الجليد العملاقة التي بناها الاتحاد السوفياتي قبل عشرات السنين، التي لاتزال تعمل بالطاقة الذرية ولم تسجل اي حوادث في عملها خلال تلك السنوات. ومع استبعاد احتمال وقوع أعطال تقنية، يبقى خطر الارهاب الدولي. وبحسب تصريحات المسؤولين الروس، فإن المنظمات المتطرفة"تسعى بكل الوسائل الى الحصول على تقنيات نووية". ويرى احد الخبراء الذين تحدثت إليهم"الحياة"ان المحطات العائمة سوف تخضع لإجراءات قوية لحمايتها من احتمال تعرضها لاعتداءات ارهابية جوية، من دون أن يحدد طبيعة تلك التدابير. وينطبق الأمر على فرضية مهاجمتها عن طريق الالغام المائية. وبحسب مسؤولين روس، فإن المشروع"لم يتجاهل أي احتمال ممكن على هذا الصعيد". وأوضح الخبير الذي ورد ذكره، انه حتى في حال تعرضت الباخرة النووية لقصف صاروخي، او اعتداء باستخدام طائرات مدنية مخطوفة، فإن المفاعل المحصن فيها لن يتعرض للأذى. الطريف في الفكرة الروسية انها ليست روسية المولد، اذ بدأ التفكير بإنشاء محطات عائمة تعمل بالطاقة الذرية في الولاياتالمتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي. لكن الخبراء الأميركيين تراجعوا عن الفكرة تحت ضغوط منظمات الحفاظ على البيئة. في المقابل يعتبر الخبراء الروس انهم سباقون لأنهم تمكنوا من حل المعضلات البيئية المحتملة، ما وفر امكانية الحصول على موافقة"إدارة التجارب البيئية"الحكومية. ويشير احد الخبراء إلى ان للمحطة فوائد بيئية عظمى لا تقتصر على تنقية مياه الشرب.اذ يمكن عند الحاجة ان تولّد الدفء عبر تسخين المياه ونشرها في شبكات التدفئة. وعلى رغم ذلك، يبدو احتمال وقوع تسرب إشعاعي مخيفاً للبعض، وهو الاحتمال الذي يستبعده بشدة الخبراء الروس مبررين موقفهم بالخبرة المؤلمة التي قدمتها كارثة"تشيرنوبيل". ويشير احدهم إلى ان المنشآت النووية الروسية لم تتعرض لأي نوع من الحوادث بعد تلك الكارثة، بفضل الخبرة المريرة! من المتوقع البدء في بناء المحطة النووية العائمة الأولى في العالم في قاعدة حربية لبناء السفن قرب مدينة"سيفيردفينسك"السيبيرية. وتصل تكاليف البناء بحسب الخبراء، إلى نحو 9.1بليون روبل، اي نحو350 مليون دولار، مع احتمال حصول زيادة في التكاليف خلال المرحلة الأولى. ويعتقد القائمون على المشروع انه سيغطي نفقاته، فيغدو مُربحاً، خلال اقل من ثمانية اعوام، ما يعني انه بحساب العمر الافتراضي للمحطات الجديدة والذي يصل إلى نحو اربعين عاماً، فانها قد تدرّ أرباحاً صافية لروسيا تدوم 32 سنة. وعلى ذلك، يتوقع ان يبحر المفاعل الذري العائم الأول رافعاً علم روسيا في اتجاه موانئ الدول التي توقع عقوداً مع موسكو لاستخدام هذه التقنيات. وبحسب الخبراء، تشمل المرحلة الاولى دراسة الاوضاع في منطقة رسو المفاعل، تحسباً للكوارث الطبيعية، ثم تُربط السفينة ? المحطة بالرصيف البري لنشر المعدات اللازمة لعملها. وبحسب المخططات العلمية، يبلغ طول المحطة العائمة نحو 144متراً وعرضها 30 متراً، وهي مجهزة لحمل مفاعلين ذريين. ويصل ارتفاع السفينة إلى نحو عشر طبقات، يحتلها العلماء والخبراء. وتحتاج هذه المحطات لأعمال صيانة تقليدية مثل كل المحطات الأخرى، تجرى مرة كل 12 عاماً. وبعد انتهاء مدة خدمتها، أي بعد أربعين عاماً، تُفكك للتخلص منها. ويشير خبراء في هذا المشروع إلى فضائل كبرى فيه. ويعقد بعضهم مقارنات مع المحطات التقليدية التي تبنى بالاسمنت المسلح. وتتمتع المحطات الجديدة بالقدرة على التنقل والوصول ببساطة إلى المناطق التي تحتاج خدماتها. وتتحرر من قيد الظروف الجغرافية، إذ يمكن بناؤها في اي ميناء مجهز بالتقنيات اللازمة، كما انها تحل بعضاً من معضلات غالباً ما تواجه مشاريع بناء المحطات النووية، مثل جر المياه اللازمة لتبريد المفاعلات. وفي الجانب الإيجابي أيضاً، يتوقع بعض الخبراء الاستفادة من الطاقة الذرية في تدفئة المدن التي ترسو المحطة العائمة بجوارها. ويختصر بعض الخبراء الروس ميزات المحطات الجديدة بالقول انها"ابسط وأسهل واكثر فعالية وقادرة على تقديم فوائد اكبر من السابق بكثير". وقد مرت الفكرة الجديدة بمراحل عدة في روسيا. وبدأت أولى المحاولات قبل أربع سنوات، عندما توصل المهندسون الروس إلى وضع مخطط متكامل لبناء محطات عائمة. وفكروا في البداية بتزويد السفن الحربية والغواصات النووية بمفاعلات من هذا النوع، لكنهم عدلوا عن رأيهم لاحقاً. وبذا، اكتسب المشروع صفة اخرى يرى الخبراء انها ستعود بموارد مالية ضخمة على روسيا، بدلاً من حصرها بالاستخدامات العسكرية. وعلى رغم كل التطمينات التي يشدد عليها المسؤولون الروس تبقى تساؤلات عدة حول هذا المشروع النووي العائم. فكيف يمكن استبعاد احتمال وقوع تسرب نووي لأسباب فنية مثلاً، يمكن ان يؤدي إلى أضرار كارثية في مياه البحار؟ ولذا، يحذر كثيرون من خطر وقوع أخطاء بشرية قد تكون شديدة العواقب. والاهم من ذلك ان تدابير الأمان القوية لم تحُل قبل سنوات قليلة، دون غرق الغواصة النووية"كورسك"في حادث اودى بحياة 118 بحاراً عجزت روسيا عن انقاذهم. ولم تُنتشل تلك الغواصة الغارقة الا بعد مرور عام على تعرضها للحادث الذي ما زال يثير علامات استفهام كبرى حول ملابساته. والحال ان كورسك لم تسفر عن كارثة نووية، على رغم وقوع انفجار على متنها، وهي اشارة مطمئنة على صعيد احتمالات التسرب النووي. لكن التساؤل حول احتمال ونتائج غرق محطة نووية كاملة في ظروف مماثلة يبقى مطروحاً بقوة.