تعرف الجمهور الى الممثلة الأسترالية المقيمة في هوليوود ايميلي دو رافان من خلال المسلسل التلفزيوني"بيستماستر"سيد الوحش اولاً، ثم حلقات"لوست"مفقود التي تلاقي رواجاً عالمياً. وها هي ايميلي الآن تظهر في الفيلم الأميركي المخيف"للتلال عيون"من إخراج الفرنسي ألكسندر أجا، وقد صنفه النقاد الأميركيون والأوروبيون بين افضل افلام الخوف خلال السنوات العشر الأخيرة. تأتي دو رافان 25 سنة مثل الطلالة على من يراها للمرة الأولى، فهي شقراء جداً وجذابة جداً، قصيرة القامة الى حد ما ورشيقة وذات انوثة طاغية، إلا انها مملوءة بالتناقضات، الأمر الذي يساعدها على غزو الشاشة، مثلما تفعله، ولفت انتباه المتفرج بأسلوب متكامل لأنها فوق ذلك كله ممثلة ممتازة. خصوصاً انها لا تعتمد في ادائها على جاذبيتها في الدرجة الأولى بل على موهبتها، ما يجعلها تشد الجمهور لاشعورياً الى جمالها وإلى نبرات صوتها الأجش الموحي بالغموض ما قد يفسر، الى حد ما، تخصصها في أفلام الإثارة والخوف والقصص المملوءة بالأسرار والكائنات الغربية الأشكال والأطوار، وهي ردت على أسئلة"الحياة"بهذا الصوت المبحوح ما جعلني أعبر عن فضولي في شأن كونها ربما من المدمنات على التدخين، لكنها ردت قائلة:"انا لا أدخن بالمرة وعلى الأقل ممتنعة عن التدخين منذ ان بلغت العشرين. وقبل ذلك جربت السجائر إنما لفترة قصيرة ومن دون أن أتمادى في الكميات، اذ سرعان ما اكتشفت انني لا أجد أدنى متعة في التدخين". جاءت دو رافان الى جنوبفرنسا لحضور مهرجان الأفلام التلفزيونية في مونت كارلو، وتوقفت في باريس للترويج لفيلم"للتلال عيون"فالتقتها"الحياة"في احد صالونات فندق"موريس"المطل على حدائق"تويليري"قرب ساحة كونكورد. لنتكلم عن نشاطك الفني اذ يبدو أنك متخصصة في الأفلام المبنية على قصص مخيفة، سواء الأمر في التلفزيون أو السينما، أليس كذلك؟ - أنا فعلاً متخصصة في هذا اللون ولا أعرف ما الذي يقف وراء ذلك، إلا ربما كوني بدأت مشواري الفني في مسلسل مخيف وعندما نجح اعتقد أهل المهنة أن الأفضل هو مواصلتي هذا النوع من السينما الذي لاقى الرواج وأدى الى شهرتي. لكن هذا الأمر تفكير ضيق الأفق كوني قادرة على اقناع المتفرج وهز مشاعره في كل الأنواع الفنية الأخرى مثل الرومانسية والمغامرات وحتى الكوميديا، فأنا أتمتع بحس فكاهي متطور جداً وأستطيع اضحاك الناس بسهولة، وأمنيتي هي أن التقي منتجاً أو مخرجاً يرى فيَّ أكثر من مجرد ممثلة تجيد الصراخ أمام الكائنات المخيفة والركض في الغابات أو السباحة في بحيرات تزخر بالتماسيح تضحك. بقيتِ متخصصة في الأعمال التلفزيونية سنوات عدة قبل أن تأتي اليك السينما، فكيف حدث اللقاء بينك وبين الشاشة الفضية؟ - خضعتُ لاختبار تقليدي جداً أمام الكاميرا، مثل مئات الممثلات في عمري بخصوص الدور النسائي الأول في فيلم"للتلال عيون". وفوجئت عندما عرفت إنني حزت هذا العمل، ثم علمت أن المخرج الكسندر أجا تأثر بأسلوبي في تمثيل مشهد الخوف وطلب مشاهدة أعمالي السابقة بسرعة فأتى مساعده اليه بأسطوانات DVD تتضمن حلقات من مسلسل"مفقود"ومن"سيد الوحش"، وهنا ازداد اقتناع أجا بأنني الممثلة التي طالما فتش عنها لفيلمه، ومنحني البطولة، بمعنى أن أدواري في أفلام تلفزيونية مخيفة هي التي أتت بالدليل القاطع على صلاحيتي لدور سينمائي مخيف. والسؤال هو: هل سأنجح في كسر هذا الإطار في المستقبل أم لا؟ انه أمر مخيف في حد ذاته، مثل أدواري، لكني لا أزال شابة وبالتالي أتمتع بالوقت اللازم لإثبات قدراتي المتنوعة. أنا أتكلم هنا عن أول دور كبير لي في السينما لكنني ظهرت قبل عام في فيلم عنوانه"بريك"، وهو أيضاً من النوع المخيف، الا ان شخصيتي لم تكن ذات أهمية بالغة في الحبكة وعلى رغم ذلك أنا فخورة بكوني شاركت في هذا العمل لأنه فاز في مهرجان"ساندانس"السينمائي المرموق الذي أسسه روبرت ريدفورد، بجائزة أفضل فيلم. حدثينا عن مشوارك الفني، فهل بدأ في بلدك استراليا أم في الولايات المتحدة؟ - بدأت مسيرتي في استراليا ولم أفكر اطلاقاً في حكاية هوليوود هذه، خصوصاً أن أمنيتي الأساسية كانت احتراف رقص الباليه وأنا تعلمته وبدأت أمارسه الى أن أصابني فيروس الدراما من دون أن أدري من أين أتى، فالتحقت بمعهد متخصص في التمثيل وتأكدت حينذاك بأن مستقبلي يكمن في السينما والمسرح وليس في الرقص، عملت في حلقات تلفزيونية أسترالية، وشاء القدر أن ينصحني وكيل أعمالي بالسفر الى هوليوود لإجراء اختبار أمام الكاميرا لدور كبير في فيلم تلفزيوني، وفعلت ذلك، على رغم انني وجدت الفكرة جنونية كلياً بسبب وجود ممثلات أميركيات كافيات من دون أن تحتاج هوليوود الى فنانات أستراليات. لكنني كنت مخطئة لأنني حصلت على الدور بسرعة وغادرت أستراليا بسرعة لأستقر في لوس أنجليس. وأنا منذ تلك اللحظة لم أكف عن العمل في أميركا. متى كان ذلك بالتحديد؟ - قبل خمس سنوات. "بونجور" اسمك فرنسي بحت، فما هو تفسير ذلك؟ - التفسير أكثر من سهل ويكمن في كون جدي وجدتي فرنسيين ينتميان الى الأوروبيين الذين تركوا بلادهم واستقروا في أستراليا في زمن الحرب العالمية الثانية. وهل تتكلمين الفرنسية؟ - نعم. لكن بلكنة أسترالية رهيبة ما يجعلني أمتنع عن التحدث بها. خصوصاً أثناء وجود فرنسيين، مثلما هي الحال هنا في باريس أو في مونت كارلو. ستدعين إذاً عدم التكلم بالفرنسية؟ - لن أتعدى كلمة"بونجور"صباح الخير حتى أتفادى التعرض للضرب تضحك فالشعب الفرنسي، بحسب ما أعرفه، يفتخر بلغته وثقافته ويكره الذين يتفوهون بالفرنسية ولكن بأسلوب غير مفهوم. سلسلة من الخدع أنت لا تترددين في الظهور مجردة من ثيابك فوق صفحات المجلات، فهل تعتقدين بأن هذه التصرفات ضرورية بالنسبة الى أي ممثلة شابة وجميلة؟ - الصور الجريئة هي مثل المشاهد الساخنة في الأفلام ليست ضرورية إلا في حالات قليلة ومحددة، وأنا أدرس أدواري بطريقة دقيقة قبل أن أوافق عليها في شكل عام وعلى أداء اللقطات التي تتطلب التجرد من الثياب خصوصاً. وإذا وافقت على هذا الشيء عن اقتناع أشترط في العقد ومنذ البداية بواسطة وكيل أعمالي طبعاً - وهو شاطر جداً في مثل هذه الأمور - أن تكون الإضاءة مدروسة بحيث يأتي المشهد وكأنه في إطار غلاف من الظلال يمنع المتفرج من رؤية أي شيء في الحقيقة وفي الوقت نفسه يسمح له بتخيل كل ما لا يراه معتقداً بأنه شاهد كل شيء. ان السينما عبارة عن سلسلة من الخدع، خصوصاً في اللقطات الجريئة، وأنا أعتبر الظهور في لقطات أبكي فيها او اصرخ امام الوحوش - وأنا كثيراً ما افعل ذلك مثلما تعلم - على الدرجة نفسها من قلة الحياة اذا قورنت باللقطات التي تشترط مني التخلص من ثيابي. وفي ما يتعلق بحكاية المجلات عليك ان تعرف انني تخليت عن ثيابي مرة واحدة فقط فوق صفحات مجلة فنية ذات سمعة جيدة ولا علاقة لها بالصحافة الإباحية، غير ان الصور، بحد ذاتها، ملتقطة في شكل يوحي بأنني لا ارتدي أي شيء وفي الوقت نفسه لا تظهر أي قطعة من جسدي اكثر مما تظهره أي فتاة في الشارع والاماكن العامة خلال فصل الصيف. وللرد على سؤالك بأسلوب واضح اقول انني لا اعتقد بأن الوقوف امام عدسات المجلات بلا ثياب امر لا بد منه بالنسبة الى الممثلات الشابات والحلوات. نحو مهنة ثانية هل تشعرين بالحرج اذاً بحسب تصريحك اذا صرخت امام الكاميرا؟ - الى حد ما، ولكنني اخترت مهنة مجردة من الحشمة اصلاً، فعلي بقدر المستطاع ان امتنع عن شغل افكاري بكل ما تتطلبه مني ادواري من تصرفات جريئة وإلا لا يتبقى عليّ سوى الاتجاه نحو مهنة ثانية. وأنا لا اريد ذلك بالمرة لأنني مثلما قلت مصابة بفيروس الدراما. ماذا عن حياتك الخاصة فهل انت مخطوبة مثلاً؟ - تزوجت في بداية شهر حزيران يونيو الماضي، ما يعني انني عروس حديثة العهد. أهنئك ومن هو سعيد الحظ؟ - اسمه جوش جانويكز وهو فنان موسيقي. هل جاء معك الى فرنسا؟ - للأسف لا، لأن عمله ارغمه على البقاء في اميركا ما يجعلني في عجلة من امري في شأن انجاز مهماتي هنا في فرنسا في اسرع وقت ممكن والعودة اليه، خصوصاً اننا قررنا قضاء شهر العسل فور عودتي شرط ان يكون قد انتهى من تسجيلاته الموسيقية طبعاً. اين ستمضيان شهر العسل؟ - لا تغضب مني، فأنا لا أبوح بهذا الشيء للاعلام لأنني لا ارغب في نشر الخبر فوق صفحات الجرائد. ما هي مشاريعك المهنية المستقبلية؟ - حلقات جديدة من"مفقود"وفيلم سينمائي، الا ان هذا الاخير هو مجرد مشروع في مرحلة التحضير ولا ادري اذا كان سيتحول بالفعل الى حقيقة، على الاقل في المستقبل القريب، مثلما اجهل حتى الآن ماذا سيكون دوري فيه بالتحديد.