يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة اليوم لبحث تداعيات التصعيد الاسرائيلي في لبنان، في ظل موقف تتشارك فيه السعودية ومصر والاردن ينتقد"المغامرات غير المحسوبة"التي تتخذ من دون تشاور او تنسيق مع سائر الدول العربية. فقد حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك بعد لقاء عقداه امس في القاهرة من"انجراف المنطقة الى مغامرات غير مسؤولة قد تؤدي الى مواجهات غير محسوبة لا تخدم القضايا العربية". وجاء في البيان المشترك الذي صدر عقب اللقاء ان عبدالله ومبارك عبرا عن دعمهما الكامل للحكومة اللبنانية في جهودها للحفاظ على مصالح لبنان وصون سيادته واستقلاله وبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني"، كما"أكدا ضرورة التزام جميع الاطراف الاقليمية بأقصى قدر من ضبط النفس والمسؤولية وعدم القيام بأي أعمال تصعيدية غير مسؤولة تهدف الى جر المنطقة الى اوضاع خطيرة وتورطها فى مواجهات غير محسوبة تتحمل تبعاتها دول المنطقة وشعوبها". ويأتي الموقف الأردني - المصري مطابقا للموقف الذي كانت السعودية اعلنته في بيان صدر ليل اول من امس وجاء فيه ان"المملكة تعلن بوضوح انه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية والمغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها من دون الرجوع الى السلطة الشرعية في دولتها ومن دون تشاور او تنسيق مع الدول العربية". وقال البيان السعودي ان هذه العناصر تجر المنطقة الى"وضع بالغ الخطورة يعرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون ان يكون لهذه الدول أي رأي او قول"، كما حمل البيان السعودي هذه العناصر"المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة أن"الموقف السعودي هو ضمنيا موقف غالبية الدول العربية باستثناء سورية". واعرب المصدر عن خشيته من"ان يؤدي هذا التباين الى عدم توصل وزراء الخارجية الى موقف موحد". وكان مصدر وزاري لبناني قال ل"الحياة"ان الموقف السعودي يعكس موقفا خليجياً عاماً تبلغه لبنان من خلال الاتصالات التي اجراها مسؤولون مع نظرائهم في عدد من الدول الخليجية. واضاف ان الموقف السعودي يأتي في سياق مناخ عربي عام ازاء السياسة المعتمدة سواء في غزة من قبل حركة"حماس"او في لبنان من قبل"حزب الله"بدعم من ايران وسورية. فالدول الخليجية ترى ان بعض الفرقاء يقدمون على خطوات بناء على حساباتهم الخاصة ومن ثم يطلبون من الدول العربية الفاعلة السعي الى لملمة تداعياتها والتعاطي مع نتائجها سياسيا وحتى ماليا. وأكد المصدر الوزاري ان الرياضوالقاهرة بذلتا خلال الاشهر الماضية جهوداً لاقناع الجانب السوري بأن خياره مواصلة الالتصاق بالسياسة الايرانية يجلب الضرر عليه وعلى الوضع العربي، في وقت تسعى الدول العربية الى معالجة علاقتها مع ايران عبر اتصالاتها المباشرة معها، وان الدول الخليجية بشكل خاص تتحمل تبعات جزء كبير من اي قرارات وسياسات تتخذ على هذا الصعيد. إلا ان المحاولات مع سورية لتعديل سياستها مع ايران ازاء الوضعين اللبنانيوالفلسطيني اصيبت بخيبات أمل كثيرة. من جهة اخرى، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح إن اجتماع وزراء الخارجية اليوم"سيؤكد ضرورة دعم لبنانوفلسطين وادانة العدوان الإسرائيلي والبحث في كيفية معالجة آثاره مادياً على الشعب المحاصر في قطاع غزة والضفة الغربية ومعالجة الوضع الكارثي الذي سببته إسرائيل في جنوبلبنان". وأضاف أن الاجتماع يأتي من أجل التوصل إلى موقف عربي موحد في إطار تمسك الجامعة بقرارات القمم العربية الداعمة للسلطة الفلسطينية ولسورية ولبنان في وجه التهديدات والاعتداءات المتصاعدة من قبل القوات الإسرائيلية، كما دعا إلى تعزيز الموقف العربي في ظل العدوان الإسرائيلي والموقف الخطير في فلسطينولبنان، مشيراً إلى أن الوزراء سيسعون إلى منع تدهور الأوضاع على الساحتين الفلسطينيةواللبنانية ووقف العنف وحمام الدم في المنطقة والتوصل إلى خيار تبادل الأسرى ووقف عمليات الدمار والتخريب التي تريد إسرائيل عبرها التهرب من مسؤولياتها.