برزت الأميركية رينيه زيلويغر في العام 1996 بفضل دورها المميز في فيلم "جيري ماغواير" الذي شاركت بطولته توم كروز، وحصلت بسبب أدائها على بضع جوائز اميركية وأوروبية، من بينها لقب "أحسن ممثلة خارقة" الذي يمنحه سنوياً النقاد الاميركيون لممثل أو ممثلة في دور متفوق. وتوالت البطولات بعد ذلك في حياة هذه الفنانة الشابة. وها هو اسمها في مطلع العام 2003 يلمع بالحروف العريضة فوق لافتات أحد أهم أفلام الموسم السينمائي الحالي وهو "شيكاغو" حيث تتقاسم البطولة مع ريتشارد غير وكاترين زيتا جونز. ويأتي هذا العمل عقب الرواج العالمي الذي لاقه فيلمها السابق "حكاية بريدجيت جونز" الذي ضرب الأرقام القياسية في الايرادات على الصعيد الدولي، وايضاً عقب فيلم "أنا ونفسي وايرين" حيث شاركت الفكاهي الكبير جيم كاري البطولة المطلقة مقدمة الدليل على موهبتها الفكاهية المميزة. وكانت زيلويغر ظهرت قبل ان تصبح نجمة دولية، ولكن بعدما عرفها النقاد وأهل المهنة الفنية، بفضل فيلمها المذكور سالفاً مع توم كروز، في أعمال مثل "الأعزب" و"الممرضة بيتي" الحائز في مهرجان "كان" 2000 على جائزة أحسن سيناريو. و"ثمن فوق الألماس" وأفلام قوية ومؤثرة من النوع المخيف. وإذا حللنا بعض الشيء نجومية زيلويغر لوجدنا ان تفسيرها يرتكز على مدى الصفات المشتركة بينها وبين أي امرأة ثلاثينية عادية، بمعنى انها جميلة ولكن في حدود المعقول، غير انها تكاد ان تبدو غير لافتة للانتباه بتاتاً من دون المكياج، وكم من مرة ازداد وزنها وظهرت شبه بدينة فوق صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة في مطاردة المشاهير. وكثيراً ما اعترفت ببذل جهود من أجل انقاص وزنها قبل البدء بالتدريبات الخاصة على دور جديد في السينما. والنقطة الأخيرة والأقوى في شأن تمتعها بحب الجمهور العريض تكمن في اعترافها بوحدتها وببحثها عن فارس الأحلام الذي لم يظهر بعد في حياتها على رغم عملها الى جوار اكثر الرجال وسامة، من أمثال توم كروز وريتشارد غير. وهي عاشت حكاية عاطفية سرعان ما انتهت بالفشل مع الفكاهي جيم كاري زميلها في فيلم "انا ونفسي وآيرين". والخلاصة ان زيلويغر نجمة معاصرة بنت شهرتها على علاقاتها المباشرة مع الجمهور على عكس ما كان يحدث في عصر هوليوود الذهبي عندما كانت النجمة مستحيلة المنال وموجودة لإثارة الخيال وتغذية الأحلام قبل كل شيء. "الوسط" التقت زيلويغر وحادثتها: كيف كان عملك مع ريتشارد غير، علماً انه من ألمع نجوم السينما العالمية حالياً؟ - تأثرت اساساً لمجرد فكرة الظهور في لقطات واحدة معه، خصوصاً ان بعضها يتضمن مواقف قوية مبنية على المشاجرات وتبادل الألفاظ القوية. ولم أكن اعرف حينذاك ان دوري في هذا العمل سيجلب لي النقد الايجابي والمديح المميز في وسائل الاعلام، ولم أفكر في ذلك، بل فقط في امكان التمثيل على المستوى نفسه ل"غير" الذي مارس للمرة الأولى اللون الاستعراضي المبني على الغناء والرقص الى جانب التمثيل. اما عن نفسي فكنت أواجه الموقف نفسه تقريباً، حيث انني لم أجرب الاستعراض الا في أعمال قليلة جداً فوق المسرح وذلك منذ سنوات طويلة. لكل هذه الأسباب انتابني الخوف وشعرت بارتباك كبير،ولكنني في النهاية تشجعت وتدربت وواجهت ريتشارد غير متجاهلة شهرته ووسامته، ومركزة اهتمامي على عملي أنا وحسب. وكيف واجهك هو؟ - اتضح لي ان الرجل يتمتع بروح مهنية متفوقة جداً ويضع مصلحة العمل فوق أي اعتبارات اخرى فيترك نجوميته أمام باب الاستوديو في بداية كل يوم من أيام العمل ولا يستعيدها الا وهو خارج في آخر النهار. وبالتالي لم اشعر للحظة واحدة انني كنت اواجه النجم غير، بل شخصية بيلي المحامي في الفيلم، والفارق شاسع بينهما مثلما كنت ألاحظه كلما التقيت غير خارج الاستوديو وأشهده يتصرف كما يتوقعه أي واحد منا، وأقصد على طريقة النجم العالمي البارد الأعصاب المتزوج من العارضة الرائعة الجمال كاري لويل، بعدما شارك سيندي كروفورد تضحك اجمل امرأة في الكون الحياة الزوجية ايضاً في الماضي. وتعلمت ان هناك طريقة لكسر برودة ريتشارد غير وحثه على فتح قلبه ومشاركة الحديث مع غيره، وهذه الطريقة هي التحدث عن البوذية والدلاي لاما الذي هو من أعز أصدقاء غير في الحياة اليومية. ألم تتغير طريقتك في مواجهة العمل مع كبار النجوم بعد تجربتك مع توم كروز قبل ست سنوات؟ - لا أبداً، ولا أزال متأثرة بنجومية الأشخاص الذين أجد نفسي أمامهم في السينما. وأنا مثلاً كنت مرتبكة جداً بسبب مشاركتي المواقف الفكاهية في فيلم "أنا ونفسي وأيرين" مع جيم كاري الذي هو عبارة عن بهلوان حي لا يكف عن التصرف وكأنه فوق الحلبة في السيرك، الى درجة ان محيطه لا يعرف أين المزاح وأين الجد. ان كاري لا يستطيع التوقف وهذه مشكلة فعلية تمنع الناس من معرفة حقيقته. حدثينا عن فيلم "شيكاغو" المأخوذ عن مسرحية ناجحة في لندن ونيويورك؟ - يحكي السيناريو كيف تغتال امرأة شابة صديقها بعدما يعدها بتقديمها الى مدير احد أكبر المسارح الاستعراضية في شيكاغو، ثم يخلف بوعده ويتركها. وعند القبض عليها توضع في السجن حيث تتعرف على نجمة كبيرة مسجونة لأنها قتلت زوجها وأختها، فتبدأ بالتخطيط لحياتها الفنية المستقبلية بعد خروجها من وراء القضبان. ويتولى المحامي بيلي المعروف جداً مهمة الدفاع عنها ويخرجها فعلاً من السجن بفضل تمثيلية يخططها معها للتأثير على المحلفين. وينتهي بها المطاف في مسرح كبير بصحبة النجمة التي تعرفت عليها في السجن وتحقق النجاح على رغم موهبتها الضعيفة نسبياً، لمجرد انها هزت مشاعر الجماهير حين بكت في المحكمة وهي تروي كيف وصل بها الأمر الى قتل صديقها العنيف والمجرم وكيف تابت في ما بعد واستقامت وخططت لمستقبل عائلي مع زوج وأطفال وعمل شريف. والفيلم يدمج بين الدراما والحركة والاستعراض والفكاهة وهو مخلص للمسرحية التي تحمل العنوان نفسه والتي لا تزال تقدم فوق خشبات أوروبا واميركا بنجاح كبير. لقد تدربت شهوراً طويلة مع كاترين زيتا جونز التي تؤدي شخصية النجمة الاستعراضية المسجونة ايضاً، على الغناء والرقص حتى تأتي النتيجة مقنعة في النهاية وحتى تبرر الشركة المنتجة موقفها بتعييننا تجاه بعض الفنانات الاستعراضيات الحقيقيات الجديرات بالدورين. وما الذي منع الشركة المنتجة من اللجوء الى تلك الفنانات؟ - الرغبة الماسة في التمتع بأسماء معروفة عالمياً في الفيلم، فالسينما غير المسرح والربح مبني على النجومية قبل أي شيء آخر. أنت تفضلين العمل في الأفلام الكوميدية عامة أليس كذلك؟ - لا أبداً، والصدفة شاءت ان تكون أكثر افلامي فكاهية ما يعطي عني انطباع الممثلة الكوميدية. لكن "جيري ماغواير" و"ثمن فوق الألماس" و"شيء واحد حقيقي" والآن "شيكاغو" وغيرها من أعمالي السينمائية السابقة لنجوميتي ليست كوميدية وتنتمي الى ألوان اخرى مثل الدراما والإثارة والمغامرات والجريمة والخوف. وأنا حقيقة لا أفضل أي لون عن غيره طالما ان الدور المطروح علي يسمح لي بتحقيق ذاتي فنياً وبتقديم ما هو جديد الى الجمهور. شاهدت الفيلم في عرضه الخاص حيث يتبين انك تسيطرين تماماً على بطولته النسائية، بالنسبة الى ما تفعله زميلتك كاترين زيتا جونز، فما هو تبريرك لهذا الشيء؟ - أنا لا أشاركك الرأي، واعتقد بأن كاترين موجودة في الفيلم من أوله وحتى آخره، بشكل ملموس وجيد وهي تغزو الشاشة بجمالها وموهبتها الاستعراضية. وقد يبدو دوري اكثر أهمية لأن الحبكة مبنية حول شخصيتي التي تتعرف في ما بعد عليها في السجن، ولكن هذا لا يقلل من قيمتها ابداً. أنا لم أقصد مهاجمتها اطلاقاً، لكنني لاحظت مثل كثيرين من أهل الاعلام في صالة العرض ان وجودك أمام الكاميرا غطاها بطريقة واضحة؟ - ربما انها مجاملة، ولكنني حقيقة لا أرى الأمر بهذه العين، وإذا سمعتك كاترين لغضبت وطلبت منك الامتناع عن نشر رأيك هذا. إنه أكثر من مجرد رأي وتكفي مشاهدة الشريط للتأكد من صحة كلامي وكلام غيري من الصحافيين؟ - كما تريد... وهل تمتعت معها بعلاقة جيدة أثناء التصوير؟ - نعم، ونحن مثلما ذكرت لك سابقاً، تدربنا معاً على الغناء والرقص وعملنا فعلاً يداً بيد طوال أيام التصوير. هل اكتسبت اذن صديقة جديدة؟ - ربما انها ليست صديقة حميمة لي لأن كل واحدة منا مشغولة بعملها وحياتها الشخصية، خصوصاً أنها زوجة وأم لطفل صغير، وبالتالي لا يسمح لنا وقتنا بالالتقاء كثيراً لكننا نتحادث مع بعضنا بواسطة الهاتف ونتمتع بعلاقة متينة وجميلة، وربما يجمعنا العمل ثانية في يوم ما