سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بطل العالم في كمال الاجسام الذي جاء من النمسا وصار نجماً تفتخر به اميركا . أرنولد شوارزينغر لپ"الوسط" : غيرت صورتي في فيلمي الاخير وجازفت برصيدي لأنني لا أتحمل المزايا المكتسبة
نزل اخيراً الى صالات العرض السينمائية احدث افلام ارنولد شوارزينغر "البطل الأخير" الذي يتميز بالدمج الناجح بين الخيال والواقع، ويؤدي فيه شوارزينغر دور شخصية سينمائية تجد نفسها فجأة قد عبرت الشاشة الى واقع الحياة العادية. حضر شوارزينغر الى باريس من اجل الترويج للفيلم، وفي نادي "تيراس مارتيني" بالقرب من جادة الشانزيليزيه التقته "الوسط" وحاورته حول نشاطاته الفنية والرياضية واعماله الناجحة، فكان هذا التحقيق: يعرف الجمهور ارنولد شوارزينغر منذ منتصف الثمانينات عندما لمع نجمه في فيلم "كونان البربري". لكن النجومية الحقيقية جاءته مع فيلم "ترمينيتور" الذي مثل فيه دور انسان آلي مبرمج للقتل والذي تبعه جزء ثانٍ بعد سبع سنوات من الفيلم الاصلي. ويعد هذا الشريط السينمائي بجزئيه اكثر افلام هوليوود نجاحاً على صعيد الايرادات خلال العشر سنوات الفائتة، وقد لعبت الحيل المرئية فيه دوراً فعالاً باهراً أفاد شخصية شوارزينغر الى حد بعيد. وان كانت سمعة ارنولد بنيت اولاً على المغامرات، فلم يمنعه الامر من ان يجرب حظه في الكوميديا. فشارك الفكاهي داني دي فيتو بطولة فيلم "توينز" توأم، ومثّل دور شرطي يتنكر في شخصية معلم للاطفال في "كيندر كاردن كاب" شرطي حضانة الاطفال. وحقق كل من الفيلمين لا سيما الثاني، رقماً قياسياً في الايرادات وكسب صاحب العضلات البارزة جمهوراً جديداً على عكس ما يحدث لزملائه ابطال افلام الحركة اذ يتحدد جمهورهم في محبي المغامرات فقط. مستشار رياضي ولا يكتفي ارنولد شوارزينغر بالسينما فهو عمل في عهد جورج بوش كمستشار للشؤون الرياضية في الحكومة الاميركية ولا يزال الآن يمارس نشاطاً على هذا الصعيد في المجال الجامعي. والمشوار الذي قطعه الشاب بطل العالم السابق في كمال الاجسام، يستحق التحليل. فبعدما تخصص ارنولد في البطولة الرياضية في بلده النمسا هاجر الى الولاياتالمتحدة الاميركية وتعلم الاقتصاد في الجامعة، ثم سخّر عضلاته في خدمة عمله كممثل، واستطاع في حوالى عشر سنوات جمع ثروة طائلة. ويستخدم شوارزينغر شهادته في مجال الاقتصاد بطريقة فعالة يزيد بواسطتها ملايينه اذ افتتح مع صديقيه سيلفستر ستالون وبروس ويليس مطعماً فاخراً اسمه "هوليوود بلانيت" له فروع في اميركا وانكلترا واسبانيا، وهذا غير المطعم الذي يمتلكه وحده في لوس انجليس ويحمل اسم "شارزي". وعلى الصعيد العائلي يعيش شوارزينغر مع زوجته ماريا شرايفر ابنة شقيقة الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي وابنتيهما الصغيرتين حياة بعيدة عن الاضواء. فهو يرغب في حماية نفسه من سلبيات الشهرة والتدخل الصحافي في خصوصيته. في فيلمه الجديد "لاست أكشن هيرو" يغير ارنولد الصورة التي رسمها لنفسه في اذهان الجماهير طوال السنوات الفائتة في مجال افلام المغامرات، اذ انه يؤدي فيه دور بطل سينمائي يخترق الشاشة وينتقل من الخيال الى الواقع ليكتشف ان الاشرار في الحياة الحقيقية لا يشبهون ابداً اشرار السينما، وان ابراز المسدس امامهم هو أمر لا يكفي لتخويفهم بأي حال. الفيلم يسمح لشوارزينغر بالسخرية من نفسه ومن ادواره العادية وبإثارة الضحك دون التنازل عن ابراز عضلاته لمكافحة الشر. لذا كان سؤالنا الاول له حول موقفه من دوره هذا بالتحديد: كيف تعيش حكاية السخرية من الادوار التي صنعت شهرتك اساساً؟ - كان من الضروري ان اغيّر صورتي السينمائية لدى جمهوري في يوم ما. شعرت بالحاجة الى ذلك منذ سنوات عدة، وكنت انتظر الفرصة المناسبة. ارجو ألا تفهمني خطأ، فأنا لا اعني اني انتهيت من العمل في افلام من نوع المغامرات الجدية المبنية على شخصية البطل قاهر الاشرار. كل ما في الامر هو تقديم الدليل على اني لا انظر الى ادواري السينمائية وكأنها فوق العادة، بل اني اسخر منها رغماً عن تميزها بجاذبية كبيرة لدى الجمهور. والحكاية نوع من تصفية حساب بيني وبين نفسي، واعتقد ان فيلم "لاست أكشن هيرو" قد أتى في الوقت المناسب لاجراء هذه التصفية. إتزان مناسب ألم تشعر بأي خوف في لحظة او اخرى من تحطيم صورتك بطريقة سلبية ونهائية قد تبعد الجمهور عنك؟ - انا على دراية تامة بالمجازفة الكبيرة التي اقدمت عليها، وكان عليّ العثور على الاتزان المناسب بين تشجيع الجمهور على مشاركتي السخرية من نفسي والاستمرار في متابعة افلامي المقبلة. في المستقبل ما هو رد فعل الجمهور بعدما يكون شهد "لاست أكشن هيرو". كنت في حاجة الى المجازفة بنجاحي فأنا لا اتحمل المزايا المكتسبة والمضمونة على المدى الطويل. انت تشارك بطولة "لاست أكشن هيرو" فتى صغيراً وهذه تجربة جديدة بالنسبة اليك. كيف عشتها؟ - الواقع ان الفتى اوستين اوبرايان هو البطل الفعلي في "لاست أكشن هيرو" وأنا بطبيعة الحال شعرت بالغيرة منه. أنا افرح طبعاً والحقيقة اني تمتعت كثيراً بالعمل مع فتى في الحادية عشرة من عمره، وخاصة انه ادى دور البطولة الى جواري وعلى الدرجة نفسها من الاهمية. كان من الممكن ان يؤدي دور ابني مثلاً او احد الادوار التقليدية للأطفال في السينما، لكن الامر هنا اختلف وهذا ما اعجبني بالتحديد. هل عثرت في الفتى على معجب اضافي بأفلامك؟ - لا، عثرت على ممثل محترف كان يتقن دوره مثلي، بل ربما اكثر مني ويعاملني كزميل في المهنة. بالتالي اضطررت الى التخلص من فكرتي الاساسية بأني اعمل مع ولد ورحت اعامله بالمثل. لولا ذلك لكان ضحك عليّ. ولم اشعر في لحظة واحدة بأني اقف امام احد المعجبين بأفلامي او بيّ كنجم سينمائي. احتاج الامر الى بضعة ايام حتى تأقلمت مع الوضع ووجدت المسألة طبيعية، فمهما كان هذا الفتى احترف التمثيل لا بد من ان يكون في حدود ما احتفظ بروح الطفولة وباعجابه بأبطال السينما. هل سألته حول هذا الشأن؟ - لا اكتفيت بملاحظة تصرفاته وبتعلم التواضع من خلال تجربتي معه. انت كنت بطلاً في كمال الاجسام فلماذا اتجهت نحو التمثيل بدلاً من الاستمرار في المجال الرياضي؟ - حكاية بطولة كمال الاجسام هذه جيدة خلال فترة زمنية ما، اما على المدى الطويل فلا فائدة من ورائها اذا كان المرء يتمتع بأدنى نسبة من الذكاء والطموح. انا افضل مشاهدة الرجل في حركة سينمائية جميلة بدلاً من مشاهدته يقف في وسط صف من الرجال الآخرين ويبرز عضلاته امام جمهور جاء يتأمل ويصفق مثلما يفعل امام الحيوانات في السيرك. وعن نفسي افضل ألف مرة ان يتأمل المتفرج عضلاتي في اطار حبكة سينمائية على ان يتأملها في حديقة الحيوانات. هل كنت شخصياً تحب افلام المغامرات في طفولتك؟ - نعم، أنا كبرت في النمسا، وكنت اعشق مشاهدة افلام المغامرات الهوليوودية على مختلف انواعها، ولم اتخيل نفسي يوماً في مكان ابطال هذه الافلام. كيف أتنازل؟ انت لا تزال تعمل في مجال الرياضة على الصعيد الاميركي بشكل رسمي كمعلم ومستشار، كما تتميز بنشاط كرجل اعمال. كيف تصنف نفسك في وسط كل ما تفعله؟ - انا رجل رياضي وبالتالي يسرني ان اشارك بذكاء في تعليم الرياضة، وكفنان احب السينما فكيف اتنازل عن عملي كممثل الذي يجلب لي متعة هائلة وشعبية اعتز بها الى ابعد حد؟ الى جانب ذلك اخترت تعلم الاقتصاد في الجامعة وتعجبني فكرة احتراف الاعمال التجارية. انا شريك في سلسلة من المطاعم حول العالم ولم يحدث الأمر بالمصادفة ولكن بالعمل الشاق والدراسة الدقيقة للمشروع قبل تنفيذه. وفي كل مجال اعمل فيه اعتبر ان القاسم المشترك هو العمل الشاق، فالتمثيل لم يجلب لي النجاح السهل مهما أوحت المظاهر، والرياضة من ناحيتها كما تعلم، لا تمارس الا بالتدريب اليومي الجدي. انت تسألني عن موقفي تجاه مجموع نشاطاتي وسأرد على السؤال قائلاً ان موقفي هو موقف الجهد المبذول في كل تجربة جديدة. أنا اولاً رجل يعمل ولا يرتاح لأنه لا يتحمل الراحة او الكسل. اما مجال العمل في حد ذاته فيأتي في المرتبة الثانية ولذلك لا استطيع القول بأني اولاً ممثل او رجل اعمال او رياضي. انا كل هذه الاشياء دفعة واحدة لأنها نتيجة عملي ومجهودي الذاتي وربما اضيف اليها بعض النشاطات الجديدة مستقبلاً. أنت ايضاً أب؟ - أنا رب اسرة سعيد، والعائلة هي التي تمنحني القوة التي احتاج اليها لمواصلة نشاطاتي المهنية بنجاح. انا لا شيء من دون عائلتي. ولا تصدق اني في الحياة انسان آلي كما في "تيرمينيتور" يضحك.