بدأت شركات صناعة الطيران المدني في الولاياتالمتحدة تفكر جدياً بتطوير طائرة لنقل الركاب من دون طيار، بغية توفير النفقات واستغلال مجال الملاحة الجوية على أفضل وجه في ظل ازدحام الأجواء بالرحلات. وفي الواقع بدأت هذه الفكرة بالظهور تدريجاً في بداية الثمانينات لكن التكنولوجيا لم تكن متقدمة بما يكفي لتنفيذ هذه الفكرة عملياً، اما اليوم فأصبح التحدي التقني في متناول اليد بعد ان عبدت الطائرات العسكرية من دون طيار الطريق وبالفعل أجريت بعض التجارب على ادخال طائرات من دون طيار في المسالك التي تشهد حركة رحلات تجارية، فقد عبرت احداها الأطلسي وحطت في المانيا، وأظهرت قدراً كبيراً من الهدوء لدى مواجهتها رياحاً شديدة فوق المدرج فعمدت الى القيام بدورة ثانية قبل الهبوط، لكن بعض الباحثين يريد الذهاب الى أبعد من ذلك وينطوي مشروعه في مرحلة الدراسة الأولى على قيام سرب من خمس أو ست طائرات نقل عسكرية من طراز CIV من دون طيار برحلات تجارية على أن تقوم طائرة من الطراز نفسه بطيار بالتحكم بهذه القافلة، اما الرحلة الثانية التي كشف عنها مدير قسم الأبحاث في فيديرالية الطيران المدني، فهي اقامة قوافل من طائرات نقل البضائع جواً من دون طيار، تكون بداية حقيقية للنقل الجوي المدني في طائرة يتم الاستغناء فيها عن الطيار ليحل مكانه نظام التشغيل الذاتي. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة يمكن اختبار هذا النظام على طائرات ركاب مدنية تؤمن خطوطاً قصيرة وتتمتع بقدرة استيعابية ضعيفة ومتوسطة، واستقطبت هذه الفكرة اهتمام مصنعي الطائرات حتى ان شركة "غولف ستريم" قررت تطوير نموذج من طائراتها "غولف ستريم 550" ولكن من دون طيار لمراقبة السواحل الاميركية، وتحرص صناعة الطيران المدني الاميركية على البدء بحملة ترويجية واسعة في موازاة تقدم الأبحاث لتبديد تردد الركاب المستقبليين ومخاوفهم النفسية من تسليم مقاليد أمورهم خلال الرحلات الجوية لقبطان الكتروني.