استحقت الممثلة البريطانية الشابة إميليا كلارك (28 سنة) شهرة عالمية بفضل توليها بطولة الحلقات التلفزيونية الأميركية «لعبة عروش»، حيث تؤدي شخصية «كاليسي» ذات الشعر الأبيض الطويل إلى جوار النجمين بيتر دينكليدج وكيث هارينغتون. وها هي تحوز الدور النسائي الأول في الفيلم السينمائي «تيرمينيتور جنيزيس» من إخراج آلان تايلور وإلى جوار أرنولد شوارزنيغر، علماً أن هذا العمل هو تتمة للأجزاء التي سبقته من سلسلة أفلام «تيرمينيتور»، والذي يعود أولها إلى عام 1984 ومن بطولة شوارزنيغر نفسه وإخراج جيمس كاميرون. وفي الجزء الجديد تؤدي كلارك دور سارا كونور التي ستلد منقذ البشرية من قوى الشر. وكانت ليندا هاميلتون تولت أداء الشخصية نفسها في الجزء الأول. جاءت كلارك إلى باريس للترويج لفيلمها الجديد، فالتقتها «الحياة» وحاورتها. لماذا تعرجين؟ - كسرت قدمي أثناء ممارستي رقصة «بريك دانس» في التمرين على ليونة الجسم، لكن حالتي تحسنت ومن المفروض أن أستعيد قواي الطبيعية بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، كما قال لي الأطباء. أصبحتِ أيقونة جيل بفضل توليك بطولة حلقات «لعبة عروش» التلفزيونية ذات الصيت العالمي، فكيف تعيشين مثل هذا الحدث؟ - كلما كنت في مكان عام بصحبة كيث هارينغتون أو بيتر دينكليدج، وهما من أهم شركائي في الحلقات المعنية، لاحظت مدى تهافت الناس عليهما بهدف إلتقاط صور ال «سيلفي» معهما بينما لا يبالي أحد بي وبوجودي إلى جوارهما، فهل يردّ كلامي هذا على سؤالك؟ هذا أمر غريب فعلاً بالنسبة إلى شهرتك، فكيف تفسرينه؟ - الحكاية سهلة وتتلخص في كون شخصية «كاليسي» التي أؤديها في المسلسل تتمتع بشعر أبيض طويل يصل إلى خصرها، بينما أنا في الطبيعة أتميز بشعر أسود قصير، وبالتالي لا يتخيل الناس عندما يرونني أنني «كاليسي» بالتحديد. وأنا أشعر إذاً بأنني صاحبة شخصية مزدوجة، الأيقونة مثلما تسميها أنت «كاليسي» من ناحية، ثم أنا إميليا كلارك من جانب ثان. ماذا سيكون مصير «كاليسي» في الحلقات المقبلة من «لعبة عروش»؟ - هل تتخيل فعلاً أنني سأرد على هذا السؤال؟ وعلى العموم دعني أصرح لك بأننا أصحاب الشأن لا نعرف ما تحتويه الحلقات المستقبلية من السيناريو ونكتشف مصير شخصياتنا أولاً بأول، وهذه سياسة تتبعها الشركة المنتجة من أجل ضمان سرية الأحداث. في فيلم «تيرمينيتور جنيزيس» تؤدين شخصية سارا كونور، بطلة الجزء الأصلي وهو «تيرمينيتور» النازل في عام 1984، والتي مثلتها في الأساس ليندا هاميلتون، فهل كنت تعرفين هذه الشخصية قبل توليك مهمة تمثيلها؟ - لم أكن مولودة بعد عندما ظهر الجزء الأول من سلسلة أفلام «تيرمينيتور» السينمائية، لكنني مثل غيري شاهدتها مرات ومرات في سن المراهقة وأعجبت بها وأحببتها، ولم أكن أتخيل في يوم ما أن أصبح أنا سارا كونور، وبالتالي سعدت إلى أكبر حد عندما فزت ببطولة الفيلم الجديد. لا علاقة له بالماضي هل حاولتِ تقليد ليندا هاميلتون في طريقة أداء الدور؟ - لا، بل على العكس فعلت ما أمرني به المخرج آلان تايلور، بمعنى أنني تجاهلت كل ما كنت رأيته في الفيلم الأساسي وواجهت الشخصية بأسلوب جديد لا علاقة له بالماضي، وذلك بهدف تفادي موضوع التقليد الذي تذكره، والذي لا يأتي بالمرة بأي نتيجة مجزية. لكن، هل التقيت بها ولو من أجل التحدث عن أبعاد شخصية سارا كونور؟ - يؤسفني أن أرد عليك في شكل سلبي، إذ إنني لم أحصل على أي وسيلة للاتصال بها، وكنت أتمنى أن يحدث ذلك، إلا أن الشركة المنتجة لم ترغب في أن يلتقي الفريق الجديد أي شخص من الذين ساهموا في الأجزاء السابقة من سلسلة أفلام «تيرمينيتور». في ما عدا بطل الأجزاء كلها طبعاً أرنولد شوارزنيغر؟ - طبعاً، إذ إنه كان من الصعب ألا نلتقي به وهو يشاركنا تصوير اللقطات. وكيف تصرف معك؟ - تصرف على عكس ما توقعته تماماً، وأقصد بكلامي أنني على دراية تامة بمكانته السينمائية على المستوى العالمي، وبكونه عمل في الحقل السياسي في الولاياتالمتحدة، غير أن شعبيته ليست محدودة في إطار فئة معينة من الجماهير، بل إن المراهقين يعرفونه ويقدرونه، حالهم حال الأكبر منهم سناً وبمراحل كثيرة. وبالتالي كنت أعلم أنني سأمثل في مواجهة رجل غير عادي يعاشر النجومية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبقيت أخشى اللقاء الأول بيننا إلى أن حدث ووجدت نفسي أمام شخص يبدو كأنه لا يعرف أنه أيقونة حية، وأنا أستخدم هنا كلمة أيقونة التي استخدمتها أنت في شأني في بداية هذا الحديث، لأن شوارزنيغر حقاً أيقونة حية بينما أنا مجرد ممثلة معروفة. كان يضحك ويمزح ويسخر من شعبيته الشخصية ومن الشخصيات الخارقة التي يعتاد تقديمها فوق الشاشة، إضافة إلى تميزه بتواضع غريب الشكل يندر العثور عليه لدى جيل الشبان من الممثلين، حتى غير المشهورين منهم. لقد اقتنعت من خلال التعامل معه بأن التواضع صفة يملكها الكبار في الموهبة وفي حدة الذكاء وفي النظرة الفلسفية إلى أمور الحياة، وكم أتمنى أن أصبح مثله من هذه الناحية في يوم ما. القيم العائلية وهل التقيت جيمس كاميرون مؤسس سلسلة أفلام «تيرمينيتور» ومخرج الجزء الأول منها؟ - لا، فأنا مثلما ذكرت لم أسعد بلقاء أي فرد من الذين ساهموا في الأجزاء السابقة، لكنني فرحت حينما علمت أن كاميرون عبّر رسمياً عن رضاه أمام «تيرمينيتور جنيزيس» وجميع أبطال هذا الفيلم الجديد. أنا كنت فعلاً أحلم بأن ألتقيه فهو الرجل الذي أخرج كلاً من «تايتانيك» و «أفاتار»، إضافة إلى «تيرمينيتور». يقال أنك رفضت بطولة فيلم «50 درجة من الرمادي» الفضائحي النازل هذا العام إلى الصالات، والذي يعدون له تتمة حالياً، فهل الخبر صحيح؟ - نعم، الخبر صحيح جداً، وأنا لو وافقت على الظهور في هذا الفيلم الجريء لكنت خسرت ثقة أبي فيّ بل ربما كان قطع كل صلة بيني وبينه، وبما أنني امرأة تضع القيم العائلية في المرتبة الأولى من حياتها، رفضت الدور ولست نادمة على قراري على رغم رواج الفيلم المعني. ما أصعب شيء اضطررت لمواجهته أثناء تصوير «تيرمينيتور جنيزيس»؟ - ربما يكون حمل الأسلحة النارية الثقيلة فوق كتفي وظهري في مشاهد كثيرة وطويلة تمت إعادة تصويرها مرات ومرات، الأمر الذي شكّل أكبر صعوبة أثناء تصوير الفيلم، وأنا بالتالي أصبح لي عضلات وصرت شوارزنيغر مؤنث. إذا كان في إمكانك العودة إلى الوراء، حال ما يحدث في «تيرمينيتور جنيزيس» وتغيير بعض الأمور التي ستحدث في ما بعد، ماذا تغيرين؟ - هذا السؤال صعب جداً نظراً إلى كمية الأشياء التي أعتقد بأنها تستحق التغيير في عالمنا، وفي الوقت نفسه كيف نتخذ القرار الصحيح في شأن ما يجب تعديله وما يستحق البقاء مثلما هو عليه. سأمتنع عن الرد. ولكن، ما الذي تودين تغييره في حياتك أنت الشخصية مثلاً؟ - لا شيء، فأنا أعتبر نفسي إنسانة سعيدة ومحظوظة إلى درجة كبيرة. هل تودين كسر صورتك كبطلة أفلام ومسلسلات من نوع المغامرات؟ - لا، فأنا راضية عن صورتي وشعبيتي، لكنني أود توسيع الصورة إياها، وإضافة الطابع الرومانسي إليها مثلاً، فيا ليت أصحاب الشأن في هوليوود وأوروبا يستجيبون لرغبتي.