انطلقت كلير دينز، وهي بعد صبية، في فيلم عنوانه "احلام حب" ثم في "نساء صغيرات" و"عطلة منزلية" حينما بلغت سن المراهقة. كان ذلك قبل ان يتم اختيارها لتولي البطولة النسائية في مواجهة ليوناردو دي كابريو في فيلم "روميو وجولييت" في العام 1996، وهو العمل الذي جلب اليها النجومية الدولية وهي بعد في السابعة عشرة من عمرها. الطريف ان كلير دينز لم تعرف مصير الاطفال النجوم الذين تذوب شهرتهم بمجرد ان يكبروا وتتغير ملامحهم، او تكون النجومية قد أثرت عليهم سلباً وتحكّمت في سلوكهم فأصبحوا لا يعتمد عليهم مهنياً. ودينز صاحبة شهادات جامعية عليا، ويقال انها تتميز بذكاء حاد وقدرة فنية تضعها على رأس قائمة النجمات الشابات عمرها الآن 24 سنة في هوليوود. والطريف ايضاً ان الفنانة الشابة عرفت فترة من الخمول السينمائي عقب نجوميتها السريعة بعد "روميو وجولييت" فاتجهت نحو التلفزيون وشاركت في مسلسلات قبل ان تعود الشاشة الفضية وتناديها لتمنحها اجمل الادوار، مثل شخصية ابنة ميريل ستريب في الفيلم الشهير "الساعات" الذي فازت نيكول كيدمان عنه بجائزة اوسكار افضل ممثلة للعام 2003، ودور خطيبة شاب معاق عقلياً ونفسياً في "ايغبي يسقط"، ثم بطلة تزلج فوق الجليد وراقصة استعراضية في "الحكاية كلها عن الحب". الا ان الشيء اللافت حقاً والدال على ان دينز ممثلة تسعى الى مفاجأة جمهورها، هو قبولها البطولة النسائية في مواجهة ارنولد شوارزينغر في فيلم "تيرمينيتور 3" الذي سينزل قريباً جداً الى الصالات، ففيه تؤدي شخصية امرأة شابة تساند شوارزينغر في مكافحة الاشرار الراغبين في السيطرة على العالم بواسطة آلات جهنمية ومتطورة. لمناسبة ظهور فيلمي "ايغبي يسقط" و"الحكاية كلها عن الحب" زارت كلير دينز باريس فالتقتها "الوسط" في دار سينما "MK2 BIBLIOTHEQUE" الفاخرة والمفتتحة حديثاً. من الغريب ان نشاهدك في فيلم من نوع المغامرات الى جوار ارنولد شوارزينغر، فما الذي جذبك الى مثل هذا العمل؟ - السيناريو اولاً لانه للمرة الاولى بالمقارنة مع الافلام المنتمية الى هذا اللون السينمائي يمنح الشخصية النسائية امكان الوقوف الى جانب البطل بطريقة مماثلة له وليس لمجرد الترفيه عنه او التخفيف من عذابه او اثارة اعجاب الجمهور بفضل جاذبيتها. فأنا اكافح الشر مثلما يفعل ارنولد شوارزينغر خصوصاً ان هناك شريرة تسعى الى اغرائه للوصول الى اهدافها واهداف عصابتها. وانا اقف بينها وبينه واتشاجر معها بعنف شديد. والعنصر الثاني الذي دفع بي الى قبول الدور هو اعجابي الشديد بأرنولد شوارزينغر، فهو بطل طفولتي ومراهقتي وكم حلمت بالتعرف اليه، وها هي الفرصة أتتني والحلم تحقق تلقائياً فكيف ارفضه اذن؟ هل شاهدت الجزئين الاول والثاني من "تيرمينيتور"؟ - نعم واحببتهما، الا ان الشخصيات النسائية في كل منهما لم تكن بعد على المستوى المطلوب من حيث الاهمية، لكن الزمن يتطور، وهناك نساء الآن في مناصب ادارية عليا في الشركات المنتجة الكبيرة ويفرضن ضرورة تواجد الادوار الجيدة للممثلات. ماذا عن لقطات المشاجرات، هل لجأت من اجلها الى بديلة محترفة؟ - أديت كل المشاجرات تقريباً بنفسي باستثناء بعض اللقطات الخطيرة جداً والتي فرضت الشركة المنتجة وجود بديلة لتنفيذها، انا رياضية اساساً واتدرب يومياً على الالعاب الآسيوية، اضافة الى المشي والتزلج والسباحة والرقص الكلاسيكي. لمناسبة الرقص والتزلج، لعبت دور راقصة وبطلة تزلج فوق الجليد في فيلم "الحكاية كلها عن الحب" فهل اديت كل اللقطات الاستعراضية فوق الجليد بنفسك؟ - هنا ايضاً مثّلت العدد الاكبر من المشاهد بنفسي ولجأت الى البديلة في مشهدين صعبين فقط. كنت مستعدة للتدرب واداء كل اللقطات بنفسي لولا تدخل الشركة المنتجة ورفضها الامر تلبية لطلبات شركات التأمين التي تؤمن الفيلم. لا ترحمه وما هي حكاية شهاداتك الجامعية التي تجلب لك المقارنة مع النجمة جودي فوستر؟ - هل تعلم انني مثّلت في فيلم من اخراج جودي فوستر؟ نعم، في "عطلة منزلية"؟ - كان عمري 15 سنة فقط تضحك. وما هي ذكرياتك عن العمل معها؟ - انها ذكية جداً، وبالتالي تقدّر الذكاء الحاد لدى الطرف الآخر، لكنها اذا وقعت على شخص دون مستواها من هذه الناحية، فلا ترحمه ابداً، وتتمادى في استفزازه. انا اعتقد ان كل العباقرة يتصرفون تقريباً بهذه الطريقة. هل تتصرفين انت كذلك؟ - لا لكنني لست عبقرية وان كنت فعلاً احمل شهادات جامعية في الادب واللغات الحية والفلسفة. انا ضد حكاية المقارنة بيني وبين جودي فوستر وضد اي مقارنة بشكل عام، فلكل منا شخصيته في الحياة وهويته الخاصة المختلفة عن هوية غيره. ولأردّ على سؤالك عن ذكرياتي مع جودي فوستر، فأنا اتذكّرها تعاملني مثل الاخت الكبيرة وترعاني الى اقصى حد، ولا تنسى انني كنت لا أزال مراهقة. أمر الوكيل ما سر غيابك الفوري بعد النجاح العالمي الذي عرفه فيلم "روميو وجولييت"؟ - تلقيت حينذاك عشرات العروض المشابهة لدور جولييت، اي الفتاة العاشقة المغلوبة على امرها. ونصحني وكيل اعمالي بل أمرني لانني كنت بعد في السادسة عشرة من عمري، برفض كل هذه الاعمال لانها ستحبسني في اطار محدود لن استطيع كسره في ما بعد. انا اعتقد بأنه كان على حق، فاتجهت نحو التلفزيون حيث عثرت على ادوار مختلفة في مسلسلات جيدة ولم اعد للسينما الا حين تلقيت العرض الخاص بفيلم "البؤساء" المأخوذ عن الرواية الشهيرة للاديب فيكتور هوغو. وانطلاقاً من هذا الفيلم، استعدت كياني السينمائي بأدوار متنوعة وجيدة اعتزّ بها وابتعدت بعض الشيء عن الشاشة الصغيرة. ما هو افضل عمل شاركت فيه للتلفزيون؟ - عنوانه "انجيلا"، وكان على شكل حلقات لاقت اعجاب الجمهور العريض وجلبت لي تقدير النقاد. وما اجمل ادوارك السينمائية؟ - اعتقد بأنه دور جولييت في "روميو وجولييت" لكن اجمل افلامي هو "الساعات" الى جوار كل من ميريل ستريب وجوليان مور ونيكول كيدمان. الفارق الشاسع كيف واجهت هذه المسؤولية علماً ان كل واحدة من المذكورات عملاقة في حد ذاتها؟ - انا عملت اساساً مع ميريل ستريب، بما انني مثّلت شخصية ابنتها، وكنت خائفة جداً في بادئ الامر، فكم من مرة سألت نفسي عن صلاحيتي للدور وقدراتي الفنية بالنسبة الى ميريل ستريب. والواقع انني كنت خائفة من الفارق الشاسع في مستوى الاداء بيني وبينها فوق الشاشة خصوصاً في المشاهد التي أجد نفسي في مواجهتها مباشرة، لكنها طمأنتني منذ اليوم الاول وعاملتي مثلما عاملت نيكول كيدمان وجوليان مور، اي كأنني فنانة قديرة، وبما ان مخرج الفيلم ستيفن دالدري عاملني بدوره بالاسلوب نفسه، استعدت ثقتي المفقودة بنفسي وبموهبتي وأديت عملي بطريقة مشرّفة. اما كيدمان ومور فهما ايضاً حسب ما رأيته على مستوى رفيع من الذوق في تعاملهما مع الآخرين. هل تحلمين بنجومية على مستوى ميريل ستريب مثلاً؟ - لن ارفضها اذا اتت، لكن هذا النوع من النجاح لا يقدم نفسه الا لمن يعمل ويعمل ويعمل، اضافة الى موهبة فذة لا بد من التمتع بها في الاساس. انا مستعدة في ما يخص العمل والمواظبة والمثابرة لكنني لست متأكدة من التمتع بالدرجة الكافية من الموهبة اللازمة. وعلى العموم سأكتفي بما ألاقيه في طريقي واشكر السماء عليه. دور الشاب الرومانسي حدّثينا عن ليوناردو دي كابريو الذي ادى شخصية روميو امامك في فيلم "روميو وجولييت"؟ - لا تنس ان ليوناردو لم يكن في ذلك الوقت اكثر من شاب مبتدئ في الفن ولم يكن قد لمع في "تايتانيك" بعد. فهو كان خائفاً مثلي وفي حاجة الى من يطمئنه على حاله، لكنه تمتع بحس مرهف وموهبة فوق العادة لاحظتها شخصياً منذ اول ايام التصوير، فكان من الطبيعي ان ينطلق مثلما فعل في ما بعد، على رغم انني لست متأكدة من حسن مفعول فيلم "تايتانيك" عليه كممثل قدير. فالعمل هذا حبسه فوراً في دور الشاب الرومانسي وكأن الدور كمل بشكل ما دور روميو، فقد وقع دي كابريو الى حد ما في الفخ الذي تفاديته انا عن طريق ابتعادي عن السينما واختياري التلفزيون كبديل فني الى حين تغيّر الامور. هل تعتقدين حقاً بأن "تايتانيك" لم يشكل فرصة ذهبية في حياة دي كابريو الفنية؟ - لم اقل ذلك بالتحديد، ولكنني الاحظ ان هذا الفيلم وان كان جلب له المجد والشهرة، فهو لم يسلط الضوء بالدرجة الكافية على قدراته الدرامية. لكن الكل يعترف به الآن ممثلاً كبيراً؟ - هذا صحيح، لانه عرف بسرعة كيف يكسر اطار الشاب الرومانسي ويتجه نحو ادوار مختلفة اكثر عمقاً وقوة لا سيما في فيلميه الاخيرين "عصابات نيويورك" و"امسكني اذا استطعت". صغيرة على الحب هل عشت معه حكاية غرامية على نمط روميو وجولييت؟ - تضحك كنتُ صغيرة بعد على مثل هذه الامور. لكن هل تفهمين مدى اعجاب الجمهور النسائي به؟ - طبعاً، فهو وسيم وساحر وجذاب ورياضي وموهوب كممثل، وكل هذه الصفات تلعب لمصلحته بلا ادنى شك. هل تتوقعين ان يكون لفيلم "ترمينيتور 3" المفعول نفسه عليك بالمقارنة مع مفعول "تايتانيك" على مستقبل دي كابريو الفني؟ - ترفع يديها الى السماء هذا دعاء مني الى السماء، اما التوقعات فأفضل الامتناع عنها. كيف كان ارنولد شوارزنيغر بالمقارنة مع بطل احلامك في مراهقتك؟ - اعتقدته لا يفقه اي شيء سوى الرياضة وتربية عضلاته، واكتشفته يتكلم في السياسة والفنون الجميلة بطلاقة تامة فازددت اعجاباً به. لقد طلبت منه صورة موقّعة بحجة انها لإبن عمتي علماً انها كانت لي في الحقيقة تضحك. ما هي مشاريعك الآنية؟ - فيلم فكاهي وآخر تدور احداثه في الفضاء وربما مسرحية درامية في العام 2004