أعلنت جمعية كتّاب الادب البوليسي في بريطانيا نتيجة جائزة"دانكن لوري داغر"التي تمنحها سنوياً، وتعد من أبرز الجوائز التي تمنح لهذا النوع من الكتابة في العالم وتبلغ قيمتها عشرين ألف جنيه استرليني. ورمز الجائزة نوع معين من الخناجر التي كانت تستخدم كسلاح، والخنجر يطلق عليه اسم"داغر"واستمد منه اسم الجائزة. الجائزة الذهبية وهي اكبر الجوائز، منحت للكاتبة آن كليفز عن روايتها"الغراب بلاك"في احتفال رسمي اقيم في فندق ولدورف هيلتون في لندن. وكانت الجمعية أثارت لغطاً في الاوساط الادبية في الشهور الاخيرة بقرارها استبعاد الاعمال المكتوبة بغير الانكليزية من المسابقة، وحصرها في جائزة تمنح لعمل مترجم. وتزامن القرار مع تغيير اسم الجائزة لكي يرتبط باسم المصرف الراعي لها، وهو"دانكن لوري"الخاص، وترافقت مع استطلاع للقراء بيّن ان الادب البوليسي هو الاكثر شعبية وقراءة في بريطانيا. وربما لا يبدو الامر غريباً في مجتمع أسس تاريخياً هذا النوع من الكتابة عبر أعمال أغاثا كريستي وروايات شارلوك هولمز. وكتاب الادب البوليسي لا يخلطون كتابتهم بكتابة اخرى، ويظلون مخلصين لهذا النوع من الادب. ورواية"الغراب بلاك"للروائية آن كليفز الفائزة بالجائزة الذهبية، كانت لفتت انظار المحكمين باحساسها الرائع بالمكان، وتصويرها الجيد لتجمع بشري مغلق على نفسه، وقدرتها على الاحتفاظ بالاثارة والتشويق في الوقت ذاته. الا ان اللجنة نوهت ايضاً برواية سيمون بيكيت"كيمياء الموت". واضافة الى الجائزة الذهبية، تمنح الجمعية سبع جوائز اخرى في أدب الجريمة. ومنها جائزة بألفي جنيه لأفضل رواية تشويق او مغامرة على نمط افلام جيمس بوند الشهيرة التي قدمت شخصية العميل السري البريطاني 007، ومنحت هذا العام لرواية"السيد كلارينيت"لنيك ستون، وهي تميزت بقوة وصف المشاهد وجودة الحبكة وتقديم كتابة أصيلة جديدة في هذا المجال. وهناك جائزة تمولها"جمعية الادب البوليسي"وتمنح كل سنتين بقيمة ألفي جنيه لافضل عمل بوليسي غير روائي، وكانت هذا العام من نصيب كتاب"جريمة في داغنهام"الذي شارك في تأليفه ثلاثة باحثين تقصوا فيه ابعاد قتل شرطي على يد رجل عصابي في العصر الفيكتوري في منطقة داغنهام في لندن. وتميز الكتاب بتكثيف البحث وجودة الكتابة. ومن الجوائز ما يطلق عليها جائزة"الدم الجديد"أو الكتاب الاول لكاتب لم ينشر من قبل، وتمنح لذكرى مؤسس الجمعية جون كريسي. وهذه الجائزة يرعاها قسم الكتب المسموعة في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي وقيمتها الف جنيه. ومنحت هذا العام لرواية"طبيعة صامتة"للكاتبة لويز بيني، وانحاز لها المحكمون"لانها تتمتع بالحس التقليدي القديم للغموض في الكتابة، ورسمها لشخصيات العمل متقن". الا ان الجمعية وتشجيعاً منها لهذا النمط من الكتابة تمنح جائزة اخرى بقيمة 500 جنيه مع اقامة لشخصين في الفندق الذي يقام فيه الاحتفال لكاتب لم ينشر عملاً من قبل في صورة تجارية، وفاز بها الكاتب الاميركي اوتيس تويلف"الاسم الادبي للكاتب دي في ويسلكان"عن رواية"في مسألة موت ادغار ألن بو"التي وصفت ب"الدخول المتميز والطموح الى عالم الكتابة البوليسية، وبتصوير متقن لمناخات الغموض، مع الموازنة بين الرعب والسخرية". وتمنح"جائزة المكتبة"للكاتب الذي تبهج أعماله القراء في مجال الادب البوليسي، وترعاها مالياً دار نشر راندوم هاوس، وتختار عادة من خلال تصويت مجموعات القراء ريدرز غروبز والمكتبات العامة، ويحكمها اشخاص يعملون فيها، وفائز هذا العام هو جيم كيلي الذي وصفت اعماله بأنها"ممتازة وممتعة وشخصياته واقعية وتدعو الى التعاطف". وبعد ان استبعدت الاعمال غير المكتوبة بالانكليزية من المنافسة هذا العام، حصرت الروايات البوليسية المكتوبة بلغات اخرى بجائزة افضل عمل مترجم، وفاز بها فريد فارغاس بجائزة قيمتها خمسة آلاف جنيه، اضافة الى الف جنيه منحت للمترجمة. اما الجائزة التقديرية ماسة كارتييه فمنحت للكاتب الاميركي المتميز ألمور ليونارد الذي امتدح الجائزة باعتبارها الابرز التي تمنح للادب البوليسي في العالم وللكتاب الذي لا يريدون ان يفعلوا شيئاً في حياتهم سوى الكتابة،"والجائزة ستمنحني طاقة جديدة تجعلني اصر على ان يكون الكتاب الذي بين يدي الآن من افضل ما كتبت في حياتي". وتتابع جمعية الادب البوليسي للسنة الثالثة على التوالي شراكتها مع المكتبة الوطنية البريطانية للمكفوفين، هادفة الى الترويج لانشطتهم وجمع التمويل اللازم لها، وتعمل على تحويل كل الكتب الفائزة الى لغة بريل، ليتمكن غير المبصرين من قراءتها.